إسرائيل تفتح معبر كيسوفيم لإدخال المساعدات لغزة بعد ضغوط أميركية
أعلن الجيش الإسرائيلي فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل نهاية مهلة حددتها الإدارة الاميركية للدولة العبرية لزيادة المساعدات للفلسطينيين، والتي لا تزال منظمات غير حكومية تعتبرها غير كافية.
-
حصيلة عام من الحرب في غزة: أرقام عن خسائر إسرائيل وحماس
-
تصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس: من المسؤول عن مقتل الستة رهائن؟
وقد اعتبرت الولايات المتحدة الثلاثاء أن إسرائيل لم تنتهك القانون الأميركي في ما يتعلق بدخول المساعدات الانسانية الى غزة، لكنها دعت الدولة العبرية إلى بذل مزيد من الجهد على هذا الصعيد.
ومع تواصل الحرب بين الدولة العبرية وحماس في قطاع غزة، تستمر المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث أعلنت وزارة الصحة الثلاثاء مقتل 17 شخصا على الأقل في غارات طالت مناطق مختلفة من البلاد.
وأدت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 عقب هجوم غير مسبوق للحركة على جنوب إسرائيل، الى دمار واسع في القطاع الفلسطيني المحاصر، وأزمة انسانية كارثية تطال الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء “تمّ اليوم فتح معبر كيسوفيم لنقل شاحنات المساعدات الإنسانية”.
-
إسرائيل وحماس تقتربان من وقف حرب غزة وتحرير الرهائن
-
تفاؤل أميركي مشوب بالحذر بشأن اتفاق محتمل بين إسرائيل وحماس
وأضاف “دخلت المساعدات إلى قطاع غزة بعد عمليات تفتيش أمنية مشددة عند معبر كرم أبوسالم من قبل عناصر الأمن التابعين لسلطة المعابر الحدودية في وزارة الدفاع” الإسرائيلية.
وقال سيتفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن برنامج الأغذية العالمي “أبلغنا اليوم بأنه أرسل أول قافلة مساعدات” عبر كيسوفيم، مشيرا إلى وجود 15 شاحنة تحمل مواد غذائية ودقيقا.
من جهتها، اعتبرت حركة حماس أن تصريحات الإدارة الأميركية بشأن اتخاذ اسرائيل اجراءات لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة تعد “تأكيدا للشراكة الكاملة” لواشنطن في “حرب الإبادة” في قطاع غزة.
-
تحقيق أممي يتهم إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب
-
“قائمة العار” الأممية التي ضمت إسرائيل وحماس والجهاد.. فما هي؟
وقالت الحركة في بيان صحفي “نستنكر ما صدر عن الإدارة الأميركية من مزاعم تدعي اتخاذ الاحتلال إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة، ونعدها تأكيدا للشراكة الكاملة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في حرب الإبادة الوحشية بحق شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام”.
وفي رسالة مؤرخة في 13 أكتوبر/تشرين الأول قدّم وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن، سلسلة مطالب لإسرائيل من شأنها زيادة المساعدات الإنسانية، وأمهلاها 30 يوما للردّ، وذلك تحت طائلة تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.
وأشارت الرسالة، على سبيل المثال، إلى ضرورة أن تسمح إسرائيل بإدخال ما يصل إلى 350 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا، وأن تفتح معبرا خامسا إلى القطاع الفلسطيني، وألا يُصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لإخلاء مناطق في غزة إلا عند الضرورة القصوى.
وعلى الرغم من الإعلان الإسرائيلي، جدّدت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمات إنسانية مطالبتها بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقالت ثماني منظمات إغاثية بما فيها “أوكسفام” و”أنقذوا الأطفال” إن إسرائيل “فشلت في الامتثال” للمطالب الأميركية “على حساب تكلفة بشرية هائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة”.
وأكدت في بيان أن “الوضع الإنساني في غزة الآن في أسوأ حالاته منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الاول 2023”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن “هذه الإجراءات التي شهدناها، نعتقد أنها خطوات في الاتجاه الصحيح”.
وأضاف “نريد أن نرى المزيد من الخطوات. نريد أن نرى هذه الخطوات مستدامة على مدى فترة زمنية كبيرة، وفي النهاية، نريد أن نرى هذه الخطوات لها نتيجة على الوضع”.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد استنادا الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43665 شخصا، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
-
آخر تطورات اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
-
إسرائيل وحماس يلجئان لصفقة تبادل الأسرى و أين وصلت المفاوضات؟
وفي غضون ذلك، تواصلت الغارات الإسرائيلية الدامية في غزة. وأعلن الدفاع المدني مقتل 14 شخصا على الأقل في غارات إسرائيلية على القطاع.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة عسكريين في شمال غزة، ما يرفع الى 376 عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الاول.
وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها “لم تفقد الأمل” في التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، على رغم إعلان قطر تعليق وساطتها بين إسرائيل وحماس.
وندّدت جويس مسويا التي تتولى بالوكالة رئاسة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي الثلاثاء بـ”وحشية يومية” تواجه سكان قطاع غزة المحاصر والذي تقصفه إسرائيل، واصفة ما يجري هناك بـ”أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية”.