متابعات إخبارية

FJ-3 Fury: المقاتلة التي جسدت التحول في القوة الجوية البحرية الأمريكية


رغم قلة شهرتها، إلا أن الطائرة ” FJ-3 Fury” لعبت دورا مهما في تاريخ البحرية الأمريكية.

الطائرة “FJ-3 Fury” مكنت البحرية الأمريكية من التحول بشكل كامل إلى الطائرات النفاثة، مما أثبت أن المقاتلات عالية الأداء يمكنها العمل بفعالية من حاملات الطائرات.

والطائرة “FJ-3 Fury” هي نسخة بحرية من طائرة” F-86 Sabre” الناجحة التابعة للقوات الجوية الأمريكية وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست”.

كانت فكرة الطائرة قد طُرحت في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وكانت لها أهمية كبيرة في انتقال القوات الجوية البحرية من الطائرات المروحية إلى المقاتلات النفاثة، مما ربط بين فترتي الحرب الكورية وحرب فيتنام في التاريخ العسكري الأمريكي.

وكجزء من سلسلة طائرات فيوري التي بدأت بطائرة “FJ-1″، وهي طائرة نفاثة ذات أجنحة مستقيمة طُرحت عام 1947، تم تصميم طائرة “FJ-3” لتلبية طلب البحرية على طائرة نفاثة تتميز بسرعة ومدى وتوافق مُحسّنين مع حاملات الطائرات.

وأدخلت طائرة “FJ-3” العديد من التحسينات الرئيسية على الطائرات التي سبقتها أهمها اعتماد محرك “رايت J65-W-4″، وهو نسخة مُرخصة من محرك أرمسترونغ سيدلي سافير التوربيني البريطاني.

ووفّر هذا المحرك حوالي 7700 رطل من الدفع، وهو تحسن كبير مقارنةً بمحرك “جنرال إلكتريك J47” في طائرة “FJ-2”.

كما سمحت القوة المتزايدة لطائرة “FJ-3” بتحقيق سرعة تبلغ حوالي 681 ميلاً في الساعة وارتفاع خدمة يبلغ 46,800 قدم، مما جعلها قادرة على منافسة المقاتلات البرية المعاصرة.

في الوقت نفسه، تميزت الطائرة بتصميم الجناح المائل، وهو سمة مميزة لطائرات “F-86” مما عزز أدائها الديناميكي الهوائي وقدرتها على المناورة.

وتم تعزيز هيكل “FJ-3” لتحمل قسوة عمليات حاملات الطائرات، بما في ذلك عمليات إطلاق المنجنيق والهبوط المائل وتم تزويد الطائرة بأجنحة قابلة للطي لتحسين مساحة التخزين على حاملات الطائرات، وهي ميزة أساسية للطيران البحري.

وضم تسليح FJ- 3- 4 مدافع “كولت Mk 12” عيار 20 مم، مما وفر قوة نيران كبيرة للقتال الجوي ونجحت النسخ اللاحقة في حمل ما يصل إلى 2000 رطل من الذخائر الخارجية، بما في ذلك القنابل والصواريخ وصواريخ جو-جو المبكرة مثل “AIM-9 Sidewinder”، مما وسّع نطاق دورها ليشمل مهام الهجوم البري.

وجاءت طائرة “FJ-3” خلال فترة من التغيير التكنولوجي السريع والجذري في الطيران العسكري، وشكّل نشرها على حاملات الطائرات الأمريكية في أساطيل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ رادعًا قويًا خلال المراحل الأولى من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

وتم تصميم الطائرة لمواجهة طائرات “MiG-15″ و”MiG-17” السوفياتية كما شاركت في العديد من التدريبات وعمليات الأسطول حيث أثبتت قدرتها على التكيف مع مختلف الظروف.

ومن المحطات البارزة في خدمة طائرة “FJ-3” دورها في اختبار ودمج التقنيات الجديدة حيث استُخدمت نسخة منها كطائرة للصواريخ الموجهة المبكرة كما مثلت طائرة “FJ-3M” المُجهزة لحمل صاروخ “AIM-9 Sidewinder”، خطوةً مهمة في تطوير المقاتلات البحرية المُسلحة بالصواريخ وهو ما مهد الطريق لطائرات أكثر تطورًا مثل “F-4 Phantom II”.

ورغم دورها الكبير فإن المسيرة التشغيلية للطائرة “FJ-3″ كانت قصيرة نسبيًا، حيث سرعان ما طغت عليها طائرات نفاثة أحدث وأكثر تقدمًا مثل” F-8 Crusader” و”F-4 Phantom II”.

وبحلول أوائل ستينيات القرن الماضي، تم سحب معظم طائرات FJ-3 تدريجيًا من الخدمة في الخطوط الأمامية، وتم تقليص عدد كبير منها إلى أدوار تدريبية أو نقلها إلى وحدات الاحتياط البحري.

وفي منتصف الستينيات، أُحيلت آخر طائرات FJ-3 إلى التقاعد لتمثل نهاية سلسلة طائرات فيوري.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى