هل تصمد الهدنة بالسودان؟
بعد موافقة من قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار سلسلة من الهدن تم الإعلان عنها منذ اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي في السودان. ولكن يتم اختراقها بين الطرفين واستمرار القتال العنيف.
إلا أن السبت الماضي اتفق الطرفان على الالتزام بالهدنة الـ13 التي تم الاتفاق عليها في جدة بالمملكة العربية السعودية في مبادرة أميركية–سعودية لوقف إطلاق النار في السودان والعودة للمسار السياسي الديمقراطي.
خرق جديد للهدنة
وخلال الساعات الماضية وعقب دخول الهدنة حيز التنفيذ أمس الاثنين، وصلت الأنباء عن خرق جديد للهدنة وحدوث اشتباكات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسماع دوي غارات جوية وانفجارات في العاصمة السودانية الخرطوم.
ووفقاً لتقارير إعلامية واردة بعد محادثات في جدة فإن وقف إطلاق النار “سيظل ساري المفعول لمدة سبعة أيام ويمكن تمديده بموافقة الطرفين”.
ويرى مراقبون للأوضاع في السودان أن السكان في الخرطوم لا يزالون مختبئين في منازلهم إثر الاشتباكات الجارية بين طرفي النزاع، مشيرين إلى أن الطرفين أعلنا عن الالتزام بالهدنة لكنهم لم يلتزما بها.
ويذكر أن القتال المستمر لليوم الـ38 على التوالي أسفر عن مقتل حوالي 1000 شخص، فيما نزح أكثر من مليون خلال أسابيع القتال العنيف. وترك ملايين آخرون مع وصول متقطع للمياه أو الكهرباء أو الأدوية وحتى شبكة الإنترنت.
ويقول الإعلامي السوداني محمد إلياس: اليوم دخلت الهدنة حيز التنفيذ، ولا يوجد اختراقات حتى الآن، وهناك معلومات بسيطة في أم درمان عن اشتباكات خفيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولكن لا ترقى لمستوى خرق الهدنة.
وأضاف إلى الآن التزم الطرفان بالهدنة بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي حذر الطرفين من المساس بالعملية السياسية أو الاتفاق في جدة والالتزام ببنود الاتفاقية، مؤكدا أن الأوضاع الآن في الخرطوم هادئة بشكل عام.
وأضاف إلياس: أن أبرز السيناريوهات المقبلة، أن الأوضاع ستشهد تغييرات بعد دخول اتفاق جدة حيز التنفيذ، كما أنه من الممكن استمرار المفاوضات خلال الفترة القادمة، والرجوع إلى المسار المدني الديمقراطي وتوقيع اتفاق نهائي لتشكيل حكومة مدنية.