سياسة

الإمارات العربية وسلطنة عُمان.. علاقات متجذرة وآفاق رحبة


تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، روابط تاريخية عميقة، منذ تأسيس الأولى على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1971، وحرصه الشديد على بناء علاقات قوية وراسخة مع سلطنة عُمان الشقيقة.

وتعتبر العلاقات الثنائية بين البلدين نموذجاً يحتذى به لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون الخليجي، حيث قدمت خلال السنوات الماضية، القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين الإرادة القوية، والدعم المتواصل لدفع العلاقات العميقة والراسخة بينهما إلى آفاق رحبة، تضعها في مرتبة العلاقات الخاصة والمتميزة على مختلف المستويات، الأمر الذي عكس مستوى من التميز والرقي.


وشهدت علاقات البدين على مدار العقود الماضية، محطات عدة، ففي حقبة التسعينات، وتحديداً في عام 1991، جاءت الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إلى السلطنة، بهدف دفع العلاقات بين البلدين إلى منحى جديد يعزز الترابط القوي بينهما، وتشكلت على إثرها لجنة عليا مشتركة بين البلدين، هدفت إلى تعزيز التعاون المشترك.

وكان أول ثماره اللجنة المشتركة قرار تنقل المواطنين الإماراتيين والعُمانيين بين البلدين من خلال الهوية الشخصية فقط، ودون الحاجة إلى جواز سفر أو تأشيرة دخول.


وجاءت اللجنة المشتركة انعكاساً لرغبة كلا البلدين في تطوير وتعزيز التعاون الفعال بينهما على مبدأ المصلحة المتبادلة والمشتركة في مختلف المجالات، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين، وبدأت أول اجتماعاتها في نوفمبر 1991، وشملت مجالات التعاون الربط الآلي في المنافذ البرية والنقل البري ونقل البضائع وأسواق المال وحماية المستهلك والبيئة البحرية والربط الكهربائي والطيران المدني والخدمة المدنية والمجال التربوي والصحة والدفاع المدني.

 


ولعل أبرز ما يجسد العلاقات القوية بين البلدين، حجم التبادل التجاري غير النفطي الذي سجل خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، نحو 32.5 مليار درهم، وواصل نموه في العام نفسه حتى نهايته ليصل إلى نحو 45 مليار درهم، ويقدر متوسط النمو في حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال السنوات الخمس الماضية بنحو 10%.


كما تعد سلطنة عُمان ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2017، وفي المرتبة الـ12 عالمياً، في مجال الاستثمار، وتُعد الإمارات من أهم الدول المستثمرة في سلطنة عُمان، حيث يقدر رصيد الاستثمارات الإماراتية حتى نهاية 2016، بنحو 8.8 مليار درهم، وفي المقابل، تستثمر سلطنة عُمان في دولة الإمارات بما قيمته أكثر من 3.1 مليار درهم حتى نهاية 2016. 

ويؤكد ذلك، عدد الشركات الإماراتية العُمانية المشتركة، حيث بلغ عددها حتى يناير 2019 حوالي 2800 شركة، وتتركز استثمارات هذه الشركات في الصناعات التحويلية والطاقة والمياه والأنشطة المالية والإنشاءات والعقارات والتجارة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى