سياسة

نعم لفلسطين.. ولكن لا لهؤلاء


حتى لا ننسى، فإن بداية الأزمة الحالية في فلسطين كانت في 3 مايو “أيار”، بحي الشيخ جرّاح في القدس.

 وكان الموقف الفلسطيني وخلفه العربي والإسلامي بل والدولي، موقفاً جيداً، وكان موقف إسرائيل تحت الضغط الأخلاقي والسياسي والإعلامي.

قضية عادلة ظلم فيها جملة من العوائل المقدسية على يد المستوطنين والحكومة الإسرائيلية، وكانت لحظة مثالية لخلق موجة إيجابية لصالح الشعب الفلسطيني، وتكوين تيار عربي – إسلامي – دولي، والانطلاق من نقطة قضية حي الشيخ جراح العادلة.

لكن بعد 3 مايو بأيام دخلت «حماس» في القدس وغزة، ومعها بعض الفصائل الفلسطينية على الخط، ودخل السلاح والصواريخ وغيرها، وكأن صواريخ غزة و«حماس» تعادل القوة الإسرائيلية النارية والجوية الجبارة؟!

قوة الموقف الفلسطيني، تحديداً في القضية الأخيرة قضية حي الشيخ جراح، كانت قوة أخلاقية وقانونية وسياسية ممتازة، لكن وكالعادة، أفلتت الأمور عن السيطرة، على يد “الأشاوس” من “حماس”.

بكل حال المواقف الداعمة للحق الفلسطيني، عربياً وإسلامياً ودولياً، لا غبار عليها، ومن آخرها مواقف منظمة التعاون الإسلامي في بيانها الأخير ورفضها للتعدي على القدس وغيرها.

كذلك مواقف مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية مواقف مشرفة ولا مجال للمزايدة عليها من أتباع النظام الخميني وجماعة “الإخوان”، وحركة “حماس” جمعت بين الولاء لـ”الإخوان” والتبعية للنظام الخميني، والاصطفاف الكامل مع أعداء العرب، خاصة التبعية الصريحة لـ”الحرس الثوري” الإيراني. ويكفي تذكر مساندة «حماس» للحوثي اليمني ولقاسم سليماني ولإرهابيي مصر.

بالمناسبة سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها للجامعة العربية، دياب اللوح تحدث عن صدور قرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأجهزة المعنية المصرية بفتح المستشفيات المصرية أبوابها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، وسجّل شكر السلطة الفلسطينية للقاهرة… هذا ديدن القاهرة عن لحظات الجدّ والكرب الفلسطيني.

أما في جانب «الحالبين» للضرع الفلسطيني سياسياً، والمزايدين به شعبياً، فأبشر بطول سلامة يا مربع، لا «فيلق القدس» الإيراني ولا الحشد الطائفي العراقي ولا ميليشيات الحوثي ولا «حزب الله» اللبناني طبعاً، ونسيت طبعاً مغاوير «الإخوان» بالكويت، سيغزون تل أبيب وحيفا ونهاريا… عسكرياً.

خذ هذا المثل فقط، حيث تحدّث مصدر سياسي لصحيفة “الشرق الأوسط” عن أن الوضع بالجنوب اللبناني سيبقى تحت السيطرة، لأنه لا مصلحة لـ«حزب الله» بذلك. أما شكل التأييد “الثوري” اللبناني، حسب المصدر، فما زال في حدوده الرمزية بمشاركة عدد من الأحزاب والمجموعات اليسارية.

الضمير الحي – دعك من كونك عربياً أو مسلماً تشعر بارتباط خاص بفلسطين – يوجب عليك التضامن مع مظلمة الفلسطينيين، لكن هذا لا يعني مساندة برنامج”حماس” وغيرها من التشكيلات الموالية لإيران ولـ”الإخوان”، والمعادية للعرب، ليس عن عرب إيران نتحدث!

نعم مع فلسطين… لكن ليس مع «حماس» وأشباهها، من ذيول إيران، وسيظل العرب هم الحاضن الحقيقي للقضية الفلسطينية، رغم كل هذا الصراخ المريب.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى