سياسة

تطور مقلق لقدرات بيونغ يانغ


جاء إعلان كوريا الشمالية عن إطلاقها قمرا صناعيا للتجسس ليؤجج التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية.

وأعلنت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية عن أول إطلاق ناجح لقمر صناعي للتجسس وقالت إن الصاروخ “تشوليما-1 وضع القمر الصناعي ماليغيونغ -1 بدقة في مداره”.

وفي الوقت الذي يُعتقد فيه أن كوريا الشمالية قادرة على ضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة بسلاح نووي، أصبحت بيونغ يانغ قادرة أيضا على التجسس على قوات العدو بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن أنكيت باندا من مؤسسة كارنيغي للسلام قولها إنه يمكن لكوريا الشمالية استخدام الأقمار الصناعية لاستهداف كوريا الجنوبية واليابان بشكل أكثر فعالية أو إجراء تقييمات للأضرار في أثناء الحرب.

واعتبرت “الغارديان” أنه حتى لو كان القمر الصناعي ليس متقدما تكنولوجيا بالقدر الكافي لإجراء استطلاع عسكري، فإنه يؤكد قدرة بيونغ يانغ على الالتفاف على عقوبات الأمم المتحدة التي تستهدف برامجها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية.

واعتمد إطلاق القمر الصناعي على التقنيات نفسها التي تستخدمها كوريا الشمالية لاختبار صواريخها الباليستية العابرة للقارات المتطورة بشكل متزايد.

ويشير امتلاك بيونغ يانغ صاروخا يمكنه وضع قمر صناعي في مداره إلى أن قدرة كوريا الشمالية أيضاً على بناء صاروخ قادر على حمل رأس حربي بحجم مماثل للقمر الصناعي وهو تطور مثير للقلق.

ويعتقد بعض الخبراء أن القمر الصناعي ربما لا يتمكن إلا من تحديد الأهداف الكبيرة مثل السفن الحربية والطائرات، لكن استخدام الأقمار الصناعية المتعددة سيحسن إلى حد بعيد قدرة كوريا الشمالية على مراقبة القوات الأمريكية والكورية الجنوبية واليابانية عن بعد.

وبغض النظر عن تطبيقات القمر الصناعي العملية، فإن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيستفيد دعائيا لأقصى مدى من عملية الإطلاق التي جاءت بعد فشلين محرجين في مايو/أيار وأغسطس/آب الماضيين.

ويعد تطوير قمر صناعي للتجسس عنصرًا أساسيًا لتحسين قدرة كوريا الشمالية على مواجهة ما تعتبره تهديدات متزايدة من الولايات المتحدة، التي وصلت حاملة طائراتها “يو إس إس كارل فينسون” إلى ميناء بوسان الكوري الجنوبي هذا الأسبوع.

وسيستغرق الأمر بعض الوقت للحصول على فهم شامل لنقاط القوة التكنولوجية للقمر الصناعي، لكن المسؤولين في كوريا الجنوبية يرجحون أنه جرى الاستعانة بخبرة روسية.

وقال ليف إريك إيسلي، الأستاذ بجامعة إيوا في سول “هذا ليس حدثا لمرة واحدة ولكنه جزء من استراتيجية كوريا الشمالية لإعطاء الأولوية للقدرات العسكرية على التنمية الاقتصادية، وتهديد جارتها الجنوبية بدلا من التصالح معها، والتحالف مع روسيا والصين بدلا من اتباع الدبلوماسية مع سول”.

وأشار إلى وجود “العديد من الأسباب للتشكيك” في إطلاق القمر الصناعي معتبرا أن “ادعاءات وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة بشأن نجاح الإطلاق الناجح لا تعني أنه سيؤدي مهامه”.

وقال تشاد أوكارول، مؤسس موقع “إن كيه نيوز” إن سيول ستحاول الإشارة إلى أن القمر الصناعي ليس له قيمة لطمأنة المواطنين لكن أيا كانت قدراته فإنه سيوفر معلومات استخباراتية عن التحركات والمنشآت العسكرية في جميع أنحاء المنطقة… وهذا تحول كبير.”

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى