لماذا يزداد الذكاء مع التقدم في العمر؟
تؤكد دراسة حديثة نُشرت في مجلة Scientific American أن كبار السن لا يصبحون بالضرورة بطيئين أو ضعفاء عقلياً مع تقدمهم في العمر، فالعديد من كبار السن في الواقع يشهدون تحسناً في الإدراك مع ثبات عاطفي أكبر ومهارات أعلى في حل المشكلات.
وبحسب “التلغراف”، تظهر الأبحاث أن كبار السن أكثر عرضة للتركيز على وجهات النظر المتعددة ولديهم فهم أفضل لحل النزاعات.
ويُعزى هذا التحول نحو زيادة الحكمة والمعرفة في سن الشيخوخة إلى انخفاض سلوك المخاطرة والتأثيرات الهرمونية، لتحل محلها حدة ذهنية وذكاء عاطفي متزايد.
وفي حين أن بعض كبار السن قد يعانون من مشاكل في الذاكرة أو التكنولوجيا، إلا أنهم يتفوقون في حل المشاكل والتعلم بشكل أعمق بسبب خبراتهم الحياتية.
كما يطور كبار السن أيضًا شعورًا بالصفاء يسمح لهم بالتركيز على تقدير الفن والأدب والثقافة. ومن الناحية العاطفية، يميل كبار السن إلى أن يكونوا أكثر استقرارًا، مستفيدين من سنواتهم في التعامل مع المواقف والصراعات الصعبة.
أما عندما يتعلق الأمر بالمنظور، يرى كبار السن العالم بظلال رمادية أكثر دقة، بعد أن تعلموا دروسًا مهمة في الحياة على طول الطريق. ومع التقدم في العمر تأتي الثقة الطبيعية في النفس، فضلاً عن انخفاض الاهتمام بآراء المجتمع.
ويميل كبار السن إلى إعطاء الأولوية لما يهمهم حقاً، بدلاً من البحث عن المصادقة من الآخرين. وتوصف السنوات اللاحقة في الحياة بأنها فترة ذهبية لإعادة ترتيب الأولويات، وتجربة المزيد من السعادة، وتنمية شعور أعمق بالامتنان لمتع الحياة البسيطة.
وغالبًا ما يؤدي إدراك أن الوقت محدود إلى اتباع نهج أكثر ترويًا في اتخاذ القرارات، حيث يشعر كبار السن بثقة أكبر في أفكارهم، ويتحملون المزيد من المخاطر في التعبير عن أنفسهم.
ويجلب التحرر من متطلبات العمل والسعي لتحقيق الإنجازات المهنية شعوراً بالهدوء، مما يسمح لكبار السن بإلقاء نظرة أطول على تحديات الحياة والشعور بالاطمئنان على مستقبل أحبائهم.
وفي نهاية المطاف، يتم تصوير الشيخوخة على أنها فترة نمو وحكمة ورضا، حيث يمكن للأفراد تقدير القيمة في كل تجربة وعلاقة.
