بين روسيا وأوكرانيا.. أبوظبي تثبت دورها كوسيط موثوق

وساطة جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، هي الثانية خلال 10 أيام، تتوج جهود دولة الإمارات المتواصلة لحل الأزمة.
وبموجب الوساطة الجديدة، نجحت الجهود الإماراتية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت 292 أسيرا من الجانبين.
وبالوساطة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين منذ مطلع عام 2024، عبر 17 وساطة إماراتية، إلى 4592، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في تلك الأزمة.
وساطات متتالية تنجح في إبرامها دولة الإمارات لتثبتت من خلالها أنها لم تكن فقط مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، لتؤكد أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
نافذة أمل
وتتزامن الوساطة الجديدة مع الذكرى الـ34 لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي يجعل لها رمزية خاصة.
أيضا تأتي الوساطة الجديدة في وقت تتبادل فيه روسيا وأوكرانيا الهجمات بعشرات المسيرات، وتشهد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا المزيد من التوتر، لتبقي تلك الوساطة نافذة أمل لإنهاء تلك الأزمة دبلوماسيا في ظل تلك الأجواء المشحونة.
وفي أعقاب لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا 15 أغسطس/آب الجاري، ثم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين في البيت الأبيض 18 الجاري لبحث السلام في أوكرانيا، دعا ترامب إلى ترتيب اجتماع ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
تفاصيل الوساطة
وأعلنت دولة الإمارات عن نجاح جهود وساطة جديدة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا تكللت بإنجاز عملية تبادل جديدة شملت 146 أسيراً من الجانبين بمجموع 292 أسيراً.
وأعربت وزارة الخارجية عن شكرها للبلدين الصديقين على تعاونهما في إنجاح جهود الوساطة الإماراتية ما يعكس تقديرهما لدولة الإمارات كوسيط موثوق تعمل على كل ما من شأنه دعم المساعي الرامية لحل الأزمة بين البلدين.
وأكدت وزارة الخارجية على أن دولة الإمارات ستواصل مساعيها الرامية إلى إنجاح مختلف الجهود للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنه.
وتأتي هذه الوساطة بعد 10 أيام من إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت 168 أسيرا من الجانبين.
وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قد أعلنت في 14 أغسطس/آب الجاري عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل جديدة تضمنت 84 أسيراً من الجانبين بمجموع 168 أسيراً.
ويحمل نجاح تلك الوساطات العديد من الرسائل والدلالات أبرزها، أنها تجسد الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا.
أيضا تبرز سعي الإمارات الحثيث والمتواصل للدفع بحل سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية.
كما تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.
17 وساطة
وساطة جديدة تبرز إصرارا إماراتيا على دعم حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 17 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين منذ مطلع عام 2024، إضافة إلى وساطة سابقة عام 2023، تفاصيلها كما يلي:
24 أغسطس/ آب 2025
إتمام عملية تبادل شملت 292 أسيرا من الجانبين.
14- أغسطس/آب 2025
إتمام عملية تبادل شملت 168 أسيرا من الجانبين.
– 6 مايو/أيار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 410 أسرى من الجانبين.
– 19 أبريل/نيسان 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 538 أسيرا من الجانبين.
– 19 مارس/آذار 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 350 أسيرا مناصفة من الجانبين.
– 5 فبراير/شباط 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
– 15 يناير/كانون الثاني 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرا مناصفة من الجانبين.
– 30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
– 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
– 14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
– 24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
– 17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من الأسرى.
– 25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
– 31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
– 8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
– 31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عددا مماثلا من أسراها من روسيا.
– 3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.
– 4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
جهود إنسانية
جهود دبلوماسية لم تتوقف منذ بدء الأزمة ، واكبها حراك إنساني متواصل للتخفيف من تداعيات الأزمة.
ومنذ بدء الأزمة في 24 فبراير/شباط 2022، اتخذت دولة الإمارات موقف الحياد الإيجابي المتوازن، الذي أتاح لها لعب دور إيجابي على طريق حل الأزمة، الأمر الذي توج بنجاح جهودها في إبرام وساطات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وعلى الصعيد الإنساني، أرسلت دولة الإمارات لأوكرانيا منذ بداية الأزمة طائرات إغاثية محملة بأكثر من 1015 طنًا من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية، وقدمت 50 سيارة إسعاف وأكثر من 4500 مولد كهربائي لمواجهة تحديات الشتاء.
كما دعمت دولة الإمارات القطاع التعليمي عبر توفير 7500 جهاز كمبيوتر محمول و10 آلاف حقيبة مدرسية، وسيرت سفينتين إغاثيتين، ليصل إجمالي عدد المستفيدين من هذه الجهود إلى أكثر من 1.2 مليون شخص، من بينهم مليون امرأة وطفل.
كذلك نجحت دولة الإمارات في توظيف حيادها الإيجابي لدعم التعاون الاقتصادي مع أوكرانيا، الأمر الذي توج بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين في فبراير/شباط الماضي.
جهود دبلوماسية وسياسية وإنسانية قوبلت بتقدير وإشادة دولية ولا سيما من طرفي الأزمة، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أكثر من مرة على وساطات وجهود بلاده لحل الأزمة.