سياسة

هل يفوز نجل القذافي برئاسة ليبيا؟

يحيى التليدي


بعد اختفاء طويل، قدّم سيف الإسلام القذافي، نجل حاكم ليبيا الراحل معمّر القذافي، أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية بمقر مفوضية الانتخابات في جنوب ليبيا.

وظهر “سيف الإسلام” بلحية رمادية، مرتدياً ملابس تشبه آخر ملابس أطل بها والده في آخر خطاباته كحاكم، “عمامة وعباءة بنية”، واكتفى بترديد آيات قرآنية، دون أن يلقي أي كلمة كما كان متوقعاً.

إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي كان خطوة مهمة في اتجاه المصالحة الوطنية الليبية، وتعد شجاعة من البرلمان الليبي أن يصدر قانون العفو العام، وذلك ما مكّن “القذافي الابن” من تقديم أوراقه للترشح للانتخابات الرئاسية، وإنْ كانت لا تزال هناك شكوك قانونية تحيط بترشحه، خصوصاً مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، التي أعلن  فادي العبد الله، الناطق باسم المحكمة، أن “أمر القبض على سيف القذافي ما زال سارياً”.

إعلان نجل القذافي الترشح للانتخابات الرئاسية أحدث دويا هائلا في الشارع الليبي، وسط ترحيب البعض وامتعاض آخرين، إلا أن قانونية الخطوة باتت مثار جدل.

يحدث هذا فيما يعمل “الإخوان” بقوة لعرقلة إجراء الانتخابات في ليبيا ورفض نتائجها إذا ما أقيمت وأدت إلى نجاح أي طرف لا يريدونه، إذ يريدون قانون انتخابات إقصائيا للغير، مفصلاً على مقاس أعضاء جماعتهم فقط كعادتهم.

فهل ينجح نجل القذافي في استغلال الموقف ويستعيد الحالة الليبية ما قبل عام 2011؟ 

لا إجابة حاسمة عن هذا السؤال حاليا، فطريق نجل القذافي إلى رئاسة ليبيا محفوف بكثير من التحديات والإشكاليات والحسابات الداخلية والخارجية المقعدة، نتيجة تشابك أطراف كثيرة وتناقض مواقفها حول ملف ليبيا.

الأكيد أن سيف الإسلام القذافي ليس كأبيه، ولا الظروف الآن كما كانت قبل 2011، فقد كان ظهوره في سنوات الحكم الأخيرة لـ”القذافي الأب”، لكن الابن لم يكن في موضع سلطة حينها ليتم الحكم عليه بشكل واضح. 

كل ما يشغل الليبيين حاليا خشيتهم من أن يستفيقوا يوماً فلا يجدوا وطنا ينتمون إليه، بعد تجربة عقد من حكم جماعة الإخوان، التي حوّلت ليبيا إلى دولة ممزقة، وهنا يأتي دور المجتمع الدولي ليتصدى لمثل هؤلاء الذين يحاولون عرقلة الانتخابات الليبية، التي تمثل الأمل الباقي لشعب ليبيا كي يخرج من أزمته الممتدة، كما وجب على المجتمع الدولي التصدي أيضا لاختلاق الإخوان حججا أو إعلائهم نبرة التهديد بعدم قانونية الانتخابات، وهم في هذا كله إنما يدركون أن نصيبهم من الفوز في أي انتخابات ليبية بات صفريا. 

الوضع الليبي الحالي يمثل اختبارا للمجتمع الدولي حول مدى جديته في دعم إجراء الانتخابات الليبية في موعدها والاعتراف بنتائجها من جميع الأطراف دون تسليم لأي من تهديدات الإخوان ومرتزقتهم.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى