سياسة

الإخوان يدخلون على خط انتخابات البلديات في ليبيا: هل يعرقلون جهود التعافي؟

تدخل الإخوان في انتخابات البلديات الليبية يثير القلق بشأن تأثيره المحتمل على جهود التعافي الوطني، حيث يُخشى أن يعرقل تدخلهم مسار التقدم ويؤثر سلبًا على آمال الليبيين في تحسين الأوضاع المحلية.


في الوقت الذي يعتقد فيه الليبيون أن بلدهم يتعافى عبر انتخابات المجالس البلدية التي تأمل أن تقودها لاستحقاق برلماني طال انتظاره. تصاعدت التحذيرات من دخول “أطراف نافذة” على خط الانتخابات. وما رافقها من مخاوف تسلل تنظيم الإخوان إليها.

هذه المخاوف أثارتها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا محذرة من أن “أطرافا نافذة” تسعى لإفشال نزاهة انتخابات المجالس البلدية. المقررة منتصف تشرين الأول/أكتوبر المقبل، عبر التحكم في تشكيل القوائم بالاحتيال والتزوير، وفي اختيار المرشّحين. وفرض أمر واقع يناسب مصالحها لا مصالح الليبيين.

وشددت المفوضية على أنها ستتخذ الإجراءات الكفيلة لحماية العملية الانتخابية وحقوق الناخبين. في أول انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ عام 2014. والتي ستجرى لاختيار المجالس المحلية في 60 بلدية.

وبحسب مفوضية الانتخابات. فإنه بينما تعد “الغاية السامية من وراء تنفيذ أي عملية انتخابية، ترسيخ مبدأ التداول السلمي على السلطة، وتعزيز مشاركة كل أفراد المجتمع في صناعة القرار. إلا أنه من خلال متابعة مجلس المفوضية لسير مرحلة تقديم طلبات الترشّح. لُوحظ أن بعض المجالس البلدية المستهدَفة بالعملية الانتخابية، قد افتقدت لمبدأ العدالة وتساوي الفرص. من خلال التحكُّم المسبق في تشكيل القوائم، وتقرير مَن له حق الترشّح بأساليب تخرج عن روح العملية الانتخابية. وترسّخ لمبدأ الإقصاء ومصادرة أصوات الناخبين وحقوق المترشّحين”.

وإذ نبّه مجلس المفوضية إلى أن مثل هذه الممارسات “لا تؤسّس لمجالس بلدية منتخبة ذات مصداقية، تعبر فعليا عن اختيارات ناخبيها لمَن يمثّلهم أمام مسؤولي ومؤسسات السلطة التنفيذية. فإنّ الأمر قد يضطرنا إلى اتخاذ قرارات حاسمة من شأنها حماية حقوق كل مَن بادر للمشاركة الإيجابية في العملية الانتخابية. ووأد كل الممارسات التي من شأنها تشويه مسار العملية الانتخابية التي جوهرها صوت الناخب وحق الترشح”.

وتابعت: “كما يُحذر مجلس المفوضية من محاولات تقويض العملية الانتخابية في بعض المجالس الانتخابية المستهدفة بالعملية الانتخابية. من خلال فرض الأمر الواقع القائم على سيطرة المجموعات النافذة، بتشكيل قوائم انتخابية بأساليب غير نزيهة. تنمّ عن احتيال وتزوير لقواعد وواقع العملية الانتخابية”.

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصّص في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد يسري، إن تنظيم الإخوان يسعى للسيطرة على المجالس البلدية. بالاستناد إلى تجاربه في الماضي، بالاستحواذ على هذه المجالس، خاصة في مدن مصراتة وزليتن والخمس.

وأكد المحلل السياسي أن الحكومات الموالية له الإخوان كانت ترفض الاعتراف بالانتخابات إن أتت بقوائم أخرى، وتلجأ إلى ما يعرف بالمجالس التسييرية المعينة الخاضعة لوزارة الحكم المحلي. ما يعني تغيير المنتخب بالمعين.

وتجرى الانتخابات في 17 بلدية بالمنطقة الجنوبية. و31 بلدية بالمنطقة الغربية، و12 بلدية في المنطقة الشرقية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى