مناشدات لإنقاذ السودان من خطر التقسيم الإيراني
تعالت الأصوات والمناشدات، مؤخراً، في السودان؛ للمطالبة بضرورة وجود تحرك عربي ودولي للتدخل الحاسم من أجل منع إيران من تمزيق وتقسيم البلاد.
يتزامن ذلك مع مستجدات يشهدها السودان، اعتبرها مراقبون “تطورات خطيرة”، تتمثل في التدخل الإيراني التسليحي في الحرب الدائرة هناك عبر تزويد الجيش السوداني بالطائرات المسيّرة.
ورأى مراقبون أن ذلك التدخل الإيراني يعجّل بتمزيق السودان أكثر مما هو ممزق، ويهدد الأمن القومي العربي، في حالة ترك جزء أصيل من العالم العربي ساحة تنفذ فيها طهران مخططاتها التوسعية وورقة ضغط على المجتمع الدولي.
وأكد ساسة ونشطاء وقوى مدنية سودانية مناشدات ومطالبات للمجتمع الدولي والعربي بضرورة وقف هذه الحرب، لاسيما مع هذا التطور الخطير في ظل تحويل السودان إلى ساحة تصارع بين القوى الخارجية.
ويرى د.علاء نقد المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان (تقدم)، أن عودة العلاقات من جانب الحكومة السودانية الحالية مع إيران في هذا الوقت، بعد أعوام من القطيعة، يدل على أن هذه الحكومة ليس لها مبدأ، حتى في الحفاظ على مصالح السودان الاستراتيجية وأيضا بالنسبة لأرواح السودانيين المدنيين، ولكن الهدف الأول هو التسليح بأي شكل وأي طريقة.
وحذّر نقد من دور المسيّرات الإيرانية التي سيكون لها أثر كبير على العمليات العسكرية في السودان، مؤكداً أن التدخلات الإقليمية الكبيرة في الحرب السودانية، هو ما حذرت منه كافة المكونات السودانية المختلفة، حتى وصل الأمر إلى تدويل الحرب، لذلك يجب أن تنتهي بأسرع وقت.
وأوضح نقد أن إيران كدولة لها خطتها التوسعية، ولن ترفض أبداً هذه الفرصة في السودان، وحربها التي توفر لها تواجداً أكبر على البحر الأحمر بشكل أقوى مما هو لديها حالياً عبر الحوثيين في اليمن؛ مما يعزز السيطرة وقدرتها على التأثير الدولي والاقليمي، وأيضاً يشكل تهديداً كبيراً على التجارة العالمية حيث يمر أكثر من 20% من حجم التجارة العالمية عبر هذا الممر المائي الهام.
من جهته، قال الطيب الزين المحلل السياسي السوداني، إن ما يجري من جانب ملالي طهران في السودان عبر هذا التدخل، هو مواصلة الدور الذي ظلت تسعى إليه إيران، والقائم على الاستثمار على طريق الخراب في المناطق التي تشهد عدم استقرار وصراعات بدءا من العراق ولبنان مرورا بسوريا واليمن والآن السودان.
وشدد الزين على أن هذا التطور يتطلب مقاومة لمنع نشر الخراب في المنطقة العربية والأفريقية، لافتاً إلى أن هذا الدور والمخطط الإيراني مدان من كافة الشعوب في المنطقة وبصورة خاصة من السودانيين المدنيين كونهم ضحايا لهذه الاستهدافات الإيرانية عبر “المسيّرات” التي تزهق الأرواح.
وتابع: “نناشد الشرفاء في المنطقة العربية والأفريقية وأيضاً المحيط الإنساني الدولي بأن يكون لهم دور سواء عبر الحكومات أو الشعوب للتصدي لمؤامرة الخراب الإيراني في السودان”.
وتغيرت أساليب الحرب في الأسابيع الأخيرة في السودان من خلال الاستخدام المكثف للمسيّرات الإيرانية، وفق مراقبين، وهي الطائرات التي حصل عليها الجيش السوداني من طهران ويستخدمها في المعارك مع قوات الدعم السريع، وتعتبر “شاهد” و “صاعقة” و”أبابيل” و”مهاجر” أبرز أنواع الطائرات المسيّرة الإيرانية.
وكان مصدر كبير في الجيش السوداني، قد صرح مؤخرا لوكالة “رويترز” للأنباء، بأنه “مع مرور عام على بدء الحرب الأهلية في السودان، تساعد الطائرات المسيّرة الهجومية الإيرانية على تحويل دفة الصراع ووقف تقدم قوات الدعم السريع التي يحاربها الجيش، واستعادة أراض حول العاصمة”.
ونقلت الوكالة عن مصادر إيرانية ومسؤولين ودبلوماسيين في المنطقة، أن الجيش حصل على طائرات مسيّرة إيرانية الصنع خلال الأشهر القليلة الماضية.