سياسة

هل يؤدي غياب المرشد إلى مزيد من تشرذم الجماعة المنقسمة؟


غاب المرشد فانقسمت جماعة الإخوان إلى عدد من الجبهات المختلفة يدعي كل منهم أنه الأحق بالقيادة.

فبعد سجن محمد بديع آخر مرشد لجماعة الإخوان، حاول كل من محمود حسين “جبهة إسطنبول”، وإبراهيم منير  “جبهة لندن”، والكماليون تنصيب نفسه مرشدا جديدا، إلا أن ذلك أدى إلى مزيد من الانقسام في الجماعة المشتتة بحسب خبراء الإسلام السياسي.

وأوضح الخبراء أن “غياب المرشد ضرب الجماعة بمرض الانقسام الذي بدوره سيؤدي إلى تفتتها إلى جماعات صغيرة”.

مزيد من الانقسام

يرى الكاتب الصحفي هشام النجار، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن “غياب المرشد سيؤدي إلى مزيد من انقسام الجماعة المنقسمة”.

ويضيف النجار أنه “تاريخيا ومن منطلق حركي، ثبت أنه في ظل غياب القيادة الموحدة تكثر الانشقاقات وتتولد الأجنحة الأكثر عنفا التي تجد المجال ملائما لتعمل وتتحرك بشكل مستقل”.

وأكمل أنه “خلال فترات سابقة غاب فيها المرشد كالفترة التي أعقبت مقتل حسن البنا انقسمت الجماعة وكادت تنهار قبل أن تتوافق على تولية حسن الهضيبي ويلم شتاتها ويوحد قرارها ويحافظ نسبيا على وحدتها، وإن كانت في الحقيقة موزعة بين نفوذ أجنحة داخلية كنفوذ جناح سيد قطب ومجموعة 65”.

وأشار إلى أنه “حاليا الوضع مشابه قليلا مع اختلاف في التفاصيل وتعدد أجنحة الصراع ووضع الجماعة المعقد بالنظر لحجم المأزق والأزمة كما أن الجماعة غير مسموح لها بالنشاط والعمل في مصر، ومضيق عليها بالدول العربية، ووجودها في أوروبا وأمريكا لم يعد كما كان بالماضي ما يغذي الانقسام والتشرذم بجانب العامل الخاص الرئيس وهو الافتقار لقيادة موحدة”.

خيال المآتة

ويتفق مع النجار، عضو الإخوان المنشق إسلام الكتاتني والباحث في حركات الإسلام السياسي، حول أن “غياب المرشد سيزيد الجماعة المنقسمة إلى أكثر من 3 وهي جبهات لندن وإسطنبول والكماليون”.

وتابع الكتاتني أن “الجماعة ستظل مفتتة بسبب غياب القيادات الحقيقية والشرعية في السجون، وعدم معرفة مصيرهم خاصة في ظل عدم حصولهم على أحكام نهائية”.

ولفت إلى أن “النظام الحالي يؤثر على مصيرهم واستمرار تشتتهم في العديد من الدول”. متابعا: “كما تؤثر العزلة الشعبية وعدم نجاحهم في الحصول على تعاطف شعبي، خاصة في ظل المحاولات المتواصلة للعب على مشاعر المصريين بالأزمة الاقتصادية واستمرار الرفض لعودتها لمصر مرة أخرى”.

وأكمل: “رغم وجود تفاؤل برئاسة صلاح عبد الحق مهمة القائم بأعمال المرشد بجبهة لندن، ولكن لم يحدث ذلك بسبب أنه ألعوبة في يد كل من محمود الإبياري ومحمد البحيري”، لافتا إلى أنه “تكرار لمشهد محمود حسين ومصطفى طلبة وقبلهم محمد بديع وخيرت الشاطر”.

3 مرشدين

الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب، أحمد سلطان، أكد هو الأخر أنّه “لا أفق لإنهاء الانقسام الهيكلي المتجذر في صفوف الجماعة مع جبهتين مختلفتين وتيارات عدة لكلّ منها قناعات خاصة، كخطّي قطار في اتجاهين مختلفين، لن يلتقيا أبداً، وإذا التقيا، فإنّ هذا الصدام سيكون عنيفاً ومميتا”.

ويضيف سلطان أنه “رغم انضمام أسرة صلاح عبد الحق إليه في لندن للإعلان عن تنصيبه رسمياً، إلا أنه رغم ذلك فإن الأزمة هي في وجود 3 مرشدين أحدهم في السجن و2 قائمين بأعماله”.

وشدد على أن “غياب المرشد سيدعو لمزيد من الانقسام في ظل تأكيد كلا الجبهتين أنه الأحق”، لافتا إلى أن “الجماعة أصبحت في الواقع جماعات متعددة وليست واحدة كما أن الخلاف تخطي مجموعة مصر ودخل التنظيم الدولي أيضا بانقسامة إلى 2”.

وأشار إلى أن “الجماعة أصبحت في وضع غير مسبوق، فلأول مرة يتعدد المرشدين وتصبح عاجزة عن الحفاظ على وحدتها وتماسكها في الوقت الحالي”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى