اعتقلت شرطة إسطنبول السبت نحو خمسين مشاركا في الأسبوع الـ700 للتظاهرة التي تقيمها أمهات تركيات للمطالبة بكشف مصير أبنائهن المفقودين منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وأقامت الوالدات اللواتي يُطلق عليهن تسمية أمهات السبت تجمعهن الأسبوعي الذي كان انطلق في 27 مايو 1995 في وسط إسطنبول، للمطالبة بكشف مصير مفقودين تفيد تقارير بأنهم خطفوا على يد أجهزة تابعة للدولة في واحدة من أكثر الحقبات اضطرابا في تاريخ تركيا الحديث.
وفرقت الشرطة التظاهرة، التي يشارك فيها كذلك نشطاء مناصرون للقضية، باستخدام خراطيم المياه وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأفادت تقارير إعلامية تركية باعتقال 47 شخصا على الأقل كما أظهرت لقطات إمساك عناصر الشرطة بمتظاهرات وسوقهن إلى داخل حافلات صغيرة.
وأعلن أفكان بولاتش، المحامي التركي في تغريدة على تويتر إطلاق سراح جميع الموقوفين بعد إدلائهم بإفاداتهم للشرطة.
وسُجلت حالات الاختفاء في أوج تمرد حزب العمال الكردستاني للمطالبة بحكم ذاتي في جنوب شرق البلاد حيث الغالبية الكردية في نزاع مستمر منذ 1984 أدى إلى عشرات آلاف القتلى، ويقول نشطاء إن الدولة لم تجر تحقيقات جدية لكشف مصير المفقودين الذين اعتقلتهم السلطات.
وكانت الشرطة قد منعت تحرك مجموعة أمهات السبت على مدى عشر سنوات من 1999 حتى 2009، إلا أن السلطات عادت وسمحت بالتحرك في ظل مراقبة أمنية مشددة، علما أنها أول عملية قمع للتظاهرة منذ سنوات عديدة.
وتطالب أمهات السبت بفتح كامل أرشيف الدولة لكشف مصير أبنائهن ومحاكمة المرتكبين وإبطال مرور الزمن على انتهاكات ارتكبتها قوات الأمن.