هل تدمر لطفلك صحته النفسية؟ تعاطفك المفرط قد يكون السبب!
تشير ملاحظات حديثة من علماء نفس الأطفال إلى أن الاعتراف بمشاعر الأطفال جزء أساسي من أساليب “التربية الرقيقة”، لكن التركيز المفرط على معالجة المشاعر قد يزيد القلق والتفكير المفرط، خصوصًا لدى الأطفال الصغار الذين يعانون من قلق الانفصال عن الأهل.
وتشير الدراسات والممارسات السريرية إلى أن الأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال يستفيدون من التعاطف والاعتراف بمشاعرهم. إلا أن النقاشات المطولة بهدف تخفيف الضيق، مثل تكرار التفكير في حلول أو إعادة تقييم المشاعر، قد تجعل الأطفال “محاصرين” في عواطفهم السلبية بدلًا من مساعدتهم على تجاوزها. وهذا التفكير المفرط قد يزيد القلق والانشغال بالمشاعر بدلاً من تخفيفه.
كما أظهرت مراجعات حالات سريرية أن الأطفال قد يخلطون بين الحب والقلق من الوالدين، معتقدين أن عدم شعور الوالدين بالقلق يعني عدم محبتهم. ويؤكد الخبراء على ضرورة توضيح الفرق بين الاهتمام والقلق لتعزيز الأمن العاطفي لدى الأطفال.
نصيحة الخبراء
وينصح متخصصو نمو الطفل، وفقا لموقع “سايكولوجي توداي”، باستخدام أدوات مرئية منظمة، مثل الملصقات أو الكتب المصورة، التي تحدد المشاعر الشائعة واستراتيجيات التكيف معها. تساعد هذه الأدوات الأطفال على إدارة مشاعرهم بأنفسهم، مع تعزيز شعورهم بدعم الوالدين الدائم.
كما يُنصح الأهل بالاعتراف بالمشاعر باختصار وتعاطف، مع تجنب جلسات حل المشكلات الطويلة التي تشجع على التفكير المفرط. وتشجع الدراسات الأطفال على الانخراط في أنشطة إيجابية بعد الاعتراف بمشاعرهم، ما يساهم في تحويل التركيز وتقليل القلق. ويظهر البحث أن الأطفال يستجيبون بشكل أفضل عندما يُظهر الأهل ثقتهم في قدرتهم على مواجهة التحديات الروتينية، مثل الذهاب إلى المدرسة، دون عرض القلق بشكل مبالغ فيه.
وبشكل عام، تشير الدراسات إلى أن الموازنة بين التعاطف والتوجيه تعزز مرونة الأطفال العاطفية. الإفراط في الاعتراف بالمشاعر، رغم النوايا الحسنة، قد يزيد القلق من خلال تعزيز التفكير المفرط والاعتماد على تدخل الوالدين.
كما توصي الأبحاث باستخدام التعاطف مع أدوات التكيف الواضحة والرسائل المطمئنة لدعم الأطفال في مواجهة التغيرات والتحديات، مثل الانفصال أو التباعد عن الوالدين.
ويتوافق هذا النهج مع نتائج علم النفس التنموي، التي تؤكد على أهمية تعزيز الاستقلالية في التنظيم العاطفي مع الحفاظ على علاقات دعم قوية بين الوالدين والأطفال.







