سياسة

إسرائيل وأميركا تتعهدان بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني


تعهّدت إسرائيل والولايات المتحدة بالردّ على الهجوم الإيراني على الدولة العبرية الذي تخلّله إطلاق قرابة 180 صاروخا للثأر لمقتل قادة من حركة حماس وحزب الله وإيران. وهو الهجوم الإيراني الثاني على إسرائيل في غضون حوالى ستة أشهر.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن الهجوم يأتي ردّا على مقتل كلّ من رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في طهران في ضربة نسبت الى إسرائيل والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان عباس نيلفوروشان.

ورصدت بلدية مدينة هود هشارون شمال تل أبيب وسط إسرائيل، أضرارا في نحو 100 منزل نتيجة القصف الصاروخي الإيراني غير المسبوق.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ إيران ارتكبت “خطأ جسيما” بقصفها الدولة العبرية، متوعّدا إياها بأنها “ستدفع ثمن” هذا القصف.
من جانبه، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صورا له رفقة رئيس الأركان هرتسي هاليفي وهما يتابعان القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
وكتب غالانت على حسابه بمنصة “إكس” ” تابعت هذه الليلة مع القيادة التنفيذية للجيش الإسرائيلي من مركز القيادة، العمليات الدفاعية الناجحة للهجوم الإيراني الإجرامي ضد دولة إسرائيل” مضيفا “إيران لم تتعلم الدرس من يهاجم دولة إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا”.

بدوره، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب “الصهيونية الدينية” في منشور بمنصة “إكس” “مثل غزة وحزب الله ودولة لبنان، ستندم إيران على هذه اللحظة”.

مثل غزة وحزب الله ودولة لبنان، ستندم إيران على هذه اللحظة

كما علق وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إن “المرشد الإيراني الذي اتخذ القرار الأكثر خطأ في تاريخه، سيدفع ثمناً باهظاً للغاية، وهذه بداية النهاية للنظام الإيراني اللعين” على حد وصفه.
أما سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، قال عبر المنصة ذاتها “نفذت إيران هذا المساء أكبر وأعنف هجوم صاروخي ضد دولة إسرائيل، ونحن جاهزون ومستعدون في الدفاع والهجوم، وستتخذ إسرائيل جميع التدابير اللازمة لحماية مواطنيها”.

وطالب قادة في المعارضة الإسرائيلية برد قاس على إيران، وكتب رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان “يجب على إسرائيل أن تهاجم إيران فورا، وتقصف جميع منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود”.
وأضاف ليبرمان الذي سبق وشغل منصب وزير الدفاع عبر منصة “إكس” “إما نحن أو هم”.
ودعا رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينت، إلى التحرك فورا لتدمير المشروع النووي الإيراني وانتهاز “أعظم فرصة منذ 50 سنة”. من جانبه، قال زعيم المعارضة يائير لابيد “إسرائيل قوية، إسرائيل ستنتصر”.

كما علق رئيس معسكر الدولة بيني غانتس، بمنشور عبر منصة “إكس” “إيران تخطت الحدود مرة أخرى، وتمتلك إسرائيل قدرات تم تطويرها على مر السنين لضرب إيران، وتتمتع الحكومة بدعم كامل للتحرك بقوة وتصميم. إما نحن وإما هم، والمهمة واضحة من يهاجم سيتم مهاجمته وسيتأذى”. وأكّد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي “ستكون له عواقب”، وان إسرائيل ستردّ على إيران في الوقت والزمان اللذين “نقررهما”.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأربعاء نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن إسرائيل ستوجه “ردا كبيرا” على الهجوم الصاروخي الإيراني أمس الثلاثاء في غضون أيام قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمّل “عواقب” هجومها، مشدّدة على أنها ستنسّق مع المسؤولين الإسرائيليين الردّ. وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأربعاء للبحث في التصعيد في الشرق الأوسط.
من جانبها أعلنت فرنسا، الأربعاء، حشدها مواردها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني ضد إسرائيل.
وذكر بيان صادر عن قصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) “ملتزمون بأمن إسرائيل وحشدنا الثلاثاء، موارد عسكرية بالشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني”. وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الهجمات الإيرانية الجديدة.

ودوّت صافرات الإنذار في كامل الأراضي الإسرائيلية بعيد السابعة والنصف مساء، قبل أن تسمع الانفجارات في سماء القدس. وكان الجيش الإسرائيلي دعا السكان إلى الاستعداد لهجوم إيراني “واسع النطاق”.
وكان في الإمكان رؤية الصواريخ الإسرائيلية الاعتراضية تنفجر أثناء اعتراضها صواريخ في سماء القدس. وأضاء القصف والعملية الاعتراضية سماء المنطقة.
وأصيب شخصان بجروح طفيفة، وفق خدمة الإسعاف في منطقة تل أبيب. وأدّى حطام صاروخ إيراني إلى مقتل فلسطيني في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، على ما أفاد محافظ المدينة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري “نفّذنا عددا كبيرا من عمليات الاعتراض. ووقعت بعض الأضرار في الوسط ومناطق أخرى في جنوب البلاد”. وقال الجيش إن إيران أطلقت حوالى 180 صاروخا باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقرر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “شخصًا غير مرغوب فيه” بإسرائيل ومنعه من دخولها، بسبب ما اعتبرته تل أبيب “فشلاً في ذكر اسم إيران وإدانة هجومها على إسرائيل”.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تصريح مكتوب “قرر كاتس اليوم إعلان غوتيريش شخصًا غير مرغوب فيه في إسرائيل، ومنع دخوله إلى البلاد”.
وأضافت “يأتي هذا القرار في ضوء رد غوتيريش على الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل، حيث فشل في ذكر إيران بالاسم ولم يدن عدوانها الخطير بشكل لا لبس فيه”.
وكان غوتيريش قال مساء الثلاثاء في منشور على منصة إكس عقب الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل: “أدين اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وهذا يجب أن يتوقف” مضيفا “نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار”.
وقال كاتس، بحسب ذات البيان “أي شخص لا يستطيع إدانة الهجوم الإيراني الشنيع على إسرائيل بشكل لا لبس فيه، كما فعلت جميع دول العالم تقريبًا، لا يستحق أن يضع قدمه على الأراضي الإسرائيلية”.

وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء إنّه “ردا على استشهاد اسماعيل هنية وحسن نصرالله وعباس نيلفورشان استهدفنا قلب الأراضي المحتلة (إسرائيل)”، موضحا أن بين الأهداف “ثلاث قواعد عسكرية” في محيط تل أبيب. وأعلن البيت الأبيض “صدّ” الهجوم الإيراني الذي وصفه بأنه “غير فعال”.
وهدّد الحرس الثوري بشنّ “هجمات ساحقة” إذا ردّت إسرائيل.
وقالت رئاسة أركان القوات المسلّحة الإيرانية في بيان أوردته وكالة أنباء “فارس”، “إذا حدث تدخّل مباشر من دول داعمة للكيان في العدوان والهجوم على إيران، فإن مراكزها ومصالحها في المنطقة ستواجه بدورها هجوما قويا” من الجمهورية الإسلامية.
وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء نقلا عن وزير الخارجية عباس عراقجي الأربعاء أن طهران حذرت الولايات المتحدة من التدخل لصالح إسرائيل.

ونفى أن تكون بلاده تواصلت مع الولايات المتحدة قبل الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل قائلا للتلفزيون الرسمي الإيراني “قبل الهجوم. لم تكن هناك أي اتصالات”، مشيرا إلى أن بلاده تواصلت مع الجانب الأميركي بعد الهجوم عبر السفارة السويسرية في طهران.

وأضاف “النقطة الرئيسية للرسالة التي أوصلناها للأميركيين كانت بأننا كنا نقوم بتحرّك دفاعي في إطار ميثاق الأمم المتحدة” متابعا “حذّرنا القوات الأميركية. بضرورة الانسحاب من هذه المسألة وعدم التدخل وإلا فستواجه ردا قاسيا من جانبنا”. وأكد أن إيران أبلغت الولايات المتحدة بأن “العملية انتهت ولا ننوي المواصلة”.

وذكرت وسائل اعلام ايرانية أن سلطة الطيران المدني في البلاد أعلنت الأربعاء إلغاء جميع الرحلات الجوية في البلاد حتى الساعة الخامسة من صباح غد الخميس بالتوقيت المحلي.وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية الأربعاء استهداف مواقع عسكرية في عمق إسرائيل بـ”3 صواريخ مجنحة”.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع “نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية. (قوات الجماعة) عملية عسكرية استهدفت مواقع عسكرية. (لم يحددها) في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة”.
وأوضح في بيان متلفز، أنه تم تنفيذ العملية “بثلاثة صواريخ مجنحة نوع “قدس 5″. (لم تكشف الجماعة عن مواصفاته) تمكنت من الوصول إلى أهدافها بنجاح، وسط تكتم العدو عن نتائج العملية”.

وتوعد سريع بأن “استمرار الدعم الأميركي والبريطاني للعدو الإسرائيلي يضع المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة تحت دائرة النار”.
وبارك الرد الصاروخي الإيراني “ضد العدو الإسرائيلي”، وأكد “استعداد قوات الجماعة للمشاركة في أية عمليات عسكرية مشتركة ضد العدو الإسرائيلي انتصارا للشعبين الفلسطيني واللبناني. وردا على أي عدوان إسرائيلي يطال جبهات الإسناد”.

الحوثيون يعلنون استهداف عمق إسرائيل بثلاثة صواريخ كروز
الحوثيون يعلنون استهداف عمق إسرائيل بثلاثة صواريخ كروز

وحذّر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء من أن الهجوم الإيراني على إسرائيل يهدد بالتسبب بنزاع أوسع في الشرق الأوسط.

وقال في بيان “ينبغي إدانة الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل بأشد العبارات. إنها تهدد بزيادة التصعيد في وضع متوتر أساسا في الشرق الأوسط. تجازف إيران بإشعال المنطقة برمتها”.

ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى اجتماع افتراضي لقادة دول مجموعة السبع الأربعاء لبحث أزمة الشرق الأوسط.

وقالت للوزراء بحسب مصدر حكومي، إن “إيطاليا ستواصل العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي. أيضا بصفتها تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع. لقد دعوت إلى اجتماع على مستوى القادة بعد ظهر اليوم”.

وعبر الكرملين الأربعاء عن قلقه حيال التصعيد الأخير في الشرق الأوسط. داعيا “جميع الأطراف” إلى “ضبط النفس”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “هذا الوضع يتطور وفق السيناريو الأكثر إثارة للقلق” مضيفا “ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس.. وندين أي تحرّكات يمكن أن تؤدي إلى مقتل مدنيين”.
وكان مسؤول أميركي أعلن عصر الثلاثاء أن إيران تستعدّ لشنّ هجوم وشيك بالصواريخ البالستية على إسرائيل.
وفي 13 نيسان/أبريل، وردا على ضربة قاتلة نسبت إلى إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق. أطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالى 350 مسيرّة متفجرة. وصواريخ تمّ اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أخرى بينها الولايات المتحدة.

ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من التصعيد بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى. بلغت ذروته الأسبوع الماضي مع اغتيال إسرائيل في سلسلة غارات ألقت خلالها كميات هائلة من المتفجرات، لحسن نصرالله.
وكانت إيران اتهمت إسرائيل بقتل إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو في طهران، وتعهّدت بالردّ.

وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في غارة إسرائيلية اليوم الأربعاء على منطقة المزة في دمشق. حيث مقار أمنية وبعثات دبلوماسية. في استهداف هو الثاني في المنطقة منذ الثلاثاء، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد إن “غارة اسرائيلية استهدفت شقة في مبنى سكني في حي المزة. تتردد إليه قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني”. ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، اثنان منهم غير سوريين، وإصابة أربعة آخرين بجروح.

وقال مصدر عسكري سوري، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”. “شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا.. مستهدفا أحد الأبنية السكنية في حي المزة في دمشق”.

وأفاد عن مقتل “ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح .ووقوع أضرار مادية بالممتلكات الخاصة المحيطة بالمكان”.

من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية السورية في بيان بالاعتداءات “الإجرامية المتكررة للكيان الإرهابي” على “المدنيين فيها وعلى دول الجوار”.

وتضم منطقة المزة مقار أمنية وعسكرية سورية، وأخرى لسفارات ومنظمات أممية. بينما يقع المبنى المستهدف على بعد حوالى نصف كيلومتر من موقع غارة استهدفت فجر الثلاثاء حافلتين صغيرتين لنقل الركاب. ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، هم ثلاثة مدنيين بينهم إعلامية. وثلاثة مقاتلين في فصائل موالية لطهران، أحدهم من حزب الله.

ومنذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد. مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.

وتحذّر دول غربية والأمم المتحدة منذ أشهر من تداعيات الحرب المدمّرة المتواصلة في قطاع غزة منذ سنة بين إسرائيل وحركة حماس، على المنطقة.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل تسبب بمقتل 1205 أشخاص، وفق تعداد يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، فتح حزب الله اللبناني “جبهة إسناد” عبر الحدود اللبنانية ضد إسرائيل.
وتعهّدت إسرائيل بعد الهجوم ب”القضاء” على حماس. وتشنّ منذ ذلك الحين هجوما عنيفا جويا وبريا على قطاع غزة ما أدّى الى مقتل 41638 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. كما تعهدت بإبعاد خطر حزب الله عن حدودها الشمالية.
وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن بعد الهجوم، إنّ “الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بالكامل، بالكامل”.
وأكّدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس المرشحة الى الانتخابات الرئاسية “التزامها الثابت بأمن إسرائيل”، بعد الهجوم الصاروخي الإيراني.

وقالت “لن نتردد بتاتا في أخذ القرارات اللازمة للدفاع عن القوات .والمصالح الأميركية في مواجهة إيران والإرهابيين الذين تدعمهم إيران”.
وندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “بأشدّ العبارات” بالهجوم الصاروخي الإيراني، داعيا إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى