اختراق علمي في علاج التهاب المفاصل.. ابتكار يوقف تفاقم المرض

في اكتشاف قد يغير طريقة علاج التهاب المفاصل في المستقبل، توصل باحثون في مركز “شراينرز للأطفال” في سانت لويس إلى طريقة مبتكرة يمكن أن تقلل من نوبات التهاب المفاصل وأعراضه وتمنع تقدم المرض.
يأتي هذا الاكتشاف في ظل معاناة حوالي 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة من التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل الشبابي.
الدراسة، التي نشرها الدكتور فرشيد غيلاك في دورية “نيتشر كومينيكيشتنز”، تركز على استخدام “العلاج الزمني” (Chronotherapy) لإدارة الأدوية بناء على إيقاع الجسم اليومي، والمعروف باسم الساعة البيولوجية أو الإيقاع اليومي.
يقول الدكتور غيلاك إن الجسم يعمل وفق دورة مدتها 24 ساعة، تتفاعل مع الضوء وتتحكم فيها الدماغ.
وبناءً على هذا الفهم، قام فريقه بتطوير تقنية جديدة تجمع بين البيولوجيا الاصطناعية والهندسة النسيجية، حيث ابتكروا خلايا جذعية معدلة وراثيا تعمل بالتوافق مع الساعة البيولوجية للجسم، لتطلق الأدوية المضادة للالتهابات تلقائيا في الوقت المناسب من اليوم، مما يوفر الراحة لمرضى التهاب المفاصل.
وأشارت الدكتورة لارا بفيردهيرت، المؤلفة الأولى للدراسة، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الساعة الداخلية للخلايا للتحكم في إطلاق الأدوية. وأضافت: “لقد طوّرنا خلايا ذكية تستطيع إنتاج الأدوية تلقائيا بناء على إيقاع الجسم اليومي”.
ويعاني العديد من مرضى التهاب المفاصل من أشد أعراض الألم والالتهاب في ساعات الصباح الباكر، وهو الوقت الذي لا يتم فيه عادة تناول الأدوية، لذلك، توصل الفريق إلى إنشاء “الخلايا الزمنية” (Chronogenetics) التي تطلق الأدوية تلقائيا في هذا الوقت الحرج.
ويأمل الباحثون أن يسهم هذا التطور في تغيير مسار المرض تماما، إذ يمكن أن يساهم توقيت إطلاق الأدوية المتزامن مع الإيقاع اليومي في منع تلف المفاصل الناتج عن الالتهاب. وأضاف غيلاك: “بالنسبة لأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، كلما بدأ العلاج مبكرا، كان بالإمكان تقليل الالتهاب وحماية المفاصل من التلف”.
ويعمل فريق البحث حاليا بالتعاون مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للتقدم إلى التجارب السريرية في غضون السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، مع آمال بأن يسهم هذا الابتكار في علاج العديد من الأمراض الأخرى التي تظهر سمات إيقاعية، مثل السرطان أو السكري.
والتهاب المفاصل هو مصطلح عام يشير إلى مجموعة من الحالات التي تسبب التهابات في المفاصل، مما يؤدي إلى ألم، وتورم، وتصلب، وفقدان الحركة في المفصل المتأثر. يمكن أن يصيب التهاب المفاصل أي مفصل في الجسم، ويشمل العديد من الأنواع المختلفة، وتختلف الأسباب والعلاجات بناءً على نوع التهاب المفاصل. إليك أبرز الأنواع والأسباب والعلاجات:
أنواع التهاب المفاصل:
التهاب المفاصل الروماتويدي (RA):
هو مرض مناعي ذاتي حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم، بما في ذلك المفاصل.
يؤدي إلى التهاب مزمن في المفاصل، وقد يسبب تلفًا دائمًا في الأنسجة.
عادة ما يؤثر على المفاصل الكبيرة في اليدين والمعصمين والأقدام.
التهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي):
هو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، وعادة ما يحدث بسبب التآكل التدريجي للغضروف الذي يغطي أطراف العظام في المفصل.
يسبب ألمًا وتصلبًا في المفاصل، وخاصة في الركبتين، والوركين، والظهر، واليدين.
يرتبط بالشيخوخة والتحميل الزائد على المفصل.
التهاب المفاصل النقرسي:
يحدث بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل، مما يؤدي إلى التهاب وألم شديد.
غالبًا ما يؤثر على إصبع القدم الكبير، ولكنه يمكن أن يصيب أي مفصل آخر.
التهاب المفاصل الصدفي:
نوع من التهاب المفاصل يرتبط بمرض الصدفية الجلدي.
يسبب التهابًا في المفاصل بالإضافة إلى مشكلات جلدية.
التهاب المفاصل التفاعلي:
يحدث بعد عدوى معينة في الجسم، وغالبًا ما يصيب المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والكاحلين.
يرتبط أحيانًا بعدوى بكتيرية في الجهاز التناسلي أو المعوي.
التهاب المفاصل لدى الأطفال (التهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأطفال):
نوع من التهاب المفاصل الذي يؤثر على الأطفال في سن مبكرة، وقد يتسبب في تورم المفاصل، وألم، وعجز في الحركة.
أعراض التهاب المفاصل:
ألم: في المفصل المصاب.
تورم: في المفصل، مع شعور بالحرارة.
تصلب: في المفصل، خصوصًا في الصباح أو بعد الراحة.
حدوث تشوهات: في المفاصل مع مرور الوقت (في بعض الحالات).
صعوبة في الحركة: بسبب الألم والتورم.
الأسباب:
العمر: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن.
الجينات: بعض أنواع التهاب المفاصل قد تكون موروثة.
الإصابات: الإصابات السابقة في المفاصل قد تساهم في حدوث التهاب المفاصل.
العوامل البيئية: مثل التلوث أو الإصابات المتكررة.
السمنة: الوزن الزائد يزيد من الضغط على المفاصل، خاصة الركبتين والوركين.
الأمراض المناعية: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الصدفي.
العلاج:
الأدوية:
مسكنات الألم: مثل الأيبوبروفين أو الباراسيتامول.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): لتخفيف الالتهاب.
الأدوية المعدلة للمرض (DMARDs): في حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل الميثوتركسات.
عقاقير بيولوجية: تُستخدم في بعض الحالات لتحسين استجابة الجهاز المناعي.
مراهم موضعية: لتخفيف الألم الموضعي.
العلاج الطبيعي:
يشمل تمارين لتقوية العضلات المحيطة بالمفاصل المصابة وتحسين مرونتها.
يساعد في تقليل الألم وتحسين الحركة.
الراحة:
الراحة قد تساعد في تقليل الألم والتورم، ولكن من المهم الحفاظ على الحركة أيضًا.
التحكم في الوزن:
الحفاظ على وزن صحي يقلل من الضغط على المفاصل، خصوصًا الركبتين والوركين.
الجراحة:
في الحالات المتقدمة أو عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة، قد تكون الجراحة ضرورية، مثل استبدال المفصل أو تصحيحه.
العلاج بالحرارة أو البرودة:
تطبيق الحرارة أو البرودة على المفصل يمكن أن يساعد في تخفيف الألم والالتهابات.
الوقاية:
ممارسة الرياضة بانتظام: لتقوية العضلات حول المفاصل وزيادة مرونتها.
تجنب الإصابات: من خلال ارتداء واقيات المفاصل أثناء الأنشطة الرياضية.
التغذية السليمة: تناول غذاء غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية للمفاصل مثل فيتامين D والكالسيوم.