هجمات الليل في أوكرانيا: معركة التوازن على الأرض في قلب الصراع
أوكرانيا تكثف «هجمات الليل» في محاولة لترجيح كفة الأرض أملا بنقطة قد تغير التوازنات وتحسن شروط أي مفاوضات محتملة مع روسيا.
واليوم السبت، أعلنت روسيا أنها اعترضت 47 مسيرة خلال الليل الماضي في هجمات شنتها أوكرانيا على مناطق عدة وأسفرت عن إصابة ستة أشخاص بجروح.
وكثف البلدان الهجمات الجوية فيما يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو وكييف إلى الموافقة على وقف إطلاق نار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 47 مسيّرة «دُمّرت أو اعتُرضت فوق مناطق فورونيج وبيلغورود وروستوف وفولغوغراد وأستراخان، خصوصًا».
وفي روستوف، ألحق هجوم شنّته مسيّرات أضرارًا في شقق، ما أدى إلى إصابة شخصين، وفق ما أفاد به حاكم المنطقة يوري سليوسار.
وفي غورلوفكا الواقعة في دونيتسك الانفصالية شرق أوكرانيا، قصفت مسيّرة شاحنة لفرق الإطفاء، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر، وفق ما ذكرت وزارة الحالات الطارئة الروسية.
بالحد الأدنى
قالت أوكرانيا، أمس الجمعة، إنها تأمل في أن تفضي المحادثات التي تجري يوم الإثنين المقبل في السعودية مع الولايات المتحدة، «على الأقلّ» إلى وقفٍ للضربات على منشآت الطاقة والبنى التحتية والمرافق في البحر الأسود من كلا الطرفين.
وقبل أيام من إجراء الجانبين محادثات منفصلة مع مسؤولين أمريكيين في السعودية، تبادلت موسكو وكييف الضربات ليلًا، وحمّلت كلّ واحدة الأخرى مسؤولية قصف محطة كبيرة للضخّ وقياس تدفّق الغاز الموزّع، والتي تحتلّها القوّات الأوكرانية في روسيا.
وفي مسعى إلى الدفع باتجاه هدنة واسعة، اختارت أوكرانيا وزير الدفاع رستم عمروف لرئاسة الوفد الأوكراني في السعودية، وفق ما كشف لوكالة «فرانس برس» مسؤول أوكراني فضّل عدم الإفصاح عن هويّته.
وقال المسؤول: «ما زلنا نريد الاتفاق على وقفٍ لإطلاق النار، على الأقلّ… في مجال الطاقة والبنى التحتية والبحر»، مشيرًا إلى أن أوكرانيا ما زالت «مستعدّة» لوقفٍ «شامل» لإطلاق النار.
أما موسكو، فأكّدت من جانبها أنها لم تقبل سوى بهدنة تطال منشآت الطاقة، في حين كانت إدارة ترامب قد اقترحت وقفًا شاملًا لإطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وافق من جهته على المقترح الأمريكي بهدنة غير مشروطة، في أعقاب الضغوط الكبيرة التي مارسها عليه نظيره الأمريكي إثر الملاسنة التي حدثت بينهما في المكتب البيضاوي أواخر فبراير/شباط الماضي.
وكشف زيلينسكي، الجمعة، أن فريقه سيتوجّه إلى السعودية مع «قائمة بالمواقع المدنية والمناطق» الواجب إدراجها في اتفاق محتمل على وقفٍ للهجمات.
وإذا كان فلاديمير بوتين قد قبل وقف الضربات على منشآت الطاقة، فإنه لم يعتمد المقترح الأمريكي بالكامل، رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها ترامب للتوصل إلى «صفقة» بين الطرفين يتباهى بها.
مستوى التمثيل الروسي
وسيمثّل روسيا في السعودية غريغوري كاراسين، السيناتور والدبلوماسي السابق، وسيرغي بيسيدا، مستشار رئيس جهاز الأمن الفيدرالي، وهما بمرتبة أدنى من الوزير الموفد من جانب كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، يوم الجمعة، إن الرجلين «هما المفاوضان الأكثر خبرة، ولديهما خبرة وافرة في هذا النوع من العمل».
وأكّد بيسكوف أن «هذا خيار الرئيس… وهما سيمثّلان روسيا خير تمثيل».
ولا شكّ في أن الوفد الروسي سيتطرّق خلال المحادثات إلى «الفروق الدقيقة» التي أشار إليها فلاديمير بوتين، الذي يخشى أن تستفيد أوكرانيا من الهدنة لتجنيد مزيد من الجنود وتلقي المزيد من الأسلحة الغربية.
أما الجانب الأوكراني، فيسعى إلى التركيز على النواحي «التقنية» لوقفٍ جزئي موقّت للمعارك، مع تحديد «المواقع» و«الأسلحة» المشمولة به و«كيفية ضبط وقف إطلاق النار».