إخوان اليمن.. تجسس وتضليل ودعم تركي تهدد اتفاق الرياض
في إطار هوس الرئيس رجب طيب أردوغان بالعبث بأمن المنطقة العربية، تستخدم تركيا حزب الإصلاح، ذراع الإخوان في اليمن، كقفازات للتدخل بالمشهد اليمني، من خلال طائرات تجسس وحملات تضليل إلكترونية تعتمد الشائعات، لتأليب الشعب ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
أردوغان وإخوان اليمن.. ثنائية تعزف على التناقضات، وتتغذى من معاناة اليمنيين.. ففي أروقة السياسة يرتدون عباءات بألوان مختلفة طمعا في ضمان حصة بجميع السيناريوهات، وعلى الأرض يرقصون على كل الحبال ويميلون مع كل رياح تغبش مشهد الحل والسِلم، حتى لو كانت محملة بالموت المنبعث من طائرات تركية.
وأجرت مليشيات حزب الإصلاح اليمني تجارب إطلاق طائرات بدون طيار لمساندة عملياتها العسكرية ضد القوات الجنوبية بمحافظة أبين، في تطور خطير يهدد بنسف الاتفاق الموقع قبل أقل من عام بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، بحسب ما قالت مصادر عسكرية يمنية، مضيفة إن طائرات تجسس مسيرة حلقت خلال أوقات متفاوتة الأسبوع الجاري، لاستطلاع ورصد مواقع القوات التابعة للمجلس الانتقالي في أبين، وفق العين الإخبارية.
وتزامنت التجارب الأولى لاستخدام الطائرات المسيرة من قبل مليشيات الإخوان، مع حملة شائعات واسعة شنها ناشطون إخوان مقربون من قطر وتركيا، تتهم القوات الجنوبية بتنفيذ عمليات هجومية بواسطة طائرات بدون طيار، على مواقع للإصلاح في محيط مدينة شقرة المطلة على بحر العرب، وهو ما نفته مصادر عسكرية بالقوات الجنوبية، واعتبرته شائعات تمهد وتبرر استخدام مليشيات حزب الاصلاح لتلك التكنولوجيا مستقبلا محاكاة الحوثيين المدعومين إيرانيا، وذلك في إطار تسليح نوعي يشارك فيه ضباط أتراك.
وحسب المعلومات، يوجد ضباط أتراك في إحدى المعسكرات بمحافظة شبوة الغنية بالنفط، يقومون بتدريب عناصر متشددة وأخرى تابعة للإخوان على استخدام الأسلحة المتطورة، منها الطائرات المسيرة، من أجل الإسناد اللوجستي والهجمات الانتحارية مستقبلا.
ويستمر الإخوان في تصعيدهم الميداني، رغم تقديم قوات التحالف العربي بقيادة السعودية مبادرة لوقف إطلاق النار الشامل جنوبي البلاد في يونيو الماضي، في مسعى لوأد اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي.
ونقلت العين الإخبارية عن مصادر قولهم إن خروقات مليشيات الإخوان خلال الـ90 يوما الماضية بلغت أكثر من 400 انتهاك، تضمنت عمليات هجومية وقصفا مدفعيا وانتشارا عسكريا واستخداما للطائرات الاستطلاعية التجسسية.
رغم التطورات الميدانية، وتزايد الخروقات لمليشيات الإخوان في أبين، إلا أن القوات الجنوبية أكدت تمسكها بقرار وقف إطلاق النار المدعوم من التحالف العربي، مشددة على أنها تعمل بمبدأ حق الرد دفاعا عن النفس.
وذكر متحدث محور أبين بالقوات الجنوبية، العقيد محمد النقيب، أن القوات الجنوبية تلتزم بوقف إطلاق النار، وتستخدم الرد والدفاع المشروع تجاه الأعمال العدائية للمليشيات الإخوانية، وذلك بالسلاح الذي يماثل السلاح.
وتعليقا على استخدام الإخوان للطائرات المسيرة، قال النقيب في تصريح للعين الإخبارية، إن القوات الجنوبية رصدت بالفعل، الأحد الماضي، إطلاق المليشيات المدعومة من قطر وتركيا طائرة بدون طيار حاولت التحليق فوق مواقعنا وأجبرتها دفاعاتنا الأرضية على العودة لأدراجها، لافتا إلى أن ما بثته وسائل إعلام إخوانية، باليومين الماضين، من مزاعم عن تعرض مواقعها لضربة من القوات الجنوبية بطائرة مسيرة مجرد إشاعات تستبق استخدام هذه التكنولوجيا.
وتابع ما لدينا من معلومات يشير إلى وجود ضباط أتراك يقدمون التدريبات لعناصر الإخوان لتصعيد الهجمات العدائية باتجاه جنوب اليمن، وإعاقة جهود التحالف العربي في توحيد الصف المناهض للانقلاب الحوثي.
واعتبر النقيب استخدام مليشيات الإخوان للطائرات المسيرة أمرا بالغ الخطورة لا سيما بعد انتقال عناصر متطرفة من تنظيم القاعدة الإرهابي من البيضاء ومأرب إلى معسكرات تدريبية للإخوان في شبوة، من أجل اختراق دفاعات القوات الجنوبية في شقرة الساحلية.
عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ثابت سالم العولقي، قال إن الضجيج الإعلامي لناشطي حزب الإصلاح اليومين الماضيين، حول مزاعم استهداف مليشياتهم في أبين من قبل طائرات مسيرة للمجلس الانتقالي، مجرد محاولة فاشلة لتبرير استخدامها في الأيام القادمة.
وغرد السياسي اليمني عبر حسابه بموقع تويتر، قائلا إن حقيقة تلك الطائرات المسيرة حصلت عليها مليشيات الإخوان من تركيا، وأن الضجيج الإعلامي من أجل تبرير استخدامها.
من جانبه، قال الناشط اليمني مروان عبدالواسع، إن مليشيات الإخوان تحاول التغطية على أنباء حصولها على طائرات مسيرة تركية، وذلك من خلال شن هجوم استباقي عبر وسائل إعلامها وذبابها الإلكتروني، وهي خطوة استباقية مكشوفة، باتت معروفة كألاعيب إخوانية مكررة.
وعن حصول مليشيات الإصلاح على دعم تركي، ذكر الناشط اليمني أنه يأتي في سياق التحركات الأخيرة للإخوان في تعز وشبوة، بعد أن صرح الحاكم الفعلي لهم بتعز المدعو عبده فرحان المعروف بـ سالم – علناً – بإمكانية حصوله على دعم عسكري تركي.
وأوضح عبد الواسع، في تصريح للعين الإخبارية، أن تلك التحركات تهدف بشكل واضح إلى تطويق وإرباك صفوف المقاومة الجنوبية في محافظات الضالع ولحج وأبين والعاصمة المؤقتة عدن، وقد اتخذت من اتفاق الرياض فرصة لإعادة ترتيب صفوفها ثم نسف الاتفاق في نهاية المطاف.