أسباب شائعة لهفوات الذاكرة
ربما يدخل أحدنا غرفة ثم ينسى لماذا دخل فيها، وقد لا يتذكر أحدهم أين وضع مفاتيح سيارته، وهو ما يشكل أمثلة لهفوات الذاكرة الشائعة.
وهذه الهفوات شائعة جداً، ولا ترتبط فقط بالتقدم في العمر، بل تشير الإحصاءات الطبية إلى أن أكثر من 15 في المائة ممنْ هم دون عمر 39 سنة يشكون من آن لآخر من هفوات في الذاكرة.
ويقول الدكتور سيفيل يسار، المتخصص في طب الشيخوخة في مؤسسة جونز هوبكنز الأميركية إن “هفوات الذاكرة العرضية، أمر طبيعي. وفي معظم الأحيان، لا داعي للقلق بشأنها. لكن في أي وقت تشعر فيه بالقلق منها على نفسك أو على أحد أفراد أسرتك، فإن الأمر يستحق التحدث مع طبيبك”.
كما يشير أطباء الأعصاب في جامعة هارفارد إلى أن “مشاكل الذاكرة أكثر شيوعاً مما يعتقد البعض”، وأنه من الطبيعي أن تنسى الأشياء من وقت لآخر، ويمكن أن يعاني الأشخاص الأصحاء من ضعف الذاكرة في أي عمر، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.
وفيما يلي الأسباب الخمسة التالية، الأعلى انتشاراً، لهفوات الذاكرة:
– التشتيت الذهني:
يستخدم الإنسان كما كبيرا من المعلومات الآنية لإتمام المهام، ثم يتخلص من غالبية تلك المعلومات، ويبقي الدماغ فقط على المهم منها في الذاكرة، وفق إرادة الشخص أو إدراكه العقلي لأهميتها، ليتم استرجاعها عند الحاجة واستخدامها لاحقاً.
والعنصر الأهم في سهولة تخزين هذه المعلومات في ذاكرتنا هو حرصنا على عدم تشتت أذهاننا آنذاك، ولذا فإن ضعف قدرة “إعادة استرجاع المعلومات” من الدماغ، قد يحدث بسبب حصول تشتت ذهني لدينا أثناء مرحلة تحصيل المعلومات، ما يضر بالقدرة على حفظ المعلومات بالدماغ.
وعلى سبيل المثال، عندما يكون أحدنا منشغلاً ذهنياً بشيء ما أثناء حفلة أو مناسبة اجتماعية، فإن دماغه قد ينشغل ويتشتت حين يتلقى معلومة عن اسم شخص التقى به في تلك اللحظة، وبالتالي لا يتم خزن اسمه في الذاكرة بشكل صحيح، ولذا من الممكن جداً، أن ينسى تماما أحدنا اسم ذلك الشخص.
– عدم الاهتمام بالتخزين:
من العوامل المهمة في سهولة تذكر معلومة ما، مستوى اهتمامنا الشخصي بها عند تلقيها. ولذا عند ضعف الاهتمام بـ”تخزين” المعلومة، أو عدم بذل الجهد خلال ذلك، أو عدم وضع علامات لجعلها سهلة الاسترجاع، فإن من السهل مواجهة صعوبات في تذكرها، والمعاناة من هفوات الذاكرة.
ولا يجدر الاعتماد على العقل فقط لتذكر كل المعلومات الجديدة التي نلتقطها خلال اليوم. بل إذا أراد المرء حقاً أن يتذكر شيئا ما لاحقاً، مثل تاريخ عيد ميلاد زوجته وأبنائه وأخواته، فسوف يتطلب الأمر بعض الجهد الواعي من جانبه لحفظ تلك التواريخ في دماغه.
– القلق والاكتئاب والتوتر:
وفق نتائج الدراسات الطبية، يعتبر الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي عوامل ذات تأثير متفاوت في شعور الأشخاص بالمعاناة من مشاكل الذاكرة، وخاصة هفوات الذاكرة. ورغم عدم وضوح الآلية التي من خلالها تتأثر الذاكرة بشكل مؤقت في هذه الحالات، فإن إحدى النظريات المطروحة هو اضطرابات مستويات المواد الكيميائية التي تعمل كنواقل عصبية فيما بين أجزاء الدماغ. وتشير بعض المصادر الطبية إلى دور ارتفاع هرمون الكورتيزول في حالات القلق والتوتر والإجهاد النفسي، في المساهمة بضعف الذاكرة القصيرة المدى القصير.
– قلة النوم:
اضطرابات النوم، خاصة الأرق وعدم أخذ قسط كاف من النوم (أي حوالي 8 ساعات) في ساعات الليل بالذات، سبب شائع لهفوات الذاكرة. ولذا يحدث النسيان ببساطة نتيجة اضطرابات النوم.
وثمة عدة آليات لتأثير اضطرابات النوم على حدة الذاكرة، من أهمها أن فترة النوم الكافية في ساعات الليل، هي الوقت الأساسي للعقل كي يُقوي الروابط بين الخلايا العصبية فيه. ووفق ما يفيد به المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية بالولايات المتحدة، فإنه خلال النوم، يدمج الدماغ الذكريات وينظف نفسه من السموم ونواتج عمليات تفاعلات الأيض الكيميائية ويصلح ويعيد ترتيب نفسه
كما أنه أثناء نوم الإنسان، يقوم العقل بإنشاء مسارات تساعد على التعلم وصنع ذكريات جديدة، والأهم توثيق قدرة الحفاظ عليها وتسهيل استرجاعها.
وبالمقابل ستؤدي قلة النوم الجيد إلى إضعاف الذاكرة وخفض قدرات الإبداع وتقييم الأشياء ودرجة الانتباه. وتشير مؤسسة النوم الوطنية بالولايات المتحدة إلى أن المرء بحاجة إلى الحصول على سبع إلى تسع ساعات من الراحة كل ليلة إذا كان يريد وظيفة دماغية مثالية.
– ضعف التغذية الدماغية:
يقدم نمط تغذية البحر المتوسط تأثيرا وقائياً ضد التدهور المعرفي، ومرض ألزهايمر. ويتضمن ذلك تناول الفواكه والخضراوات والأسماك الدهنية والروبيان والمكسرات وزيت الزيتون والبقول وحبوب القمح الكاملة غير المقشرة، وخفض تناول الدهون الحيوانية واللحوم الحمراء والسكريات، وكذلك الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
وأشارت بعض الدراسات إلى منتجات معينة ذات تأثيرات إيجابية في تنشيط الذاكرة، مثل ثمار الأفوكادو، وأنواع الفواكه التوتية (العنبيات) ودهون أوميجا – 3 من المصادر الطبيعية في الأسماك، والشوكولاتة الداكنة الغنية بمضادات الأكسدة، ولبن الزبادي الغني بالبكتيريا الصديقة، وزيت الزيتون البكر، والكركم، ومكسرات الجوز والفستق، والطحالب البحرية، والقهوة.