سياسة

أردوغان يحشد القيادة السورية الجديدة لشن حملة على الأكراد


دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القضاء على المنظمات الإرهابية في سوريا، مشيرا إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وأيضا حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة “تنظيما إرهابيا”، معتبرا أن الجماعات الكردية المسلحة لم يعد لها مستقبل في سوريا، مشددا على أن بلاده ستبذل جهودا لمحاسبة الرئيس السابق بشار الأسد أمام القضاء الدولي.

وأضاف أردوغان في حديثه للصحفيين الخميس على متن الطائرة أثناء عودته من مصر “سنثبت أن وقت تحييد التنظيمات الإرهابية في سوريا قد حان، حتى لا يطالنا أي تهديد من حدودنا الجنوبية”.
وأكد أن التطورات في سوريا كانت المحور الرئيسي لقمة منظمة الدول الثماني في القاهرة الخميس، مشيرا إلى بدء حقبة جديدة في سوريا مع انتهاء 13 عاما من الصراعات و61 عاما من ظلم حزب البعث.
وأعرب عن اعتقاده بعدم وجود قوة ترغب في مواصلة التعامل مع التنظيمات الإرهابية في سوريا، مؤكدا أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي سيبقيان وحيدين ولن يكون لهما مستقبلا في سوريا، معتبرا أن هدف هذه التنظيمات هو خدمة الجهات التي تدعمها.

ونفذت تركيا خلال الأعوام الأخيرة العديد من الضربات التي استهدفت المقاتلين الأكراد في سوريا بذريعة مكافحة التنظيمات الإرهابية. 
وتطرق أردوغان إلى الصور القادمة من السجون ومراكز الاعتقال التي كان يستخدمها النظام البائد في سوريا، قائلا إن “الفظائع المرتكبة بسجن صيدنايا في سوريا تؤكد ما قلناه منذ سنوات”، مبينا أن “الإعدامات خارج نطاق القانون هي واحدة من أكثر الصور بشاعة التي تعكس حقيقة نظام البعث في سوريا”.
وتابع “يتم العثور أيضا على مقابر جماعية في سوريا، ويبدو أننا لم نر بعد الصورة الكاملة للظلم والتعذيب”.
وشدد الرئيس التركي على أن بلاده ستفعل ما بوسعها من أجل محاسبة نظام بشار الأسد أمام القانون الدولي، مشيرا إلى أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيتوجه قريبا إلى سوريا.
ولفت إلى أن رفع الحصار والقيود المفروضة على سوريا بسبب نظام الأسد سيكون مفيدا لتعافي البلاد، قائلا “آمل أن تسمح التطورات الميدانية في الفترة المقبلة بالعودة الآمنة والطوعية لإخواننا السوريين الذين يتوقون لوطنهم”.
وأكد على دعم تركيا للشعب السوري في إدارته للمرحلة الانتقالية بسهولة وتجنيبه أي حوادث في هذا المسار، وأردف “إخواننا في سوريا سيتخذون بأنفسهم قراراتهم بشأن مستقبلهم”.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تتواصل مع مسؤولي الإدارة الجديدة بسوريا وفي مقدمتهم زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع.
وأضاف “كما تعلمون أرسلنا رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن ووزير الخارجية هاكان فيدان إلى دمشق في وقت سابق إثر سقوط نظام الأسد”، لافتا إلى أنه “إذا تمكنت دمشق من تأسيس كيان مستقر، فإنها ستحتل مكانة قوية جدا في العالم الإسلامي”، قائلا إن “سوريا التي يزيد عدد سكانها اليوم عن 30 مليون نسمة لا يمكن تجاهلها”.
واعتبر الرئيس التركي وجود بشار الأسد حاليا في روسيا دليلا على مدى أهمية التطورات الراهنة، متابعا “سنعمل على مساعدة السوريين في بناء هيكلية الدولة، وسنسعى لنقل خبراتنا إلى هناك ومساعدة الإدارة السورية في تأسيس دولة جديدة في إطار عقد اجتماعي جديد”.
وعن احتلال إسرائيل للأراضي السورية قال أردوغان” تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الولايات المتحدة والدول الغربية لوقف إسرائيل وينبغي الصدح بأعلى صوت أن احتلال الأراضي السورية غير مقبول”.
واعتبر الرئيس التركي عدم إغلاق روسيا لسفارتها في دمشق مكسبا لسوريا وقال “هناك فائدة في استمرار البعثات الدبلوماسية، من الأشياء التي أسعدتني جدا تطوير دول عديدة في العالم الإسلامي والغربي علاقاتها مع أبومحمد الجولاني أحمد الشرع وهذا يُعد مؤشرا للثقة في الإدارة الجديدة”.
وأردف “بمشيئة الله، ستنهض سوريا في الفترة الجديدة بشكل مختلف تماما”، مضيفا “أمنيتنا الصادقة هي رؤية البلاد تعيش فيها المجموعات العرقية والدينية المختلفة جنبا إلى جنب في سلام وتكون مصدر ثقة لجيرانها”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى