سياسة

هل تمتلك حركة حماس أسلحة تكنولوجية؟


هل تمتلك حركة حماس أسلحة تكنولوجية متطورة لم تشهرها بعد بالحرب الجارية في غزة؟ سؤال يطرح نفسه في ظل عملية إسرائيلية برية محتملة.

ويعتقد خبراء يدرسون القدرات العسكرية للحركة الفلسطينية مثل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري على إسرائيل، أن حماس ستكشف عن مفاجأة قاتلة.

وبحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، شوهدت معظم الأسلحة التي سبق أن استخدمتها “حماس” في هجوم “طوفان الأقصى“، من قبل.

لكن الخبراء يخشون من احتفاظ الحركة بترسانة احتياطية أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، مفضلة نشر هذه الأسلحة ردا على هجوم بري إسرائيلي كان قادتها يعلمون أنه قادم دون شك.

“قدرات لم نرها”

وفي هذا الإطار، يقول فابيان هينز، خبير الصواريخ ومحلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا: “من المرجح جدًا أن حماس تمتلك قدرات لم نرها بعد، ولكن قد نراها لاحقًا”.

ويضيف أنه “في حال اتبعت حماس نفس قواعد اللعبة التي اتبعها حزب الله في قتاله مع إسرائيل عام 2006، فقد تغري القوات الإسرائيلية بغزو بري ثم تشن ضربات غير متوقعة، ربما ضد أهداف بعيدة عن خط المواجهة”.

ويعتقد هينز وآخرون أن حماس تمتلك أسلحة متقدمة مثل غواصات مسيّرة أو صاروخ كبير مزود بنظام استهداف دقيق، ما قد يسمح للحركة بتنفيذ ضربات دقيقة على البنية التحتية الحيوية أو القواعد العسكرية على بعد عدة كيلومترات من مواقع الإطلاق.

وتشير تقارير أيضًا إلى أن صانعي أسلحة حماس حصلوا على تكنولوجيا لمجموعة من الأسلحة الجديدة، بدءًا من الألغام القوية والقنابل المزروعة على الطرق وحتى الذخائر الموجهة بدقة. وقد تم تطوير بعضها من قبل مهندسين خارج غزة، وفي معظم الحالات بمساعدة فنية من إيران.

وأعلنت حماس أنها استخدمت 35 طائرة بدون طيار ذاتية التفجير – جميعها تعتمد على تصميمات الأسلحة المبكرة للمهندس محمد الزواري، الذي اغتيل بوقت سابق في تونس، في عملية طوفان الأقصى.

إمدادات

ووفقا للصحيفة الأمريكية، “زودت إيران حماس وحركة الجهاد على مدى سنوات بنماذج أولية للصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار التي تستخدمها”.

كما ساعدت إيران، حزب الله في نشر عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، والعديد منها مجهز بأنظمة توجيه تسمح له بضرب أهداف بعيدة بدقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن “أسلحة مماثلة مليشيات الحوثي باليمن في استهداف مصافي النفط والمطارات المدنية في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة”.

وباستخدام التكنولوجيا الإيرانية، قامت حماس ببناء مصانع تحت الأرض قادرة على إنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار بكميات كبيرة.

ويقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن المكونات الرئيسية، مثل المتفجرات والدوائر الإلكترونية، يتم تهريبها إلى القطاع عبر الأنفاق أو يتم إسقاطها قبالة ساحل غزة عن طريق القوارب.

وتشير الصحيفة إلى أن بناء غواصات مسيرة يشكل تحديا أكبر، لكن حماس أظهرت قدرتها على القيام بهذه المهمة من الناحية التكنولوجية. ووضع التصميم الأساسي منذ سنوات من قبل الزواري، لبناء النموذج الأولي.

تدابير إضافية

يبدو أن احتمال عبور غواصات مسيرة عبر المياه الساحلية لتفجير الموانئ والسفن الإسرائيلية، أخاف المسؤولين الإسرائيليين ودفعهم إلى اتخاذ تدابير إضافية.

وأثبت اكتشاف القوات الإسرائيلية غواصة مسيرة تابع لحماس عام 2021 أن العمل في المشروع ماض في طريقه. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغواصة التي دمرتها طائرة حربية إسرائيلية أثناء إطلاقها من شاطئ غزة كانت قادرة على حمل حوالي 66 رطلاً من المتفجرات شديدة الانفجار.

ومثل تلك الاكتشافات قوضت الاعتقاد السائد بين بعض الإسرائيليين بأن التكنولوجيا المتفوقة مصدر أمن لهم.

وتشير التحقيقات المبكرة حول إخفاقات الاستخبارات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى أن الإسرائيليين كانوا يركنون إلى شعور زائف بالأمن بسبب اعتقادهم بأن تهديد حماس تم احتواؤه إلى حد كبير من خلال شبكة دفاعية معقدة من الجدران الحدودية وأجهزة الاستشعار الإلكترونية والأنظمة المضادة للصواريخ مثل قبة الحديد. لكن حماس تمكنت من مباغتة الأجهزة الدفاعية والعسكرية في البلاد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى