هجوم إيران يؤجل عملية اجتياح رفح
قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأحد، تأجيل الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك غداة هجوم انتقامي إيراني غير مسبوق على إسرائيل فيما تحدثت مصادر عن ارسال كتيبتين للقطاع فيما اشارت مصادر إسرائيلية عن تقديم حركة حماس لمقترح جديد لعقد صفقة تبادل.
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية) إن نتنياهو، قرر تأجيل العملية البرية في رفح (على الحدود مع مصر)، رغم أنه أعلن قبل نحو أسبوع أنه حدد موعدا لتنفيذها (لم يكشف عنه).
وبزعم أنها “المعقل الأخير لحركة حماس“، يُصر نتنياهو على اجتياح رفح. رغم تحذيرات دولية من تداعيات كارثية في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
وحسب هيئة البث، فإن تأجيل العملية البرية في رفح جاء بعد مشاورات مع المنظومة الأمنية في إسرائيل. وتابعت أن حكومة نتنياهو “على يقين أن العملية البرية في رفح من شأنها إنهاء الحرب في قطاع غزة”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 100 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا. وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وفي وقت سابق الأحد، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش. إلى “اجتياح رفح وفرض السيطرة على كامل قطاع غزة”.
وأعلنت إسرائيل الأحد أن حماس تحتجز رهائن في رفح حيث قال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري إن “حماس لا تزال تحتجز رهائننا في غزة … لدينا أيضا رهائن في رفح وسنبذل كل ما بوسعنا لإعادتهم”.
وفي بيان منفصل قال الجيش إنه بصدد استدعاء “بحدود كتيبتين من جنود الاحتياط لأنشطة عملياتية على جبهة غزة”.
وبالتزامن مه هذه التطورات ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حركة حماس قدمت للوسطاء اقتراحا بديلا لصفقة المحتجزين في المفاوضات غير المباشرة في الحرب على قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة ليل الأحد عن مصادر فلسطينية وعربية إلى أن هذا المقترح ينص فقط على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة بعد أن يجري وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما.
وكانت حماس قد رفضت في السابق اقتراح تسوية قدمته الولايات المتحدة ينص على إطلاق سراح 40 محتجزا مقابل 900 أسير فلسطيني خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر ستة أسابيع.
وبحسب صحيفة هآرتس، فإن اقتراح حماس البديل يطالب الجيش الإسرائيلي بوقف القتال في مرحلة أولية مدتها ستة أسابيع والانسحاب من المراكز الحضرية.
وفي الوقت نفسه، سيسمح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة. خلال هذا الوقت، ستقوم حماس بالبحث عن جميع المحتجزين في منطقة القتال ومعرفة حالتهم.
وفي المرحلة الثانية، سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن ينسحب من كامل قطاع غزة. وورد أنه في هذه الحالة فقط ستبدأ عملية تبادل المحتجزين الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين.
وشدد على أنه مقابل كل مدني إسرائيلي سيتعين على إسرائيل إطلاق سراح 30 أسيرا فلسطينيا من السجون، ومقابل كل جندي إسرائيلي سيجري إطلاق سراح 50 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. بما في ذلك 30 يقضون عقوبة السجن مدى الحياة.
وفق المعطيات سيجري تسليم الجنود الإسرائيليين والمحتجزين القتلى في مرحلة ثالثة وأخيرة بمجرد انتهاء حصار الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة وبدء إعادة إعمار المنطقة.
ويأتي تأجيل اجتياح رفح غداة إطلاق إيران، مساء السبت، نحو 350 صاروخا وطائرة بدون طيار تجاه إسرائيل، زعمت تل أبيب أنها اعترضت 99 بالمئة منها. فيما قالت طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية “بنجاح”.
وهذا أول هجوم تشنه إيران مباشرة من أراضيها على إسرائيل، وليس عبر حلفاء. وجاء ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري.
وشنّت إسرائيل عشرات الغارات الجوية على غزة خلال الليل. وفق ما أعلنت حركة حماس الاثنين، فيما أكدت الدولة العبرية أن الهجوم الإيراني. الذي تعرضت له في نهاية الأسبوع وأثار مخاوف من تصعيد إقليمي، لن يصرف اهتمامها عن الحرب التي تخوضها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري مساء الأحد “حتى أثناء تعرضنا لهجوم من إيران. لم نصرف ولو للحظة الانتباه عن مهمتنا الحاسمة في غزة لإنقاذ رهائننا من أيدي حركة حماس المدعومة من إيران”.
وقال “ما زالت حماس تحتجز رهائننا في غزة” في إشارة الى حوالى 130 شخصا. من بينهم 34 يعتقد أنهم قتلوا، تقول إسرائيل إنهم ما زالوا في غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. مضيفا “هناك أيضا رهائن في رفح وسنبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم”.
ودفعت شائعات عن إعادة فتح حاجز إسرائيلي على الطريق الساحلي من جنوب القطاع إلى مدينة غزة، آلاف الفلسطينيين للتوجه إلى الشمال الأحد، رغم نفي إسرائيل ذلك.
وشاهد مراسل أمهات يحملن أطفالهن وعائلات تنتقل على عربات تجرها حمير مع أمتعتها.
وقال محمود عودة “أخبرتني (زوجتي في مدينة خان يونس الجنوبية) عبر الهاتف بأن الناس يغادرون… هي تنتظر عند الحاجز حتى يوافق الجيش على السماح لها بالتوجّه شمالا”. ورغم ذلك، أفاد الجيش بأن التقارير عن فتح الطريق “غير صحيحة”.
والإثنين، أفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس بأن “الاحتلال يشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي استهدفت مخيم النصيرات ومنطقة المغراقة في وسط القطاع ومحيط المستشفى الاوروبي بجنوب شرق خان يونس، وحي تل الهوى والزيتون”.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل “انتشلت طواقمنا في محافظة خان يونس اليوم 18 جثة شهداء من مختلف الفئات والأعمار وتم نقلهم الى مستشفى الأوروبي بخان يونس”.
وأفاد الدفاع المدني عن “العثور على 5 من جثامين على الاقل لشهداء تحت السواتر الرملية التي أقامها جيش الاحتلال بعد توغله في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة”.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس استهداف “تموضع للتحكم والسيطرة تابع للعدو الصهيوني في محيط جامعة فلسطين شمال النصيرات بوابل من قذائف الهاون العيار الثقيل”.
وتتهم طهران تل أبيب بشن هذا الهجوم الصاروخي. مما أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق. وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها. وبينهما عقود من العداء والاتهامات المتبادلة.