تراجع نفوذ حزب الله يسهم في تذليل العقبات أمام حل الأزمة السياسية في لبنان
ذلّل تراجع نفوذ إيران وحلفائها في المنطقة لا سيما حزب الله عقبات انتخاب رئيس قويّ للبنان يتمتّع بدعم المجتمع الدولي، بعد أكثر من عامين من الفراغ، كما يرى محللون.
-
حملة إسرائيلية بالعقوبات لعرقلة التبرعات الداعمة لحزب الله
-
85 ألف قطعة: إسرائيل تعلن مصادرة كنز لوجيستي لحزب الله
وأكّد رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد جوزيف عون الذي كان قائدا للجيش، إثر انتخابه الخميس في البرلمان بدء مرحلة جديدة للبنان، ما أحيى الآمال في تحقيق توازن في السياسة الخارجية للبلد الذي يخرج من حرب دامية بين حزب الله حليف إيران وإسرائيل.
وبقي لبنان الذي اعتاد التدخلات الأجنبية في انتخاباته الرئاسية، من دون رئيس منذ أواخر العام 2022، حين اتُهم حزب الله النافذ والذي يتمتّع بقوّة عسكرية لا يستهان بها، من قبل معارضيه بعرقلة التصويت لعجزه عن فرض مرشحه.
لكن الحزب تلقّى ضربة قاسية في مواجهته مع إسرائيل التي استمرّت سنة تقريبا على خلفية الحرب بين حركة حماس والدولة العبرية في قطاع غزة، وخرج منها ضعيفا قبل أن يخسر حليفا استراتيجيا مع سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مطلع ديسمبر/كانون.
-
حزب الله 2024: من مركز القوة إلى عزلة متزايدة
-
إسرائيل تتوعد قادة الحوثيين بمصير مشابه لقادة حزب الله وحماس
وتحوّلت المواجهة المحدودة بين حزب الله واسرائيل إلى حرب مفتوحة في سبتمبر/أيلول 2024، قتلت خلالها اسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله وعددا كبيرا من قياداته العسكرية، قبل أن تنتهي باتفاق وقف إطلاق نار في نوفمبر/تشرين الثاني.
ويعتبر هلال خشان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت أن الهزيمة السياسية لحزب الله تأتي بعد الهزيمة العسكرية المدمّرة في مواجهته مع إسرائيل”.
وترى من جهتها لينا خطيب المحللة في معهد “شاتام هاوس” أن “هذه المرة الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية (في العام 1990)، التي ينتخب فيها رئيس لبناني دون موافقة مسبقة من إيران ونظام بشار الأسد المخلوع”.
-
إسرائيل تصعّد ضد حزب الله: هجمات على طرق الإمداد وتوقعات في سوريا
-
تقرير أميركي يكشف استعدادات حزب الله لاستعادة قدراته العسكرية
وتضيف خطيب أن “قبول حزب الله بانتخاب جوزيف عون يعني أنه لم يعد يملي الأجندة السياسية للبنان” وتشرح أن هذا الانعطاف هو “نتيجة مباشرة للمتغيرات الجيوسياسية على النطاق الأوسع في الشرق الأوسط، أي انتهاء نفوذ إيران في المنطقة”.
ويحظى عون الذي يُعرف بحياديته ونزاهته، بدعم خمس دول تعاونت في حلّ الأزمة الرئاسية اللبنانية وهي الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والسعودية ومصر.
ويشير مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن “دور الخماسية كان حاسما. دعم السعودية على وجه الخصوص في اللحظة الأخيرة كان عاملا حاسما بشكل خاص”.
“الهزيمة السياسية لحزب الله تأتي بعد الهزيمة العسكرية المدمّرة في مواجهته مع إسرائيل”.
وتعهّد الرئيس الجديد باعتماد “سياسة الحياد الإيجابي”، بعيدا عن سياسة المحاور الإقليمية وبناء أفضل العلاقات مع الدول العربية. كما وعد بالعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح، ما يفتح المجال لمحادثات شائكة مع حزب الله حول نزع السلاح.
وحزب الله هو القوّة الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد نهاية الحرب الأهلية في لبنان في العام 1990، بحجة مقاومة اسرائيل.
-
حزب الله يكشف لأول مرة تفاصيل تشييع جنازة نصر الله: المكان والتوقيت المحدد
-
لعبة الظلال: كيف تغلغلت إسرائيل في قلب حزب الله قبل اغتيال حسن نصرالله؟
وحتى اللحظة الأخيرة، كان حزب الله وحليفته حركة أمل، متردّدين في انتخاب عون. وصوّت نوابهم الثلاثون بورقة بيضاء في الجولة الأولى من جلسة الانتخاب صباح الخميس، ما لم يسمح لقائد الجيش اللبناني بالحصول على الأغلبية التي تخوّله الفوز من المحاولة الأولى.
وأكّد مصدر مقرّب من الطرفين، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن الطرفين حصلا على ضمانات بعد لقاء بين ممثلين عنهما وعون بين الجولتين الانتخابيتين الخميس يضاف ذلك إلى اجتماع “قبل الجلسة بساعتين” مع الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.
ويشير المصدر إلى أن الثنائي الشيعي طلب “أن تتعهد السعودية بموضوع إعادة الإعمار، كما اتفقا مع رئيس الجمهورية ومع الرياض أن تبقى وزارة المالية مع الطائفة الشيعية”، بالإضافة إلى تثبيت وقف اطلاق النار واسم قائد الجيش الجديد، وحصلوا على “تعهدات”. وسمح ذلك بانتخاب عون بغالبية واسعة في الجولة الثانية بعد الظهر.
ويعتقد محللون أن الدور الرئيسي الذي لعبه الجيش في تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، كان عاملا حاسما في صعود عون إلى الرئاسة.
ويقول هلال خشان “لم يعد أمام حزب الله خيار سوى التحول إلى حزب سياسي… والرئيس المنبثق من الجيش وحده قادر على نزع سلاح حزب الله، خاصة بعد أن دمرت إسرائيل أكثر من 80 بالمئة من معداته العسكرية”.