سياسة

23 عاماً على أحداث 11 سبتمبر: كيف غيّرت الهجمات وجه العالم


“11 سبتمبر” تاريخ لم يكن مرشحا لشيء جلل قبل عام 2001، حين غيرت هجمات إرهابية ضربت الولايات المتحدة، وجه العالم، سياسيا وأمنيا.

وقبل 23 عاما، عاش الأمريكيون صدمة مرعبة إثر ارتطام طائرتي ركاب بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كأول هجوم على الأراضي الأمريكية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر قبل 60 عاما.

ماذا حدث؟

وفي 11 سبتمبر/ أيلول 2001، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين على أربع طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها لضرب مبانٍ بارزة في نيويورك وواشنطن.

إذ ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما ضربت طائرة ثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن. أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل بولاية بنسلفانيا، وتعتقد السلطات أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول، مقر مجلسي النواب والشيوخ (الكونغرس)، في واشنطن العاصمة.

وأودت الهجمات بحياة نحو ثلاثة آلاف شخص، وتعرض نحو 400 ألف شخص لسحابة غبار مسرطنة، أغلبهم من رجال الإطفاء والشرطة الذين عملوا لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناجين.

حرب الـ23 عاما

عقب الهجوم، دشنت الولايات المتحدة حملة دولية للقضاء على تنظيم “القاعدة” ومواجهة الدول التي توفر ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية، بعد أن تبنى التنظيم هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وهي حرب صاغت السياسة الأمريكية حتى يومنا هذا. 

إذ أدت حرب العراق التي خاضتها واشنطن بعد عامين من الهجمات الإرهابية، إلى إحداث فراغ سياسيا وأمنيا كبيرا في بغداد، قاد في النهاية لصعود تنظيم أكثر عنفا من القاعدة، هو تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق في 2014 وأعلن خلافة. 

وبذلك؛ وجدت الولايات المتحدة نفسها في حرب مستمرة ضد الإرهاب بدأت في أفغانستان قبل 23 عاما، وقادتها إلى العراق وسوريا في السنوات الماضية.

وعلى مدار ٢٣ عاما، تغيرت استراتيجية أمريكا من الحرب المباشرة والتواجد المكثف على الأرض لمكافحة الإرهاب، إلى الضربات الموجهة بالمسيرات والهجمات الخاطفة، وقطف رؤوس وقادة التنظيمات الإرهابية، وهي آلية أثبتت نجاحا بعد تحييد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري من تنظيم القاعدة، والعديد من قاعدة “داعش“، في مقدمتهم أبو بكر البغدادي. 

تقييد السفر

هجمات 11 سبتمبر/أيلول لم تحمل فقط تبعات سياسية وأمنية، بل أيضا ضيقت على المدنيين وخاصة المسافرين. 

وقبل الهجمات، كان السفر أكثر بساطة ويستغرق وقتاً أقل. كانت الإجراءات الأمنية سريعة، وتديرها شركات خاصة في الولايات المتحدة تعاقدت معها المطارات المحلية. لم يكن هناك تدقيق مشدّد في هويات المسافرين؛ إذ كانوا يمرون فقط عبر أجهزة الكشف عن المعادن، وكان بإمكان أصدقاء وعائلات المسافرين مرافقتهم حتى بوابة الطائرة لوداعهم. 

وفي دول الاتحاد الأوروبي، لم تكن هناك إجراءات أمنية موحدة، بل كانت كل دولة تقرر على حدة الإجراءات التي تُطبّق في مطاراتها.

إلا أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والمحاولات اللاحقة لشن هجمات أخرى تم إحباطها، أجبرت الدول على استحداث إجراءات أمنية تطورت على مراحل خلال العقدين الماضيين. 

وكانت هذه الإجراءات ضرورية لوقف خطر الهجمات القاتلة في مجال الطيران، لكنها أدت في المقابل إلى تداعيات سلبية، أبرزها تراجع مستوى الخصوصية وساعات طويلة من التفتيش والانتظار في المطارات، وفي بعض الأحيان تفاوت مستوى التفتيش حسب جنسية المسافر، وفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى