سياسة

كيف استطاعت تونس مواجهة الإرهاب؟


شهدت تونس خلال العشرية الماضية الكثير من العمليات الإرهابية الدموية التي استهدفت سياسيين وعناصر أمنية وعسكرية وسياحاً أجانب.

وظلّت تونس تعلن من حين إلى آخر عن تفكيك خلايا إرهابية وإجهاض مخططات إرهابية بعمليات استباقية، وتعتبر أنّ ذلك مؤشر جيد على جاهزية قوات الأمن. التي تقاتل منذ أعوام إرهابيين موالين لتنظيمي القاعدة وداعش، يتحصنون بجبال محافظات القصرين وسط غرب وجندوبة شمال غرب والكاف شمال غرب الحدودية مع الجزائر، ولديهم خلايا نائمة داخل المدن.

تفكيك الإرهاب

وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد قضت محكمة تونسية مختصة في قضايا الإرهاب الثلاثاء بالسجن بين عامين و4 أعوام في حق 4 نساء. من أجل تواصلهن مع زعيم تنظيم أنصار الشريعة المحظور سيف الله بن حسين، 3 منهن مدة عامين، مع إخضاعهن للمراقبة الإدارية مدة عام.

وقضت بسجن فتاة رابعة لمدة 4 أعوام لتواصلها مع “أبو عياض” عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

ويُعدّ تنظيم أنصار الشريعة واحداً من التنظيمات المتشددة التي برزت بعد ثورة يناير 2011 لفترة. واحتلت الشوارع والساحات، ورفعت الأعلام السوداء، واعتمدت خطابات مستفزة.

وقضت المحكمة ذاتها، غيابياً، بالسجن 60 عاماً مع النفاذ العاجل بحق زعيم تنظيم أنصار الشريعة المحظور والمصنف تنظيماً إرهابياً. سيف الله بن حسين، وكنيته (أبو عياض)، وهو خارج حدود البلاد.

تحقيقات القضاء 

وحقق القضاء التونسي في 2015 مع علي العريض الموقوف حالياً على ذمة التحقيقات في عدة قضايا. من بينها قضايا إرهابية، ويسود اعتقاد بأنّ حركة النهضة التي كانت تقود حكومة ائتلافية. عُرفت وقتها باسم حكومة الترويكا، متورطة في تهريب زعيم أنصار الشريعة.

يُذكر أنّ آخر ظهور لزعيم أنصار الشريعة كان في 2014 في بنغازي في شرق ليبيا، وتردد أيضاً أنّه قتل في غارة أميركية على معسكر لتنظيمه في درنة التي شكلت في أعوام ما بعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي معقلاً للجماعات الإسلامية المتطرفة.

لكن لا توجد معلومات مؤكدة حول هلاكه، أو إن كان لا يزال على قيد الحياة، أو مكان اختبائه، ولا تزال تنظيمات وجماعات إسلامية. متشددة تنشط في ليبيا حتى بعد الحرب. التي قادها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر على تلك الجماعات ونجاحه في القضاء على الكثير منها. لكن لا تزال هناك خلايا نائمة يُعتقد أنّها انصهرت في النسيج الاجتماعي وتوارت عن الأنظار.

نجاحات أمنية

أواخر مايو الماضي، كشفت تقارير عن حجم النجاحات التي حققتها بلاده في مواجهة الجماعات الإرهابية منذ عام 2011، أي بعد اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وما خلفه من تدهور أمني فسح المجال أمام نشاط الجماعات المتشددة.

وكشف الناطق باسم الإدارة العامة للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي أنّ الوحدات المعنية بمكافحة الإرهاب تمكنت منذ عام 2011 من القضاء على 100 عنصر إرهابي، وإيقاف 324 آخرين، عقب تنفيذ 365 عملية ومهمة، في إطار مكافحة الظاهرة الإرهابية.

نجاح الدولة 

يقول الدكتور منذر قفراش، المحلل السياسي التونسي إنه في الأعوام الأخيرة من السيطرة على الوضع الأمني والقضاء على العديد من القيادات البارزة. في التنظيمات الإرهابية التي تتبع تنظيمي القاعدة وداعش، رغم أنّ الخطر الإرهابي لا يزال قائماً.

وأضاف أن حركة النهضة  عملت على دعم الإرهاب أثناء فترة حكمها بعد 2011، وحث الشبان في المساجد والاجتماعات الخاصة على الانضمام للجماعات الإرهابية في سوريا. فيما تتورط في عملية تسفير الشباب مئات الجمعيات الدينية بتونس والمرتبطة بحركة النهضة الإخوانية. حيث تم حل العشرات منها، بعد ثبوت علاقتها بأعمال إرهابية.

وتابع: إن البلاد تسير  على المسار الصحيح في محاسبة الفاسدين والمتورطين في دعم الإرهاب وتسفير الشباب للموت في بؤر التوتر. مؤكدا أن “ملفات العشرية السوداء المسمومة فتحت ولن تغلق أو تحفظ كما كان يحدث إبان سيطرة الغنوشي على مقاليد البلاد”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى