الوحدة والقلق والبحث عن الذات.. هل أصبحت صالات الجيم بديلًا للعلاقات الاجتماعية؟

في الوقت الذي تبدو فيه صالات الرياضة مكاناً مثالياً لتفريغ التوتر وتحسين المزاج، يُحذّر خبراء من أنّ بعض شباب الجيل “زد” قد يكونون في الواقع عالقين في دائرة من الوحدة تُترجم بهوس غير صحي بالرياضة واللياقة.
ووفقاً لبحث صادر عن “كينغز كوليدج لندن”، فإنّ الرجال، غالباً، ما يخفون شعورهم بالوحدة، ويتعاملون معها بطرق غير مباشرة، ما يجعل من الصعب اكتشاف معاناتهم.
في هذا السياق، يقول الدكتور سايمون لو كلير، المدير الطبي في مؤسسة HealthCare in Mind، إنّ “العديد من شباب الجيل “زد”، والميلينيال، يتّجهون إلى التمارين الرياضية، والمشي في الطبيعة، وتتبع اللياقة كوسيلة للتعامل مع التوتر والصحة النفسية، وأحياناً الشعور بالوحدة”.
ورغم أنّ التمارين مفيدة في أغلب الأحيان، إلا أنّ الدكتور لو كلير يُشير إلى أنّ هذه العادات قد تُخفي صراعات أعمق، لا سيما إذا ارتبطت بالعزلة أو تدني تقدير الذات. ويضيف: “يمكن أن تساعد التمارين المنتظمة، والروتين المنظم، وتحديد الأهداف، في تحسين التوازن العاطفي، لكن الضغوط المجتمعية والصورة المثالية التي تُروّج لها وسائل التواصل الاجتماعي قد تدفع بعض الشباب نحو هوس غير صحي بشكل الجسد”.
وتكشف الإحصاءات أنّ واحداً من كل 4 مصابين باضطرابات الأكل هو رجل. وفي تصريح سابق لهيئة الإذاعة البريطانية، قال الدكتور ويلسون، من مؤسسة اضطراب تشوه الجسم: “نلاحظ تحوّلاً في صورة الرجل المثالي إعلامياً، من القوام النحيف إلى العضلات المفتولة، والعضلات الست”.
القلق الأكبر، بحسب الدكتور لو كلير، يظهر عندما تبدأ ممارسة التمارين بالتأثير سلباً على الحياة الاجتماعية، مثل إلغاء الخطط مع الأصدقاء من أجل تمرين إضافي، أو تتبع الوجبات بشكل مفرط. ويوضح: “في هذه الحالات، قد تُشير السلوكيات إلى وجود قلق داخلي أو اضطرابات أكل لا يُعترف بها”.
ويُضيف أنّ بعض أنماط “الأكل النظيف” المرتبطة باللياقة قد تُخفي اضطرابات مثل الأورثوركسيا، التي لا يُدركها كثير من الرجال.
ويختم قائلاً: “من المهم أن يُدرك الشباب أنّ طلب المساعدة ليس ضعفاً، بل خطوة شجاعة نحو التعافي النفسي والجسدي”.