موسكو تنفي علمها بوعد الحوثيين استثناء سفنها من الهجمات
نفت موسكو الجمعة علمه بوجود معلومات تفيد بأن جماعة الحوثي اليمنية وعدت بعدم استهداف السفن الروسية والصينية في البحر الأحمر. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه “لا يعلم بوجود مثل هذه المعلومات”، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية.
وسئل بيسكوف هل تلقت روسيا فعلا مثل هذه الضمانات وما إذا كان الكرملين على علم بذلك: فأجاب “لا، لا نعلم أي شيء لا أستطيع أن أقول أي شيء حول هذا الموضوع”.
وكانت وكالة بلومبرغ قد ذكرت في وقت سابق أن ممثلي حركة أنصار الله (جماعة الحوثي)، أكدوا لروسيا والصين أن سفن الدولتين يمكنها المرور عبر مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب دون خوف من الاستهدافات.
ونقلت بلومبرغ عن مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها أن بكين وموسكو توصلتا إلى تفاهم يتيح عدم تعرض ناقلاتهما وسفنهما في البحر الأحمر للهجمات الحوثية وذلك على إثر محادثات جرت في سلطنة عمان بين محمد عبدالسلام المتحدث باسم جماعة الحوثي ودبلوماسيين من البلدين.
ويروج الحوثيون من خلال إعلان إبلاغ الصين وروسيا استثناء سفنهما من الاستهدافات في البحر الأحمر وخليج عدن، لوجود صلة وثيقة مع القوتين العظميين، لكن لم يصدر عن بكين وموسكو ما يثبت صحة ذلك.
ويرجح أن اعلان الحوثي مجرد ضجيج سياسي ودعاية جوفاء لا صحة لمضامينها لاعتبارات منها أن موسكو وبكين لن تغامر بعلاقتهما الوثيقة مع دول المنطقة التي تعتبر جماعة الحوثي تنظيما إرهابيا وذراعا إيرانيا.
وبحسب المصادر ذاتها فإن استثناء الحوثيين للسفن الروسية والصينية من الهجمات التي يشنونها على سفن الشحن والنفط في البحر الأحمر وخليج عدن كان مقابل حصول الجماعة المدعومة من إيران على دعم سياسي من الدولتين في المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن الدولي.
ويشن الحوثيون هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن الشحن وناقلات النفط المتجهة من وإلى إسرائيل وصعدوا مؤخرا باستهداف قطع بحرية حربية أميركية وبريطانية. وربطوا وقف التصعيد بتوقف الحرب على غزة ودخول المساعدات الانسانية للقطاع الفلسطيني المحاصر.
ولمواجهة التهديدات الحوثية للملاحة البحرية في المنطقة، شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها قوة عسكرية. ووجهت واشنطن ولندن ضربات داخل اليمن استهدفت مناطق متفرقة تحت سيطرة الحوثيين.
وأعلنت جماعة الحوثي مساء الخميس مخططات مستقبلية لتنفيذ ضربات “أكثر تأثيرا على سفن العدو”، في إشارة إلى السفن المحسوبة على الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمة بثتها قناة المسيرة التابعة للمتمردين “لدينا مخططات ذات أهمية كبيرة في المستقبل من أجل ضربات أكثر تأثيرا على سفن العدو الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي”.
ولم يكشف الحوثي عن هذه المخططات، لكنه قال “نحن على المستوى العسكري نستمر في تطوير الفعل والعمليات العسكرية أكثر وأكثر والخيارات أمامنا كثيرة”، مضيفا “أي شيء مشروع نستطيع أن نفعله سنفعله دون تردد أو قلق من تهديدات الأعداء وتصنيفاتهم وحملاتهم”.
واعتبر أن تمكن قواته من “تجاوز التقنيات الأميركية والإسرائيلية في الرصد والتشويش والاعتراض، يُعد انتصارا وتطورا كبيرا لقواتنا العسكرية”، معتبرا أن “المأساة في غزة لعنة على القتلة المجرمين وعلى داعميهم ووصمة عار في جبين الساكتين والمتفرجين”.
ولفت إلى أن “المأساة في قطاع غزة كبيرة جدا وغير مسبوقة في العالم ولا مثيل لها حاليا في أي بلد منكوب أو فيه حرب”، مضيفا “المشاهد المأساوية في غزة ليست قصصا تُحكى، بل هي مآس وأوجاع يجب أن تُحيي الضمائر لمن بقي له قلب”.
ومع تدخل واشنطن ولندن عبر تحالف يشن ضربات على مواقع للحوثيين في اليمن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير/كانون الثاني، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
ومؤخرا، قالت الجماعة إنها ستوسع الضربات لـ”تشمل السفن المرتبطة بالعدو المارة في المحيط الهندي عبر طريق رأس الرجاء الصالح”.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ 6 أشهر، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.