سياسة

مليشيا الحوثي الانقلابية توافق أخيرا على صيانة خزان صافر


قامت مليشيا الحوثي الانقلابية بالسماح للأمم المتحدة بتفقد وضع خزان النفط العائم في البحر الأحمر صافر، وذلك بعد فقدان الأمل بإجراء عمليات صيانة نظرا لأنه تهالك، في مناورة مكشوفة قبيل أيام من جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي.

وقد قامت مليشيا الحوثي الانقلابية باستخدام خزان صافر بمثابة ملف للابتزاز، ورفضت، لأكثر من عامين، جميع الدعوات المحلية والإقليمية والدولية لصيانته وتحاشي وقوع كارثة بيئية محتملة في البحر الأحمر.

واستخدمته أيضا كقنبلة موقوتة بهدف ابتزاز المجتمع الدولي وتحقيق مكاسب سياسية، حيث اشترطت المليشيا بيع حمولة خزان صافر، لصالحها فقط، أي بما يزيد عن 50 مليون دولار، بغرض الحصول على تمويلات جديدة لحروبها ضد اليمنيين.

وفي الوقت الذي أعلن مجلس الأمن الدولي عن جلسة خاصة لمناقشة قضية خزان صافر، يوم الأربعاء المقبل، بناء على طلب الحكومة اليمنية الشرعية، لجأت المليشيا الحوثية إلى حيلها المعتادة للمناورة سياسيا والسماح لفريق أممي بإجراء الصيانة.

ووفق ما قاله مصدر أممي للعين الإخبارية فإن المليشيا الحوثية قالت لمكتب المبعوث مارتن جريفيث، موافقتها على صعود فريق خبراء أممي لتقييم حالة خزان صافر، وأشار المصدر ذاته إلى أن الفريق لا يزال في الأردن، ومن المقرر أن يتوجه إلى اليمن خلال اليومين القادمين، من أجل دراسة حالة الخزان وما إذا كان وضعه يسمح بالصيانة أم فات الأوان لذلك.

هذا وتخشى من جهتها الحكومة اليمنية والأمم المتحدة من بدء تسرب النفط الخام المتواجد بالخزان، والذي يبلغ مليون و100 ألف برميل إلى مياه البحر الأحمر، والتسبب بذلك بكارثة بيئية غير مسبوقة.

فيما أكدت الحكومة الشرعية بأن عملية الصيانة كانت ممكنة للخزان خلال العام 2018 عندما رفضت المليشيا الحوثية كافة الدعوات لصيانته، غير أن الوقت حاليا قد حان، وليس هناك من حل سوى إفراغ حمولته بأقرب وقت.

إن الناقلة صافر ترسو على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة الساحلية، وعلى متنها مليون و140 ألف برميل من النفط الخام، ولم تحصل على أي صيانة دورية، منذ اجتياح المليشيا الانقلابية للمدينة الواقعة على البحر الأحمر، وبالتحديد منذ أواخر العام 2014.

وقالت مصادر حكومية يمنية للعين الإخبارية بأن هيكل الناقلة والذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام، يتعرض للتآكل، وهو ما يهدد بكارثة نفطية غير مسبوقة.

الوقت ليس كافيا للصيانة

إن المليشيا الحوثية تريد تسجيل موقف سياسي قبل أيام من جلسة مجلس الأمن الدولي والمراوغة من أجل كسب المزيد من الوقت، وبعد ذلك بدء جولة جديدة من الابتزاز للمجتمع الدولي والحكومة اليمنية بواحدة من أخطر الأزمات البيئية للبحر الأحمر والأحياء البحرية بداخله.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي يوم أمس الأحد بأن المليشيا الحوثية تلجأ كالمعتاد، للمراوغة للتخفيف والتخلص من الضغط الدولي وذلك بإعلان السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول الى الخزان لتقييم وضعه وصيانته فقط، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون كافيا لإنهاء التهديد الذي يشكله خزان صافر المتهالك.

كما ثمّن الحضرمي أثناء استقباله السفير الأمريكي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، دعم الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي خاصة الدول الأعضاء في مجلس الأمن واستجابتهم لدعوة الحكومة اليمنية لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن من أجل مناقشة قضية خزان النفط صافر نظرا للتهديد الخطير الذي تمثله على اليمن والمنطقة بسبب استمرار تعنت مليشيات الحوثي.

إلى ذلك، أعرب الحضرمي عن تطلع الشرعية من مجلس الأمن ، لإلزام المليشيا الحوثية بالانصياع والموافقة ليس فقط على السماح بوصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة لتقييم الوضع في الخزان بل بالموافقة على وضع حل حاسم لهذه الكارثة وتفريغ الناقلة من النفط، حسب ما أفادت به وكالة سبأ الرسمية.

كما أشار المتحدث ذاته إلى أن الصيانة كانت مطلب الحكومة منذ سنوات، عندما طالبت بالسماح للفريق الأممي بالوصول وتقييم الخزان العائم وأن المليشيات الحوثية قابلت ذلك بالتعنت والرفض في محاولة لاختطاف الخزان لتحقيق مكاسب سياسية.

وأكد أيضا على أن الحكومة قد وافقت على مقترح قدمه المبعوث الأممي الشهر الماضي، يشمل ثلاث مراحل، وهي السماح للفريق الأممي بالفحص والتقييم، وأيضا عمل الصيانة والإصلاحات العاجلة من اجل تفريغه، ومن ثم نقل الخزان والتخلص منه، ووافقت أيضا على أن يتم استخدام جميع الإيرادات المتحصلة من بيع النفط لصالح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، إلا أن المليشيات الحوثية رفضت الأمر ولا تزال ترفض هذه المبادرة، وفق الحكومة الشرعية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى