سياسة

هل يعيد مقتدى الصدر ترتيب أوراقه في العراق بعد اعتزال الناس؟


قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اعتزال الحياة العامة احتجاجا على تصرفات بعض اتباعه، في خطوة اعتبرها البعض مجرد حركة للفت الانتباه والبقاء في دائرة الضوء مع الحديث عن وجود مشاورات سياسية لعودة التيار إلى المشهد السياسي.

ويحاول الصدر جذب الأضواء والايحاء بأنه شخصية وطنية تتعالى على الحسابات الشخصية من أجل الصالح العام، حيث قال مصدر في مكتبه أن “دوافع هذا القرار جاءت بسبب شعور سماحته بأن الناس لا تزال الى هذه اللحظة تنجر خلف مخططات الغرب والفاسدين بعيدةً عن ذوقـه وتوّجهاته وتعليماته المباركة”.

والاثنين أقدم عدد من الأشخاص منسوبون للتيار الصدر بتمزيق صور وجداريات لشخصيات قيادية في محور المقاومة، الأمر الذي دفع بقيادات من التيار الصدر إلى القاء القبض على الفاعلين وتسليمهم للقوات الامنية.
وعلى إثرها، حذر صالح محمد العراقي وزير الصدر من محاولات لنشر الفتنة في العراق، وشدد على ضرورة الحفاظ على البلد وسمعته.

و كتب العراقي في تدوينة له على منصات التواصل الاجتماعي، أن “في العراق من سيحاول نشر الفتـنة وزعزعة الأمن وفق أهوائه وشهواته ومصالحه من الداخل والخارج على حدّ سواء”، لافتاً إلى أنهم “من داخل التيار الوطني الشيعي، وممن اندسّوا فيه زوراً وبهتاناً ومن خارجه بطريق أولى”.

وشدد على ضرورة الحفاظ على العراق ومقدساته وسمعته، مردفاً “هناك من يتربص بعراقنا السوء فلا تعينوه على ذلك لا بقول ولا بفعل ولا أي شيء على الإطلاق”.

وكشفت مصادر مطلعة داخل الهيئة السياسية للتيار الوطني الشيعي (التيار الصدري) سابقًا، مؤخرا عن وجود اجتماعات غير معلنة لمسؤولين في الهيئة من أجل ترتيب أوراق المرحلة السياسية المقبلة.

وقالت المصادر إن “عودة الصدريين الى المشهد السياسي أمر حتمي، وستكون خلال المرحلة المقبلة، وهذا الامر ربما يكون بأشهر قليلة قبل موعد انتخابات مجلس النواب، والتي يعتزم الصدريون المشاركة فيها بقوة”.

وشهدت الفترة الماضية اجتماعات مختلفة لمسؤولين عن الملف السياسي داخل الهيئة السياسية للتيار الوطني الشيعي لبحث وترتيب أوراق المرحلة المقبلة والاستعداد الى العودة السياسية والانتخابية.

وأكد الباحث في الشأن السياسي المقرب من التيار الوطني الشيعي مجاشع التميمي، وجود تحرك للتيار بهدف ترتيب عودته السياسية والانتخابية خلال المرحلة المقبلة.

وقال التميمي في تصريحات صحافية إن “هناك حوارات ومشاورات للتيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) مع أطراف سياسية ومن بينها قوى داخل الإطار التنسيقي رغم أن التيار الوطني الشيعي لم يعلن عنها لكن قيادات من كتل سياسية قالت أنها التقت ممثلين عن التيار الوطني الشيعي”.

وتابع أن عودة التيار الوطني الشيعي حتمية لأن الصدر انسحب من الدورة الخامسة لمجلس النواب لفتح المجال أمام قوى الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة والبوادر تشير إلى أن خطوات الصدر واضحة في العودة والمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وفي حال عودة التيار الوطني الشيعي إلى المشهد السياسي والمشاركة في الانتخابات المقبلة فإنه سيقلب المعادلة رأسًا على عقب خاصة مع قوة هذا التيار داخل المجتمع العراقي وخاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية فضلا عن الانشقاقات والخلافات داخل الإطار التنسيقي وستكون الحصة الأكبر من المقاعد البرلمانية الشيعية لهذا التيار.

وأشار المقرب من التيار الوطني الشيعي إلى أن التيار يخطط لسيناريو جديد مختلف عن السابق من حيث القوائم الانتخابية أو التحالفات السياسية لأن الصدر لن يكرر التجارب السابقة ولا نستغرب أن يكون تحالفه المقبل مع أطراف سياسية ‏من أجل المصلحة العليا للعراق.

وفي الخامس عشر من يونيو/حزيران 2022، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من العملية السياسية في البلاد وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة “الفاسدين”.

وجاء إعلان الصدر خلال اجتماعه في النجف بنواب الكتلة الصدرية الذين قدموا استقالتهم من البرلمان بعد 8 أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية لم يتمكنوا خلالها من تشكيل حكومة عراقية.

وأضاف الصدر في حديثه “أريد أن أخبركم، في الانتخابات المقبلة لن أشارك بوجود الفاسدين، وهذا عهد بيني وبين الله وبيني وبينكم ومع شعبي إلا إذا فرج الله وأزيح الفاسدون وكل من نهب العراق وسرقه وأباح الدماء”.

وتابع مخاطبا أعضاء الكتلة الصدرية “في حال اشتركنا في الانتخابات المقابلة فأبقوا نساء ورجالا على أهبة الاستعداد، ولا تتفرقوا وتكاملوا سياسيا وعقائديا وبرلمانيا وقانونيا وتواصلوا مع الشعب العراقي”.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى