سياسة

سجن المرزوقي..الضربة القاسية لإخوان تونس


حالة من الرعب يعيشها إخوان تونس، بعد الحكم على الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي.

سجن المرزوقي

وهذا بالسجن 4 أعوام بتهمة التحريض على الفوضى داخل البلاد، واستدعاء جهات خارجية للتدخل في الشأن التونسي.

وقد تورط منصف المرزوقي في التهم المنسوبة إليه، عقب الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس التونسي في 25 من يوليو الماضي.

والحكم بسجن المرزوقي مجرد بداية لسلسلة طويلة من الإجراءات القانونية والقضائية لمحاكمة عناصر بارزة في تنظيم الإخوان. وهذا بسبب تهم التحريض على المؤسسات الوطنية، أو إفساد الحياة السياسية. وكذلك الحصول على تمويلات خارجية، والاستيلاء على المال العام.

وتقول المصادر إن عشرات من عناصر التنظيم الإخواني متورطون في الفساد المالي والسياسي، فضلًا عن الإرهاب. وملف الاغتيالات السياسية الذي يتهم فيه  الجهاز السري لحركة النهضة الإخوانية.

وذكرت المصادر أن الأيام المقبلة ستشهد فتح تحقيقات جديدة في عدة قضايا. بالإضافة لإعادة فتح ملفات قديمة تم التغاضي عنها أو تمريرها، بسبب اختراق الإخوان للمؤسسات القضائية وممارسة ضغوط عليها.

محاسبة مرتقبة

من جانبه، يرى الحقوقي التونسي، حازم القصوري، أن الفترة المقبلة ستشهد محاسبات قضائية ومحاكمات لكل المتورطين في قضايا فساد. وفي مقدمتهم حركة النهضة، مؤكدًا أهمية الحكم الصادر بحق المرزوقي باعتباره رادعاً لعناصر التنظيم الإرهابي الذي يحاول إثارة الفوضى.

وأوضح القصوري أن إدانة المنصف المرزوقي تحمل رسالة واضحة لا لبس فيها بأن القضاء التونسي لا سلطان عليه غير القانون. وهو تصويب لمسار أفلت فيه بعضهم من العدالة بذرائع الحصانات و الحسابات السياسية الإخوانية الضيقة. “اليوم هناك تحديات مطروحة على القضاء التونسي، خاصة أن البلاد تخرج من وضع صحي كارثي نتيجة كورونا.

وأشار إلى أن القضاء التونسي بصدد فتح تحقيقات قضائية شاملة بشأن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، والقيادييْْن علي العريض ومنير الكسيكي، وكل من يكشف عنه البحث بخصوص ملابسات تسرب 12 ألف طن من المواد المتفجرة من المجمع الكمياوي (قابس 2013- 2019).

اتهامات تلاحق قيادات النهضة

عدة اتهامات أمام القضاء تواجهها حركة النهضة الإخوانية في تونس. أبرزها تلقي تمويلات أجنبية، ودعم بعض الكيانات المتطرفة. فضلا عن استغلال المؤسسة القضائية والتورط بتصفية المعارضين، وتشير أدلة الاتهام للحركة باعتبارها فاعلا رئيسيا في قضية مقتل شكري بلعيد ومحمد البراهمي، بحسب مراقبين.

أصدرت محكمة المحاسبات التونسية في 6 أكتوبر الماضي، 350 حكما ابتدائيا في قضايا انتخابية بشأن بمخالفات مالية تم ارتكابها من قبل قوائم في الانتخابات التشريعية لسنة 2019، في مقدمتها النهضة.

ويقول المحلل السياسي التونسي، بلحسن اليحياوي، إن النهضة عملت لصالح أجندة التنظيم العالمي للإخوان. وليس وفق أجندة وطنية، ويغيب عن أدبياتها تمامًا مفهوم الدولة وقيم الوطنية.

ويقول اليحياوي إن جل تحركات حركة النهضة الإخوانية كانت تصب لصالح أجندات خارجية. مؤكدا أن العمل لصالح هذا التنظيم برأسيه كان مقدمًا على مصالح الوطن في تونس.

ويؤكد الباحث التونسي أن الجريمة الكبرى لحركة النهضة هي ما اقترفته بشأن ليبيا، الجارة العربية، التي تأذت بسبب تمكن حركة النهضة من مفاصل الدولة في تونس، وتواجدها على رأس دوائر صناعة القرار، وهو ما جعلها تقدم الكثير من التسهيلات للأطراف التي أرادت العبث بالجغرافيا الليبية.

وأضاف أن حركة النهضة ساهمت بشكل كبير جدا في تسهيل عمل تركيا في ليبيا وسهلت، خلال فترة حكمها للبلاد. مرور المسلحين والمتطرفين إلى ليبيا عبر الأراضي التونسية، كما عبرت الأسلحة من حوض البحر المتوسط إلى ليبيا.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى