احتجاجات إيران تتواصل.. نزول للشوارع.. واستنكار دولي
استمرت الانتفاضات الشعبية المستمرة في إيران منذ نحو أسبوعين. حيث انتشر القلق والخوف من احتجاجات شعبية واسعة في جميع أنحاء إيران ليشمل كافة مناحي الحياة، حتى المسابقات الرياضية.
حيث قرر مجلس محافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، أن مباراة “غول جوهر” و”استقلال” في إطار الدوري الإيراني ستقام دون جمهور.
وأعلن النشطاء المحليون عن تنظيم تجمع احتجاجي، بعد صلاة الجمعة، مما أسفر عن إصابة ومقتل العديد من المصلين. كما انطلقت مظاهرات واسعة في الأهواز قبل ظهر اليوم.
حيث خرج المواطنون المحتجون إلى الشوارع مرددين هتاف “الموت للديكتاتور”، و”المرأة، الحياة، الحرية”.
وحسب الصور المنشورة فإن هناك دخانا كثيفا غطى سماء هذه المدينة. فيما انتشرت فيديوهات مروحيات تحلق فوق تجمع المحتجين وأصوات إطلاق الرصاص.
وكشفت التقارير بأن القوات الأمنية أطلقت النار باستمرار وحاولت قمع المحتجين في هذه المدينة باستخدام العنف. وبحسب مقاطع الفيديو فإن رجال أمن بزي مدني حاولوا اعتقال المحتجين في زاهدان.
وقد نظم عدد من المواطنين في زاهدان تجمعاً احتجاجياً، وكذلك اعتداء قائد شرطة تشابهار على فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً.
كما تظهر التقارير والفيديوهات الواردة من زاهدان عناصر الأمن وهم يطلقون النار على المحتجين.
وقد أصيب وقتل عدد من المواطنين في زاهدان إثر إطلاق النار من قبل عناصر الأمن أثناء محاولتهم قمع هذه الاحتجاجات، وتداول معلومات تفيد بسقوط جرحى.
و خرجت مظاهرات وهتافات إلى الشارع غربي إيران : المرأة والحياة والحرية.
وأظهر مقطع متظاهري مدينة أردبيل، اليوم الجمعة، وهم يهتفون: “يا عديمي الشرف”، “يا عديمي الشرف” لقوات الأمن الإيرانية.
كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعدد من الإيرانيات في أراك بإيران يمشين دون حجاب في شوارع المدينة يوم الجمعة تحديا للنظام في بلادهن بشكل علني.
ونقلا عن شهود عيان، مقتل 19 شخصًا في احتجاجات زاهدان اليوم الجمعة. كما أكد قائد شرطة بلوشستان بإيران أن عدد المتظاهرين في زاهدان كان “كثيفا وكبيرا جدا”. وأضاف: “ثلاثة مراكز للشرطة تعرضت للهجوم من قبل المحتجين”.
ومن جهته، أشار ممثل المرشد الإيراني وخطيب جمعة مدينة نوشهر، إلى خسارة النظام 450 مليار تومان في الاحتجاجات. وقال: “هذا النظام لن يسقط بانقلاب فالجمهورية الإسلامية لها جذور في دماء الشهداء ومراجع التقليد”. وأضاف: “يجب وقف اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد على الشبكات الأجنبية”.
وجامعيا أصدر طلاب جامعة العلامة بطهران بيانًا، أعلنوا فيه أنهم سيضربون عن الحضور في الفصول الدراسية ويتجمعون في الحرم الجامعي يوم غد السبت تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية الجارية.
وفي تطور لافت، أصدر عدد من طلاب ومدرسي حوزات قم ومشهد وطهران بيانا أعلنوا فيه أنه على افتراض القبول بولاية على خامنئي. فإنه معزول عن الولاية بسبب “الجرائم الكثيرة التي ارتكبها طيلة سنوات حكمه وبسبب تكبره وتفرعنه واستبداده بالرأي”.
و أكد البيان على أن الأحكام الصادرة من خامنئي والمسؤولين الذين قام بتعيينهم- بمن فيهم رئيس السلطة القضائية والقضاة- تفتقر إلى الشرعية، و”الاستناد إليها يعتبر استنادا إلى الطاغوت”.
وقد أعلن الموقعون على البيان أنهم تلقوا رسالة تهديد حتى لا ينشروا أي رد فعل انتقادي، هذه الأيام، من مكتب المرشد في قم والذي يديره نجله مجتبى خامنئي.
وطلب رجال الدين من حوزات قم ومشهد وطهران طلبوا من النظام “إنهاء العنف ضد المحتجين بأسرع وقت”، و”الامتناع عن قتل المواطنين”، و”إطلاق سراح المعتقلين”، و”التمهيد لإجراء استفتاء تحت إشراف المنظمات الدولية”.
وعلى المستوى السياسي، أدان 53 دولة عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفي بيان مشترك، استخدام العنف ضد المرأة في إيران. وأعربوا عن أسفهم لوفاة مهسا أميني، وطالبوا السلطات الإيرانية بالامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين.
وقال وزير الخارجية الأميركية: “نبحث عن سبل لدعم المحتجين في إيران، وكذلك إجراءات ضد مرتكبي قمع هذه الاحتجاجات السلمية”.
ومن جهتها قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية: “نراقب السفارات الأجنبية في طهران التي كان لعملائها مشاركة أو دخلوا ساحة الاضطرابات. وتم تحذير الدبلوماسيين المعينين فيها، بما في ذلك سفارات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسويد”.