سياسة

وقف النار في لبنان: هل يكون بداية لنهاية الصراع في المنطقة؟


مع نهاية الجولة الأخيرة من القتال في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، تركت العديد من الجبهات الأخرى المدعومة من إيران عند مفترق طرق.

في 3 ديسمبر/كانون الأول الحالي، ذهب وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إلى الشمال للقاء قوات الجيش، وتفقد الحدود مع لبنان.

جاءت الزيارة عقب وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني والذي كان مصمماً لإنهاء القتال العنيف بين إسرائيل وحزب الله الذي بدأ في 3 سبتمبر/أيلول واستمر شهرين تقول تل أبيب إنها قضت خلالهما على حوالي 2500 عضو من حزب الله.

وتزامن انتهاء القتال في جنوب لبنان، والذي قد يكون مؤقتًا، مع هجوم شنته فصائل مسلحة على القوات السورية في مدينة حلب الأمر الذي يوضح ديناميكيات الأمن المترابطة في المنطقة وذلك وفقا لما ذكره تقرير نشره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.

تولى كاتس منصبه كوزير للدفاع الإسرائيلي خلفا ليوآف غالانت الذي شغل المنصب منذ 2022 وكان يدعو إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه حزب الله منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما بدأ الحزب ضرباته “التضامنية” ضد إسرائيل.

كان هذا جزءًا مما تراه إسرائيل على أنه حرب على سبع جبهات حيث دعمت إيران الجماعات التي هاجمت إسرائيل على مدار العام الماضي، بما في ذلك حزب الله والحوثيون والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحماس، وكذلك الميليشيات في سوريا والعراق.

جاء تولي كاتس لمنصبه بالتزامن مع مرور عام على الحرب في غزة ولبنان، حيث أضعف الجيش الإسرائيلي حركة حماس وألحق بحزب الله سلسلة من «الهزائم»، وما تبقى من الجبهات المدعومة من إيران الآن هو سوريا والعراق واليمن والضفة الغربية.

وتواصل القوات الإسرائيلية المداهمات والاعتقالات في الضفة الغربية حيث تقلص التهديد الذي تواجهه إسرائيل هناك حسبما ذكر التقرير.

وفي لبنان، نفذ الجيش الإسرائيلي العديد من الغارات الجوية على حزب الله منذ وقف إطلاق النار مدعيًا أن الحزب ينتهك وقف إطلاق النار ولا تزال الجماعة اللبنانية تحرك قاذفات الصواريخ وتسعى إلى إعادة التسلح فهل يصبح هذا هو الوضع الطبيعي الجديد في جنوب لبنان؟

وفي الوقت نفسه، لا يزال هناك ما يصل إلى 101 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة وقد مات بعضهم بما في ذلك عمر نيوترا، وهو مواطن أمريكي-إسرائيلي مزدوج الجنسية لا تزال الحركة تحتجز جثته.

وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بجعل حماس تدفع ثمنًا باهظًا إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن، فيما رحب الساسة الإسرائيليون بما اعتبروه تغييرا في الخطاب، حيث يأمل هؤلاء أن يعكس تحولًا في السياسة الأمريكية مع تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني. لكن الكثير قد يتغير قبل ذلك الوقت مثلما حدث في سوريا.

وخلال زيارته للحدود الشمالية، هدد كاتس بأنه إذا استمر حزب الله في انتهاك وقف إطلاق النار فإن إسرائيل ستضرب المؤسسات اللبنانية، قائلا: “لن تكون هناك أي استثناءات لدولة لبنان.. إذا كنا حتى الآن نفصل دولة لبنان عن حزب الله وبيروت بالكامل عن الضاحية الجنوبية فلن يكون هذا هو الحال”.

هذا مفترق طرق لإسرائيل ولبنان والمنطقة فالعجلات تدور عبر مساحة كبيرة من الشرق الأوسط، فحتى في أعقاب وقف إطلاق النار الهش، لا تزال المنطقة على شفا عدة حرائق أخرى.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى