سياسة

ملف السلام السوري أمام فراغ دبلوماسي جديد بعد تنحي المبعوث الأممي


أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن اليوم الخميس أنه سيتنحى في المستقبل القريب بعد أكثر من ست سنوات في هذا المنصب في وقت تمر فيه سوريا بمرحلة انتقالية تاريخية بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.

وأبلغ بيدرسن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قبل استقالته. وقال أمام المجلس المكون من 15 عضوا “لدي رغبة منذ فترة في ترك المنصب لأسباب شخصية بعد فترة طويلة من الخدمة”.

وأضاف “أكدت تجربتي في سوريا حقيقة ثابتة هي أن ظلمة الليل في بعض الأحيان تكون أشد ما يمكن قبيل الفجر، فقد بدا التقدم لوقت طويل مستحيلا إلى أن حدث فجأة”.

وأطاحت المعارضة بالأسد في ديسمبر/كانون الأول في هجوم أنهى حربا أهلية استمرت 14 عاما كان قد اشتعل فتيلها في أعقاب احتجاجات على النظام. وأنهى الهجوم أيضا حكم عائلة الأسد الذي امتد 50 عاما.

وقال بيدرسن “قليلون من عاشوا معاناة بعمق معاناة السوريين. وقليلون من أظهروا مثل هذه القدرة على الصمود والإصرار… واليوم، إذ يطل فجر جديد على سوريا وشعبها، يتعين علينا جميعا أن نضمن أن يتحول هذا الفجر إلى مستقبل مشرق، فالشعب السوري يستحق ذلك”.

وكان بيدرسن خلال الحرب أحد مبعوثي الأمم المتحدة الذين قادوا بعثات سياسية سعت للتفاوض حول حل سلمي للأزمة بين نظام الأسد ومعارضيه.

لكن الحكومة، التي يقودها الإسلاميون وحلت محل الأسد، لم تتواصل عن قرب مع بعثة الأمم المتحدة مع إصرار مسؤولي الحكومة على عدم الحاجة للتفاوض على مستوى دولي حول عملية انتقال سياسي بعد الإطاحة بالأسد.

وأشار بيدرسون إلى تنامي خطر التدخل الخارجي في سوريا، مضيفا “شهدنا هذا الشهر مزيدا من التدخل الإسرائيلي”. وأكد ضرورة الإصرار على الاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها ومعالجة القضايا العالقة من خلال الحوار الدبلوماسي.

وأضاف بيدرسون أن وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات السورية بمحافظة السويداء جنوبي البلاد في 18 يوليو/تموز الماضي، “صامد إلى حد كبير”.

وفي يوليو/تموز الماضي، شهدت السويداء اشتباكات مسلحة استمرت أسبوعًا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية. خلفت مئات القتلى، قبل أن يُبرم اتفاق لوقف إطلاق النار.

وزاد بيدرسون “تحاول الحكومة السورية المؤقتة والشعب السوري إطلاق عملية انتقالية. ويواجهان نفس الارتباك والصعوبات ووقائع في كل مكان تقريبا، عند النظر وفق هذا المعيار، يمكننا الإشارة إلى تغييرات ملحوظة في وقت قصير”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى