مجتمع

هل هناك مقعد أكثر أمانًا على متن الطائرة؟


تركت سلسلة الحوادث الأخيرة في طائرات بوينغ، من اشتعال النيران فيها إلى فقدانها إحدى عجلاتها أثناء الإقلاع، أو حدوث ثقب في منتصف الرحلة، سمعة سيئة للطيران، وجعلت عددًا لا يحصى من الركاب يفكر في حجز المقاعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة، والابتعاد عن تلك الأكثر خطورة.

ورغم كل الذعر، من المهم أن نتذكر أن السفر بالطائرة آمن بشكل ملحوظ بالمقارنة مع أي وسيلة أخرى تقريبًا، إذ إن حوادث تحطم الطائرات قليلة جدًا.

الجزء الخلفي من الطائرة

لطالما كانت الحكمة السائدة هي أن الجزء الخلفي من الطائرة هو المكان الأكثر أمانًا للجلوس. ووجدت إحصائيات عديدة أن عددًا أقل من الأشخاص الذين كانوا يجلسون في الخلف ماتوا في حوادث الطائرات، لكن المشكلة هي أن هذه النتائج تأتي من بيانات غير كاملة إلى حد ما، ولا يتم دائمًا تضمين مواقع مقاعد الضحايا في تقارير الحوادث، لذلك لا يمكن للبيانات أن ترسم صورة كاملة عن المناطق الأكثر أمانًا.

إلا أن المرجح هو أن هذه النتائج تعتمد بشكل كامل على الفيزياء الأساسية التي تلتزم بها الطائرات؛ فالجزء الأمامي منها غالبًا ما يكون المكان الأكثر جاذبية للجلوس؛ لأنه بعيد عن المحرك والضوضاء، إلا أن هذه المنطقة تعتبر شديدة الضعف.

ورغم أن الجزء الخلفي قد ينفصل عن الطائرة في حال وقوع حادث كارثي، إلا أنه من المرجح أن يظل سليمًا أكثر من الأجزاء الأمامية والمتوسطة التي لا تزال متصلة بالمحركات. فالكثير من تلك الطاقة الحركية يذهب إلى الجزء الأمامي من الطائرة، ويترك الجزء الخلفي سليمًا أثناء الحوادث.

الجزء الأوسط

يتمتع الجزء الأوسط من الطائرة بالكثير من المزايا في حال حدوث رحلة فيها الكثير من المطبات الهوائية؛ لأن النقطة التي يلتقي فيها الجناحان تكون أكثر استقرارًا وتعمل كمركز ثقل للطائرة؛ ما يجعلها أقل ميلاً للتأرجح.

في حين أن الوسط قد يكون أفضل للاضطرابات، إلا أنه ليس بالضرورة مثاليًا للمواقف الكارثية، خاصة أنه المكان الذي توجد فيه خلايا الوقود؛ ما يعني أنه في حالة نشوب حريق، ستكون جالساً على الخزان مباشرة.

لكن من بين فوائد الجلوس في وسط الطائرة هو سهولة الوصول إلى مخارج الطوارئ، فكلما اقتربت من هذه المخارج، زادت فرصك في النجاة بعد الاصطدام.

اختيار المقعد

الجلوس في جهة الممر يجعلك أقرب إلى أي مخرج قد تحتاج إلى التوجه إليه في حال الطوارئ، ولكنه يجعلك أيضًا أكثر عرضة للتعثر بسبب سقوط الأمتعة أو الحطام الذي يندفع أسفل الممر. أما الجلوس بجانب النافذة فيسمح لك برؤية ما يحدث في الخارج؛ ما يمنحك ميزة ظرفية، لكنه يتركك معلقًا وتنتظر حتى يخرج الأشخاص الآخرون في صفك أولاً.

ويمنحك مقعد المنتصف درعين بشريين على جانبيك لتخفيف أي ضربات محتملة، لكن المقعد الأوسط غير مريح وخيار لا يحظى بشعبية كبيرة.

 

اتباع تعليمات أفراد الطاقم

على أي حال، تحرص إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية بشدة على الإشارة إلى أنه لا يوجد أي قسم من الطائرة أكثر أو أقل أمانًا من الآخر، بل أهم ما يمكن أن يفعله الركاب من أجل سلامتهم على أي رحلة هو اتباع جميع تعليمات أفراد الطاقم. ولكن هل من المحتمل أن يكون هناك مكان أفضل للجلوس عند وقوع حوادث معينة؟

سيعتمد ذلك دائمًا على المتغيرات التي لا يمكنك التحكم فيها؛ إذ تختلف كل حالة طوارئ في حوادث الطيران عن سواها؛ ما يؤثر على المقاعد المختلفة أكثر من غيرها في كل مرة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى