الجوع والمعاناة في اليمن.. هل يزيد القرار الأميركي الوضع سوءًا؟

يواجه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. مع تزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع بسبب تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
حيث يأتي هذا القرار في وقت يعاني فيه ملايين اليمنيين من سوء التغذية وارتفاع أسعار الغذاء. مما يزيد من الضغوط على منظمات الإغاثة التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي.
تقديم المساعدات الامريكية وتعليقها
لطالما لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في تقديم المساعدات لليمن. حيث تجاوز إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة منذ بدء النزاع 5.4 مليار دولار، وفقًا لوزارة الخارجية الأميركية.
لكن في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية وانهيار العملة المحلية. أطلقت الأمم المتحدة نداءً للمانحين لتوفير 2.47 مليار دولار لدعم الاستجابة الإنسانية لعام 2025. محذرة من أن 20 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة العاجلة حسبما أفادت وكالة رويترز في تقرير صادر لها.
وحسب التقرير فقد زاد الأمر تعقيدًا بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا. مما أثار مخاوف منظمات الإغاثة بشأن قدرتها على مواصلة أنشطتها في اليمن.
كما جاء هذا القرار بالتزامن مع إعادة إدراج جماعة الحوثي في قائمة “المنظمات الإرهابية “، وهو ما قد يؤثر على تدفق المساعدات إلى المناطق التي يسيطرون عليها.
تداعيات وقف المساعدات في جنوب اليمن
وفي جنوب اليمن، تلقت وزارة الشؤون الاجتماعية في عدن إشعارات من عشرات المنظمات الإغاثية المحلية تفيد بتقليص أنشطتها وتسريح المئات من الموظفين.
وأكد مسؤولون، أن العديد من هذه المنظمات تعمل في المناطق الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية. ما يعني أن الأزمة قد تتفاقم في تلك المناطق. ومع ارتفاع معدل الفقر إلى 78% والتضخم إلى 45%، يواجه اليمنيون تحديات غير مسبوقة في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
-
الأمم المتحدة تعلن الإمارات أكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني
-
اليمن.. أكثر من ألف امرأة يمنية بينهن قاصرات يقبعن في معتقلات الحوثي
تأثير وقف المساعدات على اليمن
يرى الإعلامي والباحث السياسي اليمني مرزوق الصيادي. أن وقف المساعدات الإنسانية لن يقتصر تأثيره على الفئات المستفيدة فحسب، بل سيمتد ليشمل العاملين في المجال الإنساني. مما يفاقم الأزمة الاقتصادية ويزيد من معاناة الشعب اليمني المستمرة.
ويؤكد الصيادي، أن تراجع الدعم الإنساني يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد الكلي تدهورًا متسارعًا، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم العجز المالي وارتفاع معدلات الفقر بشكل خطير.
وأوضح الصيادي، ان المساعدات الدولية كانت تمثل طوق نجاة لملايين اليمنيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، والحد من هذا الدعم يعني المزيد من الجوع والمرض والتشرد.
من جانبه، أشار الباحث السياسي اليمني محمد جميح، أن اليمنيين يواجهون مستقبلًا مجهولًا في ظل هذه التطورات. حيث يتراجع الدعم الدولي في وقت ما تزال فيه الحرب مستمرة، ما يدفع البلاد أكثر نحو حافة المجاعة.
وأكد جميح أن غياب الدعم الإنساني يزيد من تعقيد الأزمة. خاصة في ظل انهيار البنية التحتية وغياب الحلول السياسية التي يمكن أن تخفف من معاناة المواطنين.