سياسة

5 قضايا رئيسية في مفاوضات هدنة غزة والمفتاح بيد نتنياهو


هل يريد بنيامين نتنياهو اتفاقا لوقف حرب غزة أم لا؟ تساؤل احتار المسؤولون والمحللون الإسرائيليون في الإجابة عنه، خاصة بعد إشارات متضاربة يرسلها رئيس الوزراء.

فرغم ضغوطات الشارع الإسرائيلي والمعارضة والإدارة الأمريكية عليه، إضافة إلى الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية الذين لم يخفوا دعمهم للاتفاق، ساد التشكيك في نوايا نتنياهو، ولم يكن بإمكان أي مسؤول أو محلل حسم جواب ما إذا كان نتنياهو سيمضي قدما بالاتفاق أم لا؟ لا سيما أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لا يخفيان معارضتهما للاتفاق.

ولخص المعلق الإسرائيلي البارز آفي إيسسخاروف الموقف في تعليق على منصة «إكس» (تويتر سابقا)، قائلا «أراهن وأعتذر عن التشاؤم، لكن يجب علينا جميعًا أن نكون واقعيين: لن يتم التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب».

وأضاف: «لقد أوضح لي شخص مطلع على تفاصيل المحادثات والاتصالات الليلة الماضية أن بيبي (نتنياهو) لن يسمح بحدوث ذلك، سيرسل أشخاصا ليُظهروا أنه يعمل ويفعل، وبعد ذلك سيعرف كيفية ثقبه، وقد يكلفه ذلك غضباً شعبياً، لكنه لن يكلفه الإطاحة بحكومته».

وتتجه الأنظار إلى المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، التي من المتوقع أن تبدأ خلال اليومين القادمين، وستستمر عدة أسابيع، حسب التوقعات.

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المفاوضات بشأن صفقة الرهائن «مستمرة في إحراز تقدم»، مشيرة نقلا عن مصدر إسرائيلي إلى أنه «من المتوقع أن تستمر المفاوضات مع حماس ثلاثة أسابيع على الأقل قبل البدء بتنفيذ الصفقة».

5 محاور

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن هناك 5 محاور ستركز عليها المفاوضات، وهي:

  • محتوى ملموس للاتفاق الذي يتم بلورته الآن.
  • إيجاد صيغة مقبولة على الطرفين لمبادلة السجناء الفلسطينيين برهائن إسرائيليين.
  • تحديد هويات السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وحق إسرائيل في الاعتراض على بعض السجناء الذين ترفض إطلاق سراحهم.
  • تحرك الجيش الإسرائيلي وانسحابه من المراكز السكانية بموجب الاتفاق.

تحفظات إسرائيلية

لكن الصحيفة كشفت النقاب أن رئيس «الموساد» الإسرائيلي دافيد بارنياع قدم خلال زيارته إلى الدوحة يوم الجمعة «قائمة بالتحفظات الإسرائيلية الجديدة بشأن التعليقات التي أضافتها حماس إلى خطة جو بايدن».

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل قوله، إن إسرائيل قدمت «موقفا صارما»، مضيفة: «حذر مصدر آخر من أن المطالب الإسرائيلية الجديدة من المتوقع أن تؤخر استكمال المفاوضات، وأنه ليس من الواضح ما إذا كانت حماس ستقبل بهذه المطالب الجديدة».

وقال مصدر مطلع على التفاصيل: «لقد وافقت حماس بالفعل على الموقف الأخير الذي قدمته إسرائيل. لكن في اجتماع الجمعة، قدمت تل أبيب بعض النقاط الجديدة التي تطالب حماس بقبولها».

ووفقا لأحد المصادر، فإن إسرائيل أوضحت أنها ستعارض الصياغة التي من شأنها فرض وقف إطلاق النار على الأرض، سواء في أثناء المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة أو بعد ذلك.

وبحسب المصدر، فإنه «على الرغم من أن الأطراف المعنية أبقت على تفاؤل حذر، فإنها وجدت صعوبة في تقييم فرص النجاح».

وقال مكتب رئيس الوزراء إنه لا تزال هناك فجوات بين مواقف الجانبين، مضيفا «تواصل حماس إرسال الرسائل التي تشير إلى التزامها بالعملية، وبذلك أكدت المنظمة، السبت، تراجعها عن مطلبها بأن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار قبل التوقيع على الاتفاق».

لكنها استدركت: «تشكك شخصيات سياسية في إسرائيل، بما في ذلك كبار أعضاء الليكود، في قدرة نتنياهو على تحقيق صفقة الرهائن المطروحة الآن على الطاولة».

ضغوط حكومية

وقالت: «يقولون إن الضغوط التي يمارسها الوزيران من أقصى اليمين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير ضد الصفقة كبيرة، وأنهم يجدون صعوبة في تصور نتنياهو يتعارض مع موقفهم عندما يكون تفكيك حكومته على المحك».

وأضافت: «بما أن إسرائيل وحماس لم تتوصلا بعد إلى تفاهم، وأن المفاوضات ستستمر في الأسبوع المقبل، فإن نتنياهو لم يقم بعد بتسوية هذه القضية مع سموتريتش وبن غفير».

وتابعت: «يقدر العديد من كبار المسؤولين في الليكود أن نتنياهو قام بتنسيق تحركاته مع سموتريش، وأطلعه على التفاصيل الحساسة للمفاوضات خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية. إذا نجحت المحادثات فسوف يحتاج نتنياهو إلى معرفة ما إذا كانت تهديدات شركائه جدية أم لا».

وكان حزبا «شاس» و«يهدوت هتوراه» أعلنا دعمهما للاتفاق.

بدوره، أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن الأغلبية المطلقة من الشعب الإسرائيلي تؤيد الاتفاق، مضيفًا: «التزامنا بإعادة المختطفين هو التزام مطلق وأسمى. ولا ننساهم ولو للحظة واحدة. وشعب إسرائيل لا ينساهم ولو للحظة واحدة. في كل بيت وعائلة، في كل كنيس، في كل جماعة، في كل مناسبة عامة وخاصة، نسمع من جميع الجهات الاهتمام بالمختطفين، والصلاة والصرخة من أجل عودتهم السريعة إلى ديارهم».

وأضاف هرتسذوغ «الأمة بأكملها تريد عودتهم، والأغلبية المطلقة تؤيد صفقة الرهائن، وواجب الدولة إعادتهم وهو في صلب الإجماع».

موقف المعارضة

وأعلن زعيم حزب «معسكر الدولة» المعارض بيني غانتس إنه أبلغ نتنياهو بأن حزبه سيدعم الاتفاق في الكنيست، وسبق لزعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد أن أعلن في أكثر من مناسبة في الأسابيع الماضية أن حزبه سيدعم الاتفاق.

وقال لابيد على منصة «إكس» (تويتر سابقا): «علينا أن نعقد صفقة الآن، ومن تركهم منذ 9 أشهر يجب أن يعيدهم جميعا الآن».

ويتوقع أن يدعم حزب «العمل» الإسرائيلي المعارض أيضا في «الكنيست»، فيما لا يتوقع أن يعارضه النواب العرب.

وحذر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت في حديث للقناة 12 الإسرائيلية من أن «نتنياهو سينسف الصفقة بعد كلمته في الكونغرس» يوم 24 من يوليو/تموز الجاري.

وأضاف أن نتنياهو «سيجر هذا الموضوع لأنه لا يريده أن ينفجر عشية خطابه أمام مجلسي الكونغرس، بعد ذلك أخشى أن تنفجر الصفقة لأن نتنياهو يعتقد أنه يستطيع مواصلة هذه الحرب دون دفع الثمن السياسي الذي يريد تجنبه».

وتابع أولمرت «يجب بذل كل جهد ممكن للإطاحة بالحكومة، الحرب لن تنتهي دون انتخابات»، متوقعا «إجراء انتخابات بحلول نهاية العام، وبمجرد سقوط رئيس الوزراء هذا (نتنياهو)، سيكون من الممكن إعادة إسرائيل إلى التعقل والمسؤولية وإعادة التأهيل».

يوم التشويش

وتصعد عائلات الرهائن الإسرائيليين من فعالياتها للضغط على حكومة نتنياهو للتوقيع على الاتفاق.

ومنذ ساعات صباح يوم الأحد تم تنفيذ العديد من الفعاليات في أنحاء إسرائيل ضمن «يوم التشويش» الذي أعلنته حركات الاحتجاج المطالِبة بحل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات وتوقيع اتفاق، وأغلق المتظاهرون العديد من الشوارع ورفعوا شعارات تطالب بإبرام صفقة تبادل على الفور.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عددا من المتظاهرين بتهمة إغلاق شوارع.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى