هل تحتاج فعلاً 8 أكواب ماء يوميًا؟ هنا ما يقوله العلم
تعد واحدة من أبرز المفاهيم الخاطئة في مجال الصحة أن الإنسان يحتاج إلى تناول 8 أكواب من الماء يوميًا لضمان الترطيب السليم للجسم.
روّج لهذه الفكرة العديد من الصحفيين والأطباء وخبراء التغذية، رغم غياب الأدلة العلمية الداعمة لها، بل إن هذه المعلومة قد تكون ضارة بالصحة.
أظهرت أبحاث أن الجسم يحتاج إلى الماء فقط عندما يشعر بالعطش، وأن الكمية اللازمة تختلف بشكل ملحوظ من شخص إلى آخر بناءً على عوامل مثل الوزن والعمر ونسبة العرق وغيرها.
-
الإكثار من الماء: هل فعلاً يساعد على ترطيب جسمك؟
-
إني أتنفس تحت الماء إني أغرق.. اكتشاف علمي «للعندليب»
ومن المهم ملاحظة أننا نستهلك كمية من الماء يوميًا عبر الأغذية، وهي ليست بالقليلة، إذ تُظهر الدراسات أن نحو نصف احتياجاتنا المائية تأتي من الطعام، مما يعني أنه حتى لو كانت فكرة “8 أكواب” صحيحة، وهي ليست كذلك، فإننا في الواقع نحتاج من 4 إلى 5 أكواب فقط لتعويض ما نحصل عليه من الطعام، بحسب موقع scientificamerican.
نسبة الماء في بعض الأطعمة الشائعة
التفاح يحتوي على 85% من الماء، والدجاج المسلوق 71%، والخيار 96%، والبطاطس 85%، والفلفل الأخضر 94%، والبطيخ 93%، وغيرها من الأطعمة.
إذا كنت تعاني من أي حالة مرضية، يُفضل استشارة طبيبك، حيث قد تحتاج إلى كمية أكبر من الماء، لكن إذا كنت بصحة جيدة، فلا تلتزم بعدد محدد من أكواب الماء يوميًا، فاحتياجات كل فرد تختلف.
اشرب عندما تشعر بالعطش، وابتعد عن شرب الماء إذا لم تشعر بذلك. لا تشعر بالذنب لعدم تناولك المزيد من الماء، فبهذه الطريقة، سيحافظ جسمك على توازنه الطبيعي في احتياجاته من الماء.
ما هي كمية الماء التي نحتاجها حقا؟
ولمعرفة مقدار الماء الذي يحتاجه الناس، حلل بونتزر وزملاؤه بيانات 5600 شخص في 26 دولة تراوحت أعمارهم بين 8 أيام و96 عاما. وكان المشاركون من جميع مناحي الحياة، من رياضيين وغير رياضيين، وعاملين في وظائف مكتبية ووظائف بدنية.
واستطاع الباحثون قياس الطاقة التي يستهلكها المشاركون وتحديد كمية الماء التي ينتجها المشاركون من التمثيل الغذائي والماء الذي يستهلكونه.
وحدد الباحثون كمية المياه التي فقدها المشاركون واستبدلوها كل يوم، وهو مقياس يُعرف باسم معدل دوران المياه.
ووجدوا أن معدل دوران الماء اليومي للشخص يتحدد إلى حد كبير من خلال حجمه ومستوى دهون الجسم. وكلما زادت الكتلة “الخالية من الدهون” لدى الشخص، زادت الحاجة إلى الماء، وهي حالة تحدث أكثر لدى الرجال، نظرا لأنهم يمتلكون أجساما أكبر ودهونا أقل مقارنة بالنساء.
ووجد التحليل أيضا أن كمية الماء التي نحتاجها تتغير على مدار حياة الشخص. وبشكل عام، تكون ذروة الحاجة للمياه بين سن 20 و50 ثم تنخفض مع تباطؤ عمليات الأيض، وذلك لأن كمية الماء التي نحتاجها تعتمد جزئيا على التمثيل الغذائي وعدد السعرات الحرارية التي نحرقها.
المناخ أيضا عامل مهم، فالأشخاص الذين يعيشون في بيئات أكثر حرارة، ويمارسون نشاطا بدنيا أكثر لديهم مستويات أعلى من معدل دوران المياه، أي تزداد الحاجة لديهم لشرب الماء.
وأشار البحث إلى أنه مع ارتفاع درجة حرارة العالم، سوف تزداد احتياجاتنا. مما سيؤدي إلى تفاقم مشكلات ملياري شخص في جميع أنحاء العالم، لا يحصلون بشكل كاف على المياه النظيفة.
وقال أشير روزنغر، الخبير الذي لم يشارك في الدراسة، إن معظم الناس يميلون إلى استهلاك كمية الماء التي تحتاجها أجسامهم.
ونوه روزنغر، وهو مدير مختبر المياه والصحة والتغذية في ولاية بنسلفانيا. إلى أن معدل دوران المياه ليس بالضرورة مقياسا دقيقا لمدى رطوبة الشخص.
وردا على سؤال: ما كمية المياه التي نحتاجها؟، قال: “الجواب بسيط. تناول الماء وأنت عطشان. أعطِ الأولوية للماء وحاول تجنب المشروبات السكرية… ويمكن أيضا تناول الشاي والقهوة، واحصل على المياه من الأطعمة الغنية بالمياه مثل الفواكه والخضراوات والفاصوليا والزبادي والأرز البني والشوربات”.
وقال بونتزر، من جانبه،: “إذا كنت تهتم بجسمك .وتشرب عندما تشعر أنك بحاجة لذلك، ستكون على ما يرام”.