سياسة

إسرائيل تُعيد تقييم قواعد الاشتباك مع قوافل المساعدات بسبب الضغوط الدولية


أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لقواته بشأن حوادث القتل المتكررة قرب مراكز المساعدات حيث قالت الأمم المتحدة إنها أحصت نحو 800 قتيل منذ نهاية مايو/أيار، في وقت تواجه فيه الدولة العبرية اتهامات بانتهاكات جسيمة وعسكرة المد الإغاثي.

من جانبه، قال جهاز الدفاع المدني في غزة إن الغارات الإسرائيلية أوقعت الجمعة 18 قتيلا بينهم عشرة أثناء انتظار المساعدات.

وأفاد شهود عيان في جنوب قطاع غزة بأن القوات الإسرائيلية تواصل هجماتها مخلفة دمارا هائلا، مع تمركز دبابات إسرائيلية قرب مدينة خان يونس، حيث كثف الجيش عملياته.

وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير إن عشرة من القتلى سقطوا أثناء انتظار المساعدات برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة الشاوش شمال غرب رفح، حيث تتكرر مثل هذه الحوادث القاتلة.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني خلال مؤتمر صحافي في جنيف إنه منذ بدء عمل المؤسسة وحتى السابع من يوليو/تموز “وثقنا 798 قتيلا بينهم 615 في محيط مراكز مؤسسة غزة الإنسانية”. وأضافت أن 183 شخصا آخرين قتلوا “على الأرجح على طرق قوافل المساعدات” التي تسيّرها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى.

وتابعت “هذا يعني أن نحو 800 شخص قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات”، موضحة أن “غالبية الإصابات بالرصاص”.

وأضافت “يصطف الناس للحصول على إمدادات أساسية مثل الغذاء والدواء، ويتعرضون للهجوم… ويتم تخييرهم بين التعرض لإطلاق النار والحصول على الطعام، هذا أمر غير مقبول”.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع المساعدات في 26 مايو/أيار، بعد أكثر من شهرين من حظر إسرائيلي شامل على دخول الإمدادات والسلع رغم التحذير من أن سكان غزة الذين يزيد عددهم عن المليونين مهددون بالمجاعة.

وشابت الفوضى عمليات هذه المؤسسة التي ترفض وكالات الأمم المتحدة التعاون معها مع صفوف انتظار حاشدة حول العدد القليل من مراكزها وتقارير شبه يومية عن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على المنتظرين، حتى أنها وُصفت “بمصائد الموت”.

وإزاء التقارير المتكررة، قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إنه أعطى تعليمات لقواته بعد استخلاص العبر من تلك الحوادث وتابع أن “جنوده عملوا مؤخرا على إعادة تنظيم مناطق الانتظار من خلال تركيب أسيجة ووضع لافتات وفتح طرق إضافية”.

وفي وسط غزة، أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات الجمعة أنه استقبل عددا من الجرحى الذين أصيبوا عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على مدنيين قرب نقطة لتوزيع مساعدات.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن شخصين آخرين قتلا في غارتين بطائرات مسيرة في مدينة غزة في الشمال.

وفي وقت سابق، أحصى الدفاع المدني في بيان “خمسة شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة، شمال غزة”.

وأرغمت إسرائيل جميع سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة على النزوح مرارا وتكرارا خلال الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من 21 شهرا، في ظروف إنسانية كارثية.

ولجأ كثر إلى المدارس، لكن هذا لم يمنع الجيش من قصفها في عمليات يقول إنها تستهدف مقاتلين لحماس.

وفي أربع غارات أخرى، قُتل ستة فلسطينيين في محيط خان يونس، حيث قال الجيش الجمعة إن قواته دمرت “خلية إرهابية” وصادرت “أسلحة ومعدات عسكرية”.

وقال فلسطيني، تحدث لوكالة فرانس برس من جنوب غزة، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن القوات الإسرائيلية تواصل هجماتها مخلفة دمارا هائلا، مع تمركز دبابات إسرائيلية قرب مدينة خان يونس.

وأضاف شاهد العيان “ما زال الوضع في المنطقة بالغ الصعوبة مع إطلاق كثيف للنيران وشن غارات جوية متقطعة وقصف مدفعي وعمليات تجريف وتدمير مستمرة لمخيمات النازحين والأراضي الزراعية جنوب وغرب وشمال منطقة المسلخ” الواقعة الى الجنوب من خان يونس.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي الذي كثّف أخيرا عملياته في قطاع غزة مع دخول الحرب شهرها الثاني والعشرين.

وما زالت المفاوضات عالقة عند بعض المسائل في قطر حيث يجري منذ الأحد ممثلّون لإسرائيل وعن حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” مباحثات غير مباشرة سعيا للتوصّل إلى هدنة.

وفي مقابلة الخميس مع “نيوزماكس” الأميركية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “آمل أن يتسنّى لنا إنجاز الصفقة في خلال بضعة أيام … سيكون هناك على الأرجح وقف لإطلاق النار لمدّة ستين يوما نخرج خلاله الدفعة الأولى وسنستفيد من مهلة الستين يوما للتفاوض على إنهاء الأمر”.

لكنه اشترط لذلك أن تتخلّى حماس عن سلاحها وتتوقّف عن حكم القطاع أو إدارته، فيما أعربت الحركة عن استعدادها لإطلاق سراح عشر رهائن في سياق اتفاق محتمل.

ويواجه نتنياهو الذي اجتمع في واشنطن هذا الأسبوع بالرئيس دونالد ترامب ضغوطا داخلية لإنهاء الحرب بسبب ارتفاع عدد الجنود القتلى.

وقال مبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الاتفاق قد يُبرم نهاية الأسبوع. وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن مسائل عالقة، من قبيل عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم في مقابل الرهائن.

وأشارت حماس من جانبها إلى نقاط جوهرية قيد التفاوض في مقدمها تدفّق المساعدات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وتوفير “ضمانات حقيقية” لوقف دائم لإطلاق النار.

وتصرّ الحركة الفلسطينية على أن تتولى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها توزيع المساعدات الإنسانية وأكّد عضو المكتب السياسي في جكتس باسم نعيم في تصريحات لوكالة فرانس برس الخميس أنه “لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال لأرضنا وتسليم شعبنا لمعازل وكنتونات معزولة تحت سيطرة جيش الاحتلال”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى