سياسة

من البحر إلى السماء.. “هيلكات” سلاح واشنطن الحاسم في الحرب


بفضل قدرات “هيل كات” المميزة، نجح الطيارون الأمريكيون الأقل خبرة من النجاة من الاشتباكات المبكرة خلال الحرب العالمية الثانية.

و”إف-6 إف هيلكات” كانت مقاتلة محمولة على حاملات الطائرات، وقد طورتها الولايات المتحدة لشن حرب ضد اليابان الإمبراطورية خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، كانت الطئرة بمثابة الرد الأمريكي على طائرة “ميتسوبيشي ايه 6 إم زيرو” اليابانية، والتي لم يكن لدى واشنطن سوى القليل من الإجراءات المضادة لها في السنوات الأولى من الحرب.

بالخطوط الأمامية

قال الموقع إن الطائرة دخلت الخدمة بالخطوط الأمامية في سبتمبر/ أيلول 1943 على متن حاملة الطائرات “يو إس إس يورك تاون”، وأصبحت المقاتلة المهيمنة في البحرية الأمريكية، لتحل محل “إف 4 إف وايلد كات” السابقة.

وسرعان ما أثبتت جدارتها؛ فخلال الحرب، نُسب إلى طياريها تدمير ما يصل إلى 5223 طائرة معادية، بينما تكبدوا 270 خسارة فقط في القتال الجوي وهي نسبة قتل مذهلة.

ومثلت هذه الحصيلة حوالي 75% من جميع الانتصارات الجوية التي حققها طيارو البحرية الأمريكية ومشاة البحرية في مسرح عمليات المحيط الهادئ.

وصُممت “إف 6 إف” بناءً على إسهامات مباشرة من دروس القتال المستفادة، والتي غالبًا ما كانت مؤلمة، خلال بداية الحرب والتي شملت معلومات مستقاة من استيلاء المخابرات الأمريكية على العديد من طائرات زيرو اليابانية.

وقد منحت شركة “جرومان” الأولوية في تصميم الطائرة للصلابة والقوة النارية وحماية الطيارين على خفة الحركة الفائقة في تصميم “هيلكات”.

وكان لهذه الطائرة محرك شعاعي قوي من طراز “برات آند ويتني آر-2800 دابل واسب” بقوة 2000 حصان، مما أتاح لها الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 380 ميلاً في الساعة ومعدل صعود ممتاز.

وكانت الطائرة مسلحة بستة مدافع رشاشة عيار 0.50، بالإضافة إلى القدرة على حمل القنابل والصواريخ أو إسقاط الدبابات لمدى أطول.

كما كانت قمرة القيادة المدرعة وخزانات الوقود ذاتية الغلق وهيكل الطائرة المتين الذي يمكنه تحمل الضربة مع إعادة طياره بأمان إلى القاعدة من السمات المميزة للطائرة.

وسمح الأداء المتفوق في التعامل مع السرعة العالية والغوص للطيارين بإملاء الاشتباكات من خلال الهبوط من الأعلى والابتعاد إذا لزم الأمر.

الخصم

صُممت الطائرة لمواجهة خصم واحد هو المقاتلة “زيرو” اليابانية، التي أرعبت القوات الأمريكية في المحيط الهادئ لما يقرب من عامين والتي كانت أخف وزنًا وأكثر قدرة على المناورة بسرعات أبطأ.

ومع ذلك تفوقت “هيلكات” عليها في معظم سيناريوهات القتال العملية، وخاصةً على الارتفاعات والسرعات العالية حيث تميل المعارك الجوية إلى الحدوث.

ومن عام 1942 إلى 1945، أنتجت شركة “غرومان” أكثر من 12 ألف و275 طائرة مما سمح لهاا بالانتشار السريع على حاملات الطائرات الأمريكية، كما ضمن هذا الإنتاج الضخم تفوقًا عدديًا في المعارك الرئيسية.

ووصلت الطائرة عندما انقلبت موازين الحرب ضد دول المحور، فبحلول منتصف عام 1943، كان طيارو النخبة اليابانيون قد استُنزفوا إلى حد كبير وجرى تدريب من يحل محلهم بسرعة وموارد محدودة.

في المقابل، استفاد الطيارون الأمريكيون من التدريب المتقدم، وعمليات الاعتراض الموجهة بالرادار، والاستخبارات المتفوقة.

وأظهرت الاشتباكات الرئيسية الأداءَ المتميز لطائرات “هيلكات” في الحرب العالمية الثانية.

فخلال معركة بحر الفلبين في يونيو/حزيران 1944 التي تُعرف أحيانًا بـ”معركة ماريانا الكبرى”، أسقطت طائرات الطائرات الأمريكية أكثر من 300 طائرة يابانية في يوم واحد بخسائر قليلة، مما أدى إلى شلل سلاح حاملات الطائرات الياباني.

وفي معركة خليج ليتي اللاحقة (أكتوبر/تشرين الأول 1944)، وفرت طائرات “هيلكات” غطاءً جويًا وضربات جوية، مع أعمال بطولية بارزة، مثل إسقاط القائد ديفيد مكامبل لتسع طائرات في طلعة جوية واحدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى