كندا وأميركا: إيران وراء إسقاط الطائرة الأوكرانية
لقد وردت معلومات من الولايات المتحدة وكندا، يومه الخميس، تفيد بأن الطائرة الأوكرانية قد سقطت بفعل صاروخ إيراني، وفق ما أشار إليه رئيس الوزراء الكندي والرئيس الأميركي وعدد من المسؤولين الغربيين.
وقد قال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو في أوضح تصريح غربي، بأن الأدلة تشير إلى أن صاروخا إيرانيا أسقط طائرة الركاب الأوكرانية، وربما كان الحادث غير مقصودا.
وكن قد ذكر مسبقا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يعتقد بأن شخصا ما قد ارتكب خطأ مما أدى إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية في طهران، في حين قال مسؤولون أميركيون بأنهم واثقون بأن صاروخا إيرانيا موجها قد أدى إلى إسقاط الطائرة. وقد أوضح في مؤتمر صحفي: لدي شكوك بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران، وربما شخص ما ارتكب خطأ.
بينما ذكرت من جانبها وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم على ثقة بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني استنادا إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين بالحكومة.
أما مجلة نيوزويك فقد نقلت عن مصادر استخباراتية أميركية بأن الطائرة قد أسقطت بصاروخ أرض – جو من طراز روس إم – 1 روسي الصنع ، والذي يعرف لدى الناتو باسم Gauntlet .
كما قد أشار أحد المصادر بأن الطائرة الأوكرانية ربما تكون قد أسقطت عن طريق الخطأ وذلك باعتبار مضادات الطيران الإيرانية كانت مفعلة في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري على مواقع عسكرية عراقية تضم جنودا اميركيين، والذي قد جاء ردا على مقتل سليماني الأسبوع الماضي.
بينما قد نقلت وكالة إسنا الحكومية عن رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية ما قاله بأنه مستحيل أن صاروخا أصاب الطائرة الأوكرانية، من دون تقديم أي توضيح.
وقد طالبت من جهتها أوكرانيا دعماً غير مشروط من الأمم المتحدة في التحقيق بشأن تحطم طائرتها، في حين طالبت كل من بريطانيا وكندا طهران بإجراء تحقيق بكل شفافية بخصوص الواقعة، لاسيما بعد رفض السلطات الإيرانية تسليم الصندوقين الأسوديين لشركة بوينغ أو أميركا لفحص البيانات الواردة فيهما.
انزعاج بريطاني.. وطلب كندي
وقد ذكرت مصادر في مجلس الوزراء البريطاني بأن لندن منزعجة بسبب تقارير تتحدث عن احتمال إسقاط إيران للطائرة الاوكرانية بصواريخ.
ومن جهته، فقد ذكر المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون بأن بريطانيا تريد تحقيقا نزيها في حادث تحطم الطائرة وذلك بعد اتصال هاتفي بين جونسون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقد نقل المتحدث عن رئيس الوزراء تأكيده على ضرورة إجراء تحقيق كامل ونزيه في ملابسات الحادث.
وعندما تك سؤاله عن تقارير عن أسباب التحطم التي أشارت إلى ضربة صاروخية أو عمل إرهابي، فقد قال المتحدث لا أتكهن لكن التقارير التي سمعناها مقلقة للغاية.
وبدوره، فقد قام وزير الخارجية الكندي بإجراء اتصال نادر مع نظيره الإيراني للتشديد على رغبة بلاده في التحقيق في تحطم الطائرة التي كان على متها 63 مسافرا كنديا.
ووفق البيان الذي صدر عن الخارجية الكندية، فقد شدد الوزير على الحاجة إلى سرعة السماح لمسؤولين كنديين بدخول إيران لتقديم خدمات قنصلية والمساعدة في تحديد هوية الضحايا والمشاركة في التحقيق في التحطم. مضيفا: لدى كندا والكنديين أسئلة كثيرة ستحتاج إلى الإجابة عنها.
وكان قد تحدث الوزيران في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء غير أن البيان قد صدر يوم الخميس، وبذلك يمكن الإشارة إلى أن كندا لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إيران منذ 2012.
تحقيق أولي..
وقد أفاد تقرير أولي لمحققين إيرانيين بأن النار قد اشتعلت في الطائرة قبل تحطمها جنوب غربي طهران. وأورد أيضا تقرير هيئة الطيران المدني الإيرانية إفادات شهود على الأرض وفي طائرة أخرى كانت تحلق على ارتفاع عال وقد قالو بأن النيران قد اندلعت في الطائرة أثناء تحليقها.
كما أضاف التقرير بأن الطائرة، وعمرها ثلاث سنوات والتي قد تم إجراء أحدث صيانة لها يومه الاثنين، واجهت مشكلة فنية بعد فترة وجيزة من إقلاعها وبدأت في التوجه إلى مطار قريب قبل تحطمها. بينما لم يحدد التقرير نوع المشكلة الفنية وقد قال بأن الطيار لم يجر اتصالا لاسلكيا والطائرة اختفت من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 2440 مترا.
في حين قال أولكسي دانيلوف، وهو أمين عام مجلس الأمن الوطني الأوكراني بأن المحققين الأوكرانيين يريدون البحث في احتمال وجود حطام صاروخ روسي في موقع تحطم الطائرة بعد الاطلاع على معلومات على الإنترنت.
وقد كتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال بأن كييف تدرس عدة أسباب محتملة لتحطم الطائرة بما في ذلك هجوم صاروخي أو تصادم أو انفجار محرك أو عمل إرهابي.
وقد طلب من جهته الرئيس الأوكراني في تصريحات بثها التلفزيون الكف عن التكهن ونظريات المؤامرة والتقييمات المتعجلة فيما يتعلق بتحطم الطائرة، وأوضح بأنه سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الإيراني لتعزيز التعاون من أجل معرفة سبب التحطم.
التعرف على الجثث
وذكر أيضا التقرير الإيراني بأن الطائرة قد أقلعت من مطار طهران في الساعة 6:12 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء وقد حصلت على إذن بالتحليق على ارتفاع 26 ألف قدم. بينما تحطمت بعد ست دقائق قرب بلدة صباشهر.
وأضاف أيضا التقرير بأن الجثث والأشلاء التي انتشلت من موقع التحطم قد نقلت إلى مكتب الطب الشرعي لتحديد هويات أصحابها. وقد تناثر الحطام والمتعلقات ومنها أحذية وملابس في أحد الحقول حيث تحطمت الطائرة يوم الأربعاء وانتشل عمال إنقاذ يرتدون كمامات عشرات الجثث.
وحسب التقرير، فقد كان على متن الطائرة 146 إيرانيا وعشرة أفغان و11 أوكرانيا وخمسة كنديين وأربعة سويديين والذي أشار إلى أن البعض ربما يحمل جنسية مزدوجة. وقد قالت السلطات الأوكرانية بأن الطائرة كانت تقل 82 إيرانيا و63 كنديا و11 أوكرانيا. ويشيع استخدام مسار الطائرة من طهران إلى تورونتو عبر كييف بين الكنديين من أصل إيراني الذين يزورون إيران في ظل غياب رحلات مباشرة.
