سياسة

هل تحل قوات “أحمد” محل فاغنر؟


«قوات تقف مثل الجدار في طريق النازيين الذين يخططون لنشر الشر في روسيا» هكذا وصف الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، قواته التي تحمل أسم “كتائب أحمد” وتشارك فعليا في عمليات القتال في أوكرانيا بجانب القوات الروسية.

كتائب أحمد الشيشانية والتي أعلنت قدرتها على صد تمرد “فاغنر” الأسبوع الماضي، بدأت في استلام مواقعها والبدء في شن هجمات بالأخص في الشرق الأوكراني على محور باخموت، فهل ستنجح تلك القوات في تعويض فراغ قوات “فاغنر”؟.

الرجل الأقرب لبوتين 

أصبح رئيس الشيشان رمضان قديروف الرجل الأقرب فعليا لبوتين، بعدما أثبت إخلاصه للرئيس مع سرعة تحرك قواته تجاه روستوف لمواجهة تمرد زعيم فاغنر.

والعلاقة بين قديروف وبوتين قوية في العموم، وهو القائد الوحيد تقريبا الذي يستأثر بابتسامات ولفتات بوتين أمام الشاشات، والتي تدل على مدى حبه له.

وعلى قناته في منصة “تيليغرام”، نشر قديروف صورة “سيلفي” مع بوتين بمناسبة عيد الأضحى.

وطلب بوتين خلال لقاء العيد من قديروف تهنئة المقاتلين ضمن مجموعة قوات “أحمد” الشيشانية الموجودين في منطقة نوفوروسيا بشكل منفصل.

وقال بوتين لقديروف: “أتمنى النجاح للشباب الشجعان، ونتمنى لكم التوفيق والسرعة في إنجاز مهامهم”.

فراغ فاغنر

يونيو الماضي ومع مرور أشهر من الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عن عزمه تشكيل 4 كتائب عسكرية شيشانية خاصة وهي (أحمد شمال وأحمد جنوب وأحمد شرق وأحمد غرب)، وبحسب الدكتور واتلينغ كودراخيين، متخصص الشؤون الدولية بالجامعة الوطنية أوديسا في أوكرانيا، الجيش الروسي بعد مغادرة فاغنر ساحات المواجهة في أوكرانيا سيوضع أمام تحديات حقيقية.

ويُضيف واتلينغ كودراخيين، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن انسحاب فاغنر ستكون قوات الجيش بوضعية انكشاف أمام القيادة والرأي العام الروسي والمتابعين، ورغم أنه تم استبدال قوات فاغنر بقوات شيشانية، لكن هذه الكتيبة التي تضم حوالي 10 آلاف مقاتل من غير الواضح أنها ستكون قادرة على أن تكون بديلا لقوات بريغوجين.

ويؤكد واتلينغ كودراخيين، أن الجيش الروسي لم يحقق أي انتصار في أوكرانيا وشهد ما يمكن وصفه بفشل عسكري بارز في ثلاث محطات:

• عدم القدرة على الدخول إلى كييف أو منع الهجمات على حدود روسيا
• الفشل في خاركوف والانسحاب منها كذلك باخموت التي لم تستطيع قوات الجيش السيطرة عليها دون فاغنر
• الانسحاب من خريسون إلى شرق نهر دنيبروا والاكتفاء بالقصف المدفعي فقط

ويُري كودراخيين، أن الكرملين اعتمد بشكل قوي على المجموعات المسلحة والمليشيات حتى يستطيع الصمود في محاور القتال التي لا تزال تشهد ضغط أوكراني مضاد، وعشوائية روسية بعد تمرد فاغنر ومحاولتهم الإطاحة بقادة الدفاع الروسية، ما خلق نوعًا من العشوائية في اتخاذ القرارات بالأخص على الجبهة من جانب الكرملين.

هل ستنجح كتائب أحمد؟

الإعلام الأوكراني يصف “كتيبة أحمد”، التي يترأسها الجنرال “علاء الدينوف” بأنها “قوات مرعبة” كونها مسلحة بأحدث الأسلحة الروسية. كما تمتلك دبابات ومركبات روسية، وتحمل جميع مركبات “كتيبة أحمد” شعار حرف “Z” بالإنجليزية، وهو شعار دعم القوات الروسية في أوكرانيا.

وهنا يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن الأسابيع الماضية شهدت تعبئة بشكل كبير في صفوف القوات الشيشانية والتي لها كفاءه قتالية عالية نظرًا لتلقي تدريبات بشكل مكثف ومباشر من الجيش الروسي منذ فترة طويلة.

وتوقع ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تحقق تلك الكتائب ما هو مطلوب منها وبشكل أكثر ديناميكية مع وزارة الدفاع على عكس ما حدث مع قوات “فاغنر”. لعدة أسباب.

• القوات المسلحة خارج المنظومة العسكرية أصبحت جميعها تحت سيطرة وزارة الدفاع
• الشيشانية تحاول قدر المستطاع إثبات نجاحات عملية للتقرب من الجيش الروسي أكثر فأكثر
• “كتائب أحمد” تُعد الاختبار الحقيقي للرئيس الشيشاني لتعظيم دوره في الحرب الأوكرانية

في السابق، شاركت كتائب أحمد في حرب أوكرانيا منذ تأسيسها، لكن دورها اقتصر على أمور محددة، أبرزها فحص وتأمين بعض المناطق، وحراسة المرافق.

ومن المقرر أن تحل كتائب أحمد محل قوات “فاغنر” بعد أن قامت الأولي بتوقيع عقود تعاون مع وزارة الدفاع الروسية والبدء الفعلي في الانتشار على الجبهات، فهي القوات الوحيدة من خارج روسيا وأوكرانيا التي تشارك بشكل مباشر في الحرب.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى