سياسة

مسبار الأمل.. حلم العرب إلى المريخ


في كل عام تشهد الإمارات تطوراً مبهراً وترتقي تقدماً وتزيد الإنجازات السياسية والاقتصادية والثقافية والصناعية. إنجازات غير مسبوقة نقلت الإمارات دولةً وفكراً ورؤية إلى مكانة عالية عملت على تقليل المسافات مع من سبقها من الدول، فالسنين ليست مقياساً لعمر الدول بل سنين الدول تقاس بمقدار إنجازاتها، وإنجازات الإمارات وضعتها في مصاف الدول المتقدمة.

وها هي الإمارات تكشف عن “مسبار الأمل” الذي تم تصنيعه بأيادٍ وعقول إماراتية وبمشاركة دولية، والذي يستعد للانطلاق نحو الكوكب الأحمر خلال الساعات القادمة، كأول مشروع بين الكواكب تقوده دولة عربية. هذه المهمة التاريخية لي هدفها مجرد الوصول للمريخ، ولا كما يعتقد البعض، ترويج ودعاية لدولة الإمارات، بل هي مهمة علمية بكافة جوانبها تستهدف خدمة البشرية، ويؤكد ذلك المهام العلمية الكبيرة الملقاة على عاتق “مسبار الأمل” لتحقيقها.

إنها لحظة فارقة، وإنجاز تاريخي يبرهن بأن العرب يمكنهم إعادة نهضتهم العلمية التي نقلتها عنهم حضارات أخرى وبنت عليها، ويوضح الفارق بين من يستعين بالعلم والتقنية والحداثة لصنع المستقبل وتحدي المستحيل وتنمية البلدان وبناء الإنسان وبين مشاريع معادية تدعم التخلّف والتقهقر وتنشد الماضي وتهدف للتخريب والتدمير، ويتم ذلك عبر صراعات متعددة وخلافات مستمرة ومشاريع متناقضة عبر كافة المجالات.

مهمٌ أن تدرك شعوب المنطقة عبر نماذج معينة من يتجه للمستقبل ومن يتجه للماضي، من يريد الرفعة والتنافس والبناء والتنمية كما تفعل الإمارات والسعودية، ومن يريد الارتكاس للماضي وإن دمّر الإنسان والأمم والدول كما يصنع ثلاثي الشر “إيران وتركيا وقطر”، وهو أمر يحدث بالتراكم واتضاح المنجزات والنتائج والأثر.

يأتي مسبار الأمل الإماراتي في وقت يعاني فيه العالم العربي من صراعات فكرية وأيديولوجية بالغة التعقيد، لذلك سيكون هذا المسبار أداة لعودة الاتزان لاهتمامات الشباب، وسيشكل مصدراً لإلهام الشباب العربي والأجيال القادمة، وسيعز شغفهم بهذا العلم. المسبار الحلم سيكون نافذة عربية لآفاق جديدة ومنصة قائدة في مجال الفضاء على نطاق دول العالم العربي، وسيثير مزيداً من الاهتمام نحو تطوير برامج الفضاء في جامعاتنا ويرفع من اهتمامها بالبرامج البحثية المتخصصة، وربما يساهم في تغيير خارطة التنمية في الدول العربية.

أخيراً، هل ستنجح الإمارات في أول مهمة فضائية عربية لاستكشاف الكوكب الأحمر؟ هذا سؤال سيطرحه كثير من المشككين، خصوصاً أعداء الإمارات ودول الخليج الرائدة في المنطقة، من عملاء إيران وتركيا وقطر وكوادر جماعة الإخوان. ولكنّ الجواب السهل والمباشر هو: نعم وبالتأكيد؛ فالعلم ليس حصراً على أحد، بل هو للمجتهد القادر الذي يمتلك أدوات العلم والإنجاز.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى