البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية العام
قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إن المجلس أعد القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويمكن إجراؤها قبل نهاية العام. معقبا “هناك أناس لا يريدون أن يتركوا الكرسي في ليبيا.. أنني رئيس البرلمان المنتخب الوحيد الذي يطالب بإجراء الانتخابات اليوم قبل غد. لأن مصلحة الوطن تقتضي إجراء الإنتخابات”. مشيرا إلى اتصالات مع المجلس الأعلى للدولة للاتفاق على آلية تشكيل الحكومة.
وأكد في تصريحات لموقع “الشرق” على هامش اجتماعات البرلمان العربي بالقاهرة الأحد. أنه لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل حكومتين واحدة في الشرق وأخرى بالغرب. مضيفا أن الأمر يتطلب في البداية تشكيل حكومة واحدة. فلا يصح أن تجرى انتخابات في ظل حكومتين واحدة في الشرق وأخرى في الغرب.
وقال صالح أن هناك اتفاق من حيث المبدأ مع مجلس الدولة على أن يزكى المرشح (لرئاسة الحكومة) بالحصول على أصوات 20 عضوا من مجلس الدولة وعشرة من مجلس النواب. مضيفا “مجلس النواب يختار المرشح بناء على برنامجه”.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد. واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان، وأخرى في الغرب في طرابلس. وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة. إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد. بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.
وتظل الخلافات بين المجلس الأعلى للدولة والبرلمان. أحد أهم تعقيدات المشهد التي تحول دون التوصل إلى أي توافق على خارطة الطريق. الأمر الذي يفرض ضرورة تسوية هذه الخلافات أولا. للبناء على أي خطوة تمهد للانتخابات. وذكرت مصادر مطلعة أن البرلمان الليبي يتجه إلى فتح باب الترشح لرئاسة الحكومة الجديدة.
وتطرق صالح إلى المعوقات التي تواجه الأطراف الليبية. قائلا بأنها “تتمثل في تدخل المجتمع الدولي وعدم قدرة المبعوثين الدوليين الذين توالوا على البلاد تقديم أي شيء لحل الأزمة الليبية“. مضيفاً أنه لو تُرك الأمر بين الليبيين لتنفيذ الإعلان الدستوري .والاتفاق السياسي كانت الأمور ستمضي بطريقة سريعة وجيدة.
وعن استقالة المبعوث الأممي عبدالله باثيلي، أكد رئيس مجلس النواب أن المبعوث لم يقدم أي مقترح. ولم يقدم دعما أو خبرة لصالح الليبيين الذين يريدون الانتخابات. مشيرا إلى أن الانتخابات لا تجرى إلا بوجود حكومة واحدة. لكن نتيجة المصالح المتضاربة وعدم الإخلاص في حل الأزمة الليبية هو ما أخرنا.
وعن ترشح سيف نجل العقيد معمر القذافي. عقب صالح بأن كل شخص تتوافر فيه الشروط يمكنه الترشح، أما الترشح بالاسم أو الوظيفة والانتماء فهو غير موجود.
وقبل أيام، نظمت قوى أمنية وعسكرية بمدينة الزنتان الواقعة غرب ليبيا. أكبر عرض عسكري لها، لإعلان دعمها لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية. محذرة من إمكانية إقصائه من المشاركة في العملية السياسية.
وخرجت هذه القوى في أرتال من السيارات والآليات المسلحة. وجابت مختلف شوارع مدينة الزنتان، معلنة تبعيتها لسيف الإسلام القذافي. مطالبة بتنفيذ الانتخابات وعدم إقصاء أي طرف من المشاركة فيها. من أجل الخروج بالبلاد من أزمتها الحالية.
ويضغط البرلمان لتشكيل حكومة جديدة تنهي انقسام السلطة التنفيذية. لكن مهمته تبدو صعبة في ظل معارضة أطراف غرب ليبيا لهذا المقترح وعلى رأسها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة. الذي يتمسك بالبقاء في منصبه إلى حين إجراء انتخابات .قائلاً إنه لن يترك منصبه قبل إجراء انتخابات في بلاده واختيار سلطة جديدة، بينما يبحث البرلمان عن بديل له. ويضغط لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما يعمق الانقسام ويتسبب في تأجيل الانتخابات.
وفي مارس الماضي، عُقدت جلسة تحت مظلة جامعة الدول العربية بدعوة من الأمين العام لجامعة الدول العربية حضرها رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس النواب. ورئيس المجلس الأعلى للدولة بشأن تقريب وجهات النظر .وحل النقاط الخلافية التي تخص كيفية الوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتم الاتفاق على رفض أي تدخلات خارجية سلبية في العملية السياسية الليبية ومرجعية الاتفاق السياسي. كما أكدوا وجوب تشكيل حكومة موحدة مهمتها الإشراف على العملية الانتخابية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن.