هل الاستيقاظ فجراً هو سر الصحة والسعادة؟
يروي أحد الأشخاص لصحيفة “الغارديان “قصته مع الاستيقاظ في الخامسة صباحا، بناء على المعلومات التي اكتسبها عن أهمية استغلال الصباح الباكر لإنجاز المهام بأعلى كفاءة.
وقال “أبدأ يومي في 5:15 صباحًا، وأنا أسير في الشارع الذي أسكن فيه، وأشعر بالإنجاز. يغمر ضوء الفجر الخوخي المبكر المباني بينما أشق طريقي للحصول على قهوة بالحليب بالشوفان، وهي مكافأتي على الاستيقاظ مبكراً بشكل مثير للسخرية”.
ويضيف “يُضخم صمت الصباح الأصوات من حولي، من زعيق النوارس إلى أزيز عدادات الغاز”، ويتحدى الشارع الرئيسي المهجور فكرة لندن كمدينة تعمل على مدار 24 ساعة، حيث المتاجر المغلقة والمارة النائمون.
تشكيك الخبراء
كجزء من نادي الخامسة صباحًا العصري، يجرب أسبوعًا من البداية المبكرة، مستوحى من المشاهير مثل جينيفر لوبيز وأقطاب التكنولوجيا مثل مارك زوكربيرج.
وأشار صاحب تجربة الاستيقاظ إلى أن روتين الصباح الباكر، والذي شاع في كتب مثل “نادي الخامسة صباحاً”، يعد بزيادة الإنتاجية والنجاح.
ومع ذلك، أثبتت محاولاته أنها تجربة صعبة، حيث واجه صعوبات في البقاء مستيقظاً واتباع الروتين المنظم المنصوص عليه في الكتاب.
وعلى الرغم من جاذبية الانضمام إلى النخبة التي تستيقظ مبكرًا، إلا أن واقع الاستيقاظ في الخامسة صباحًا يثبت صعوبة الأمر بالنسبة له.
وتشكك آراء الخبراء في ضرورة وجدوى مثل هذه البدايات المبكرة، مسلطين الضوء على الضغوط المجتمعية والاختلافات الفردية في تفضيلات النوم.
وأشار “مع استمراري خلال الأسبوع، أواجه تحديات مختلفة، من قلة النوم إلى الشعور بعدم الإنتاجية والنكد، مما يجعلني في النهاية أتساءل عن فوائد الروتين الصباحي المبكر الصارم”.
إن استكشاف تجارب غير المشاهير الذين تبنوا بنجاح أسلوب حياة نادي الخامسة صباحًا، مثل معالج الألوان وضابط مراقبة السلوك، يوفر نظرة ثاقبة حول الانضباط والتضحيات المطلوبة لإنجاح هذا الروتين.
إن الإحساس بالإنجاز والإنتاجية الذي يصفونه يتناقض مع الصعوبات التي أواجهها في التأقلم مع وقت الاستيقاظ المبكر.
تغيير المزاج
في النهاية، بعد أسبوع من تجربة الاستيقاظ المبكر، قرر الراوي العودة إلى وقت استيقاظه المعتاد، مع الاعتراف بقيمة استخدام الوقت بحكمة بغض النظر عن الساعة.
في حين أن نادي الخامسة صباحًا قد يكون مناسبًا للبعض، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع، مما يسلط الضوء على أهمية التفضيلات الفردية والروتين.
وتابع “لقد علمتني التجربة أن أقدر الدقائق الثمينة في الصباح، بغض النظر عن الوقت المحدد الذي أختاره للاستيقاظ”.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة دي دبليو الفرنسية أن دراسة حديثة أثبتت أن الأشخاص الذين يستيقظون قبل السادسة صباحاً، يتمتعون بصحة جيدة ويكونون أكثر سعادة من أولئك، الذين لا ينهضون قبل السادسة صباحاً.
وأوضحت الدراسة المنشورة في دورية “أبحاث الطب النفسي” أن الأشخاص، الذين يخلدون للنوم باكراً ويستيقظون عند الساعة السادسة صباحاً أو قبل يقل لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 25%..
وفي نفس السياق، أوضح موقع صحيفة “ذا صن” البريطانية، أن الطبيبة النفسية الأسترالية مارني ليشمان المشاركة بدورها في هذه الدراسة، ترى أن الاستيقاظ المبكر يغير المزاج على مدار اليوم.
وأضافت أن الذهاب إلى النوم في وقت متأخر يُسبب التعب ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق.