سياسة

لماذا تقابل مصر دعوات التقارب الإيرانية بالصمت؟


ينما تواصل القاهرة الصمت وعدم الرد، تستمر تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول رغبتهم في استئناف العلاقات بين البلدين وحول وجود تقارب فعلي بينهما. إذ أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنّ سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد أبلغه بأنّ مصر “تريد استئناف العلاقات مع طهران”، وأنّ الأخيرة “ترحب بذلك”.

بالمقابل، لم تجب وزارة الخارجية المصرية على طلب التعليق على هذه التصريحات. التي نقلتها وسائل إعلام إيرانية، لكنّ وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في لقاء تلفزيوني الشهر الماضي: إنّ العلاقات الثنائية بين البلدين “مستمرة على ما هي عليه، وعندما يكون هناك مصلحة في تغيير منهج، فبالتأكيد سنلجأ دائماً لتحقيق المصلحة”.

هذا، وأجمع محللون سياسيون، استطلعت صحيفة “الشرق الأوسط” آراءهم، أنّ هذا الموقف دليل على اهتمام طهران بالملف. فقد اعتبر السفير صلاح حليمة، عضو “المجلس المصري للشؤون الخارجية”، أنّ سلطنة عُمان “تلعب دوراً إيجابياً في هذا الإطار”. معرباً عن اعتقاده أنّ “الأمور تسير، فيما يبدو، في اتجاه إيجابي أيضاً”.

وقال حليمة: إنّ هذه التصريحات الإيرانية تعكس مدى ما يمكن أن يتم قريباً بين الجانبين، مضيفاً أنّ “كل المؤشرات تقول إنّ هناك عودة للعلاقات بشكل طبيعي. في إطار الانفراجات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بين دول عربية، ودول بالجوار العربي، وهي تركيا وإيران”.

من جانبها، قالت نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إنّ التصريحات الأخيرة تعكس جزءاً من إعادة صياغة التوجهات الإيرانية تجاه الدول العربية. ضاربة المثال بـ “الانفتاح المهم جداً بين إيران والإمارات، ثم الاتفاق الإيراني ـ السعودي، بما مثله من نقلة نوعية في ترتيبات المنطقة بشكل عام”.

وفي معرض تفسيرها للتحفظ الرسمي المصري في الحديث حول ملف التقارب مع إيران، قالت الشيخ في تصريح لـ (الشرق الأوسط): إنّ التوجه المصري عموماً لا يحبذ التعجل في إبداء تصريحات، دون وجود أرضية للتفاهمات المشتركة، وما لم يتم التوصل إلى صياغة نهائية، ومتفق عليها لهذه التفاهمات. 

واعتبر كرم سعيد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنّ محاولات التقارب بين مصر وإيران مرتبطة بعدد من التغيرات التي يشهدها الإقليم. وفي مقدمتها التقارب الإيراني ـ السعودي، الذي وصل إلى مرحلة متقدمة بتبادل العلاقات الدبلوماسية. 

وقال سعيد: إنّ هذه السياقات تمثل أرضية خصبة لإمكانية حدوث تقارب إيراني ـ مصري، مبرزاً أنّ لدى إيران دوافع عدة للإلحاح نحو التقارب. حيث تواجه ضغوطاً غربية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية المرهقة.

ومؤخراً تواترت التصريحات الإيرانية بشأن تحسين علاقاتها مع مصر، لكنّ مصر لم تصدر أيّ بيانات رسمية بشأن مثل هذه المساعي. في ظل علاقات متوترة على مدار العقود الماضية بين القاهرة وطهران، وبالتحديد منذ آخر أعوام حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى