هل البكتيريا سبب رئيسي في سرطان المعدة؟ دور هيليكوباكتر بيلوري في المرض

أظهرت دراسة حديثة أن بكتيريا المعدة تلعب دورًا رئيسًا في تطور سرطان المعدة، وهو رابع أكثر أنواع السرطان تسببًا في الوفيات عالميًّا. وأكد الباحثون أن هذه النتائج قد تسهم في تطوير علاجات أكثر فعالية للوقاية من المرض في مراحله المبكرة.
وأجرى البحث فريق من جامعة برمنغهام بقيادة الدكتورة أماندا روسيتر بيرسون، حيث ركز على التفاعل بين بكتيريا “هيليكوباكتر بيلوري” وأنواع أخرى غير ملوية بوابية خلال المراحل الأولية للسرطان.
ورغم أن “هيليكوباكتر بيلوري” تُعد عاملًا خطرًا رئيسًا للإصابة، فإن نسبة قليلة فقط من المصابين بها يتطور لديهم المرض، وهو ما لم يكن مفهومًا بشكل واضح حتى الآن.
وأوضحت الدراسة أن الكشف المبكر عن “هيليكوباكتر بيلوري” يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، مما يقلل خطر الإصابة، لكن هذه العلاجات تفقد فعاليتها بمجرد حدوث تغيرات قبل سرطانية.
كما أكدت الأبحاث الحديثة أن ميكروبيوم المعدة له دور حاسم في تطور السرطان، إلا أن المعلومات حول توزيع هذه البكتيريا في المعدة كانت محدودة.
وباستخدام تقنيات تصوير متقدمة، اكتشف الباحثون أن البكتيريا تستعمر غدد المعدة، بينما تتمكن البكتيريا غير الملوية البوابية من اختراق بطانة المعدة خلال المراحل ما قبل السرطانية؛ مما يسبب تغيرات معوية تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
وأشار الباحثون إلى أن استهداف هذه البكتيريا المتسربة بالمضادات الحيوية قد يشكل استراتيجية وقائية واعدة، لكن الأمر يتطلب المزيد من الدراسات لفهم تأثيرها الكامل.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة بيرسون: “قد يساعد هذا الاكتشاف في فتح آفاق جديدة للوقاية من سرطان المعدة عبر علاجات بالمضادات الحيوية، لكننا بحاجة لمزيد من البحث لفهم دور هذه البكتيريا وتأثيرها على المرضى”.
وأكدت الدكتورة تاليسيا كوالو، مديرة الأبحاث في مؤسسة أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة، أن “سرطان المعدة لا يزال يشكل تحديًا بسبب محدودية خيارات العلاج وانخفاض معدلات البقاء.
وتوضح هذه الدراسة أن “هيليكوباكتر بيلوري” قد تتفاعل مع أنواع أخرى من البكتيريا لدفع الخلايا نحو التحول السرطاني، مما يستدعي تطوير أساليب جديدة للكشف المبكر والعلاج”.