استعدادات الحوثيين لمغادرة الحديدة: مناورة أم انسحاب حقيقي؟
ظهرت في الحديدة تحركات جدية تمهد لهروب كبير لميليشيات الحوثي الإرهابية، على وقع مخاوف من تحرك عسكري دولي ومحلي لإنهاء سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة الساحلية.
وقالت مصادر أمنية ومحلية: إنّ قيادات الميليشيات الحوثية بدأت تسييل ممتلكاتها من العقارات والاستثمارات في المساحات الزراعية في تهامة ومدنها الرئيسية وفي مقدمتها الحديدة.
-
تهديدات الحوثي ترفع حدة الأزمة الاقتصادية في اليمن
-
صفقة مشبوهة بين الحوثي والقاعدة.. تعاون جديد يهدد أمن المنطقة
وأضافت المصادر أنّ “قيادات الميليشيات الحوثية تقوم بتصفية أملاكها، وبيع حصصها من النهب والتملك خلال الأعوام الماضية، وتحويل هذه الممتلكات إلى قيمة نقدية بعملة أجنبية، ونقلها إلى صنعاء وصعدة وحجة.
كما أنّ “عدداً من القيادات الحوثية احتفظوا بحصة من هذه الأملاك من خلال نقل ملكيتها لأشخاص من أبناء الحديدة تربطهم بهم علاقات شراكة وعلاقات مصاهرة نشأت خلال الأعوام الماضية”.
وبحسب المصادر، فقد نشأت عملية المقايضة بالعقارات من خلال التبادل بين المُلّاك، بحيث يمنح قادة الميليشيات الحوثية عقاراتهم في الحديدة لرجال الأعمال والتجار، مقابل الحصول على مساحات في صنعاء، حتى لو كانت العقارات التي حصلوا عليها في صنعاء أقلّ قيمة”.
-
التحالف بين الحوثيين والشباب: تداعياته على الأمن الإقليمي
-
تخادم الإخوان والحوثي: صور عبد الملك الحوثي تزين منشآت الجماعة
كما قامت الميليشيات بنقل قواعد بيانات كثير من المصالح الحكومية إلى صنعاء وكذلك نقل “سيرفرات” وأجهزة إلكترونية تابعة لعدد من الجهات الحكومية في الحديدة .
وتزايدت في أوساط قيادات ميليشيات الحوثي وعناصرها المخاوف من تحرك عسكري دولي لتحرير الحديدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .
وقد عزز فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية الأخيرة، وعودته إلى البيت الأبيض، مخاوف الميليشيات الحوثية بتحرك عسكري مرتقب ضدها في الحديدة، ممّا دفعها إلى اتخاذ إجراءات استباقية تمهد لهزيمتها ومغادرتها المدينة التي تتخذ منها قاعدة لإدارة عملياتها ضد خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
-
المهاجرون الأفارقة في اليمن: أزمة إنسانية في مناطق الحوثيين
-
هل يستخف الحوثيون بقدرات ترامب على مواجهة تحركاتهم؟
وينخرط الحوثيون منذ تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بهجمات ضد ناقلات الشحن في خطوط التجارة العالمية، وذلك ضمن تصعيد تنفذه الجماعة بالتنسيق مع إيران ووكلائها في المنطقة.
وسبق أن أعلنت الميليشيات الحوثية عن تنفيذ أكثر من (200) هجوم ضد ناقلات الشحن وقطع بحرية عسكرية أمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتشنّ القوات الأمريكية والبريطانية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي ضربات ضمن تحالف عسكري يهدف إلى تحجيم قدرات الحوثيين والحد من هجماتهم ضد خطوط الملاحة الدولية المارة في البحر الأحمر وخليج عدن.