سياسة

هل تستغل إسرائيل سفن المتضامنين لإفراغ غزة من سكانها؟


قررت إسرائيل، للمرة الأولى، السماح لقوارب المؤيدين للفلسطينيين بالوصول إلى قطاع غزة ولكن لأجل استخدامها لتهجير فلسطينيين من القطاع.

وعلى مدى سنوات منعت إسرائيل القوارب من الدخول الى المجال البحري لقطاع غزة، بل وقامت بمصادرة بعض السفن في السنوات الماضية وأعادت ركابها الأجانب إلى بلدانهم.

وقد أعلن تحالف “أسطول الحرية”، وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية العالمية، قبل 3 أشهر أنه “في عام 2025، نحن عازمون على النزول إلى البحار لكسر حصار غزة” حيث تعهدت “بمواصلة الحصول على السفن وتأمين الطاقم والمشاركين”.

ولكن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في بيان، مساء الخميس إنه: “في جلسة تقييم الوضع التي عقدها اليوم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بمشاركة رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، وهيئة الاستخبارات العسكرية، ومسؤولين كبار آخرين في مؤسسة الدفاع، ورد أنه من المتوقع وصول أساطيل احتجاجية من المتظاهرين إلى شواطئ غزة – وقد اتصل الجيش بوزير الدفاع للحصول على التعليمات”.

وأضاف البيان أن كاتس أصدر تعليماته لقوات الجيش بالسماح لقوارب الاحتجاج بالوصول إلى سواحل غزة، وإنزال المتظاهرين إلى داخل غزة، والاستيلاء على السفن ونقلها إلى ميناء أشدود (في إسرائيل) حتى يمكن استخدامها لإجلاء سكان غزة المهتمين بالإخلاء من غزة”.

وقال كاتس: “من يأتي للتظاهر على شواطئ غزة سنرسله إلى غزة ونستخدم السفن لإجلاء سكان غزة المهتمين بالإخلاء طوعا”.

ولم يتضح إذا ما كان المتضامنون الأجانب سيمضون قدما في إرسال السفن إلى شواطئ قطاع غزة بعد هذا القرار الإسرائيلي أم لا.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه في الأسابيع الأخيرة، وضعت إسرائيل خططًا للسماح للفلسطينيين بمغادرة غزة وفقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرابع من فبراير/شباط الماضي لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى وجهات لم يتم تحديدها.

إيال زامير للجنود في غزة: عليكم أن تكونوا مستعدين

من جانبه، أجرى الرئيس الجديد لأركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، الخميس، جولة ميدانية في قطاع غزة.

وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي فقد قال زامير للجنود الإسرائيليين في غزة “عليكم طيلة الوقت أن تكونوا مستعدين، وجاهزين، وعليكم طيلة الوقت التدريب”.

وأضاف: “أنتم خط دفاعنا الأول.. لديكم مسؤولية كبيرة وأنا أثق بكم، ومتأكد من أنكم ستنفذون خدمتكم على أفضل وجه، لديكم قادة ممتازون ولدينا جنود ممتازون وسنعلم كيف ننفذ كافة مهامنا على أكمل وجه”.

زامير يضع خططا لاستئناف الحرب

وعلى ذات الصعيد قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إنه “من المقرر أن يعقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير تقييماً للوضع مساء الخميس، ومن المتوقع أن يعرض خلاله خططاً لتجديد القتال على نطاق واسع في غزة”.

وأضافت في تقرير أنه “يقول مسؤولون عسكريون إن خطة زامير ستتطلب تشكيل عدة فرق لاستعادة مناطق مختلفة في أنحاء غزة، بما في ذلك المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار”.

وأشارت إلى أن مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة شككت في قدرة الجيش الإسرائيلي على تجنيد العدد الكافي من جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ مثل هذه الخطة على مدى فترة زمنية طويلة.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من المسؤولين العسكريين الذين تحدثت معهم يقولون إن الجيش يواجه صعوبات في ملء صفوف فرق الاحتياط، وقد قال العديد من جنود الاحتياط بالفعل إنهم سيواجهون صعوبات في التجنيد لعدة أشهر مرة أخرى”.

وأشارت إلى أن مسؤولين آخرين قالوا إنه في بعض ألوية الاحتياط، لم يحضر سوى 50% من المستدعين للخدمة، مما أجبر تلك الألوية على تجنيد جنود احتياطيين من وحدات أخرى داخل الجيش”.

وقالت: “بالإضافة إلى ذلك، قالت مصادر إن العديد من الضباط في قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أوضحوا أنهم يخططون لإنهاء خدمتهم وعدم الاستمرار في التطوع للعمليات القتالية في غزة، مشيرين إلى اعتقادهم بأن العودة إلى القتال تستند إلى اعتبارات سياسية، وكل ذلك في حين يعرض حياة الرهائن المحتجزين في غزة للخطر.. وهو العامل الرئيسي المحفز للتجنيد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.

وأضافت: ” يقول القادة في قوات الاحتياط إن إرهاق جنود الاحتياط وحالة المعدات سيجعل من الصعب على بعض الألوية والوحدات الدخول في القتال بنفس القدرات التي كانت عليها في بداية الحرب”.

وأردفت أنه: “يشكك البعض في الجيش أيضًا في تصريحات القادة السياسيين بأن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى القتال بكثافة لم تشهدها حماس من قبل”.

نقلت الصحيف عن مصادر مطلعة على التفاصيل قولها إن “الجيش الإسرائيلي قد يدخل القتال في غزة مرة أخرى، لكن التوقع بأنه سيعمل بشكل مختلف عما كان عليه حتى الآن مبالغ فيه.. ستكون طريقة القتال بحيث تسمح للجيش بالاستعداد للتطورات الإقليمية المحتملة، وخاصة إيران، إذا تطورت مواجهة عسكرية في الأشهر المقبلة”.

وقالت: “قبل أن يبدأ عمله كقائد للجيش الإسرائيلي، طلب زامير بعض الوقت لتقديم خطة للعودة إلى القتال، رغم أنه سيُكلف الآن بالقيام بذلك في غضون أيام.. وتطالب الحكومة زامير بتقديم خطط للسيطرة على أجزاء من غزة وإجلاء السكان إلى مناطق إنسانية”.

وأضاف “هآرتس” أنه “في هذه المرحلة، تهدف توجيهات الحكومة للجيش إلى الاستعداد لموقف حيث يُكلف الجيش الإسرائيلي بالسيطرة العملياتية على أجزاء من غزة، وبالتالي يجب على الجيش الاستعداد لإدارة الحياة المدنية لفترة طويلة”.

وأشارت إلى أنه مع ذلك، فمن غير الواضح في هذا الوقت ما إذا كان الجيش سيُكلف باستعادة أجزاء من غزة إذا استؤنف القتال، مضيفة أنه “قد تعود إسرائيل إلى القتال تدريجياً، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن”.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة كلفت الجيش، من بين أمور أخرى، بتقديم خطط لتدمير المناطق الحضرية الكبيرة في غزة وإعادة بنائها بطريقة تخدم احتياجات إسرائيل الأمنية”.

وقالت: “في هذه الحالة، سوف تضطر إسرائيل إلى تمويل مبالغ كبيرة من إعادة البناء لأن السيطرة العملياتية للجيش الإسرائيلي على غزة وحقيقة أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيصبح الكيان السيادي في المنطقة تلزم إسرائيل بدفع ثمن كل الأشياء المطلوبة بموجب القانون لتوفير الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية للسكان تحت مسؤوليتها، وفقًا للقانون الدولي”.

وأضافت أنه: “منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته لنقل السكان من غزة، انخفض عدد الأشخاص المغادرين. يعزو مسؤولو الاستخبارات هذا إلى تأثير الوطنية إلى جانب الضغط من حماس بعدم السماح لعائلات بأكملها بالمغادرة، كوسيلة للضغط على الناس للبقاء”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى