هل كانت أمريكا على علم بخطاب نصر الله؟
قالت مجلة (نيوزويك) الأمريكية في مقال لمحررها جاسون ليمون: إنّ الولايات المتحدة كانت على علم بخطاب أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي خيّب آمال الفلسطينيين وأنصارهم، بعد أول تصريحات علنية له طالب انتظارها.
ولفتت المجلة إلى أنّ نصر الله ظل طوال التوترات المتصاعدة غائباً بشكل واضح عن أعين الجمهور، حيث عبر عن موقف الحزب، وخاطب مسؤولون من المستوى الأدنى في الحزب، الصحافة وتجمعات المؤيدين.
ونقل الكاتب عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله للمجلة: “إنّ الإدارة الأمريكية كانت على علم بخطاب نصر الله، وإنّها لا تسعى إلى تصعيد أو توسيع الصراع”، مضيفاً: “كنا نحن وشركاؤنا واضحين: يجب ألّا يحاول حزب الله والجهات الفاعلة الأخرى -الحكومية وغير الحكومية- الاستفادة من الصراع المستمر”، محذراً من أنّ الهجمات قد “تصبح حرباً أكثر دموية بين إسرائيل ولبنان من عام 2006″، وفقاً لـ (القدس العربي).
كما نقل الكاتب عن آفي ميلاميد، وهو مسؤول سابق في المخابرات الإسرائيلية عمل أيضاً كمستشار للشؤون العربية لرؤساء بلديات القدس، قوله: إنّ موقف حزب الله واستراتيجيته أكدا أنّ جماعته ستستمر كما فعلت منذ بداية الحرب على غزة، وأنّه لن يوسع الصراع، ولن ينشط الجبهة الثانية بالكامل.
وأشار ميلاميد إلى أنّ ما قاله نصر الله من أنّ جماعته مشاركة في الحرب غير مقنع، “لأنّ ما رأيناه بعيد كلّ البعد عن القدرات العسكرية الكاملة لحزب الله”.
وكان نصر الله قد أطلّ مساء الجمعة في كلمة له بعد غياب استمر طيلة أيام حرب غزة، وأشار الكاتب إلى أنّه عندما أُعلن الأسبوع الماضي عن أنّ نصر الله سيخاطب الجمهور أخيراً، “توقع كثيرون أن يعلن عن إجراءات إضافية أو عن تصعيد كبير، لكن بدلاً من ذلك، اكتفى بوصف “مشاركة” حزب الله الحالية في الصراع، قائلاً: إنّ جماعته انضمت إلى الحرب في 8 أكتوبر، وكرر التحذيرات التي وجهها أعضاء في حزبه من المستوى الثاني للولايات المتحدة وإسرائيل، كما دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، وكرر دعم حزب الله لحماس والشعب الفلسطيني.
وأكد ليمون أنّ اللبنانيين والفلسطينيين وكثيرين غيرهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الخطاب، حيث تكهن البعض بأنّ نصر الله سيعلن أنّ حزب الله والجماعات الأخرى المدعومة من إيران ستشن حرباً شاملة على إسرائيل. وبدلاً من ذلك، أشار زعيم حزب الله إلى أنّ المستوى الحالي من المشاركة سيستمر، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات للتصعيد.
وفي أول كلمة له منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر، أطلّ نصر الله عبر شاشة عملاقة أمام عشرات الآلاف من مناصريه في احتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع تجمّعات في مناطق عدة، تكريماً لقتلى الحزب و”المقاومة” ضد إسرائيل الذين قضوا في التصعيد القائم على جانبي الحدود اللبنانية على خلفية الحرب بين حماس وإسرائيل.
وتوجه الى الأمريكيين قائلاً: “من يريد منع قيام حرب إقليمية… يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة”.
هذا، وتسبب القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، بمقتل (9227) فلسطينياً، بينهم أكثر من (3800) طفل.
وأرسلت الولايات المتحدة بعد اندلاع الحرب حاملتي طائرات إلى شرق البحر المتوسط، في خطوة قالت إنّ هدفها “ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل، أو أيّ جهود لتوسيع الحرب” ضدها.