سياسة

عمائم مجنونة


يُشكر وزير خارجية إيران على مناورة الاستقالة، إذ قدم حجة إضافية للرأي العام العالمي عن كونه مجرد واجهة «ظريفة» لنظام ديني متطرف، يقوده المرشد علي خامنئي، ووضع أساسه المرشد الأول روح الله الخميني، وفق تفسير مهووس للدين.

وأي نظام يقوم على هوس ديني لا يرجى منه صلاح، وقبل هوس الخميني عرفنا هوس راسبوتين في نهاية عهد القياصرة الروس. والاثنان نموذجان بلغ التصوف بهما مرحلة الدجل. فقد سيطر راسبوتين ذهنياً على القيصر الروسي، وأخضع الخميني دولة تاريخية وشعباً عريقاً لأفكاره المجنونة، عمل الأول داخل القصر وبعيداً عن الجمهور، ونزل الآخر إلى الشارع واحتل العقول، وصار البلدان تحت رحمة رجل دين دجال ومضحك.

ولم يأتِ الخميني بفكر يفاجأ به شعبه، إذ فرض عليهم نظاماً سبق أن جاهر به عندما أصدر كتابه «ولاية الفقيه» عام 1970، أي قبل تسعة أعوام من سيطرته على البلاد، فصار كتابه دستور البلاد بعد وقت قصير، وقد جعل نفسه ولياً عن الله، وألغى عن قاموس بلاده حدود الدول وسيادتها. وإيران في 40 عاماً لا ترى نفسها دولة، إذ صنفت نفسها ثورة، باسمها ودستورها، وطبقت ذلك حرفياً بارتكاب المخالفات بحق شعبها وجيرانها، فالمادة 154 من الدستور تنص صراحة على التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتغلفها في صيغة «دعم المستضعفين ضد المستكبرين»، ولذا ترى جرائمها في الدول الأخرى مشروعة، ولم تتراجع عنها يوماً، حتى في سنوات الهدنة السياسية مع الخليج العربي، ولن تتراجع طالما كانت نصاً في دستورها.

والجنون لا يقتصر على حكم رجل الدين، فهذا هتلر مهووس سحق معظم أوروبا بوهم السيطرة، وقبل أن تشارك الولايات المتحدة في الحرب العالمية، قال عنه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت: «نحن نتعامل مع رجل مجنون». وما جمع هتلر والخميني وخامنئي أكثر مما فرقهم.

ومن أمثلة الجنون الديني، قناعة الملالي بإشعال الانتفاضات والحروب لتفتح الطريق أمام المهدي المغيب، إذ يعتقد خامنئي أنه يتولى القيادة موقتاً إلى حين عودة الإمام. هذا الهوس ليس خطاباً داخلياً يطرح في الحوزات، بل أعلن عنه رسمياً الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد على منصة الأمم المتحدة.

ونحن نتعامل اليوم مع مهووس بالدين، ورث سلطته عن مهووس قبله يبني شرعيته على الدمار والدماء، ووضع من فكر الإخوان المسلمين منهجاً مسانداً لمشروعه الديني والسياسي عندما ترجم كتاب سيد قطب من العربية إلى الفارسية، فإذا لم يمثل خامنئي رأس الإرهاب العالمي، فالإرهاب وهمّ لا وجود له.

نقلاً عن الحياة

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى